أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41135
في دمشق.. موائد الطعام تحمل آثار الحرب الأهلية السورية!!
01.06.2014

دمشق ـ بينما تقترب سوريا من إجراء انتخابات رئاسية وسط الحرب الأهلية ربما تكون دمشق قد تجنبت الكثير من الويلات التي قاستها مدن أخرى لكن آثار الصراع تظهر في مياه الصنابير وعلى موائد الطعام مما يثير استياء سكان العاصمة.وقبل الحرب كانت حكومة الرئيس بشار الأسد تحكم سيطرتها على أسعار المواد الغذائية وجودتها. لكن انشغالها بالحرب أضعف سيطرتها وهو الأمر الذي أدى إلى ازدهار ممارسات تجارية مشبوهة أثرت على امدادات المياه والغذاء.وفي أحد بيوت دمشق هرعت ميادة إلى المطبخ لتملأ قدرا كبيرا بالمياه من الصنبور لأنها كانت تريد أن تخزن أكبر كمية ممكنة منها. وتقول “لابد أن أسرع.. لان المياه تنقطع.”وأضافت وهي تشير إلى حبيبات سوداء وبنية اللون في قاع القدر المملوء “انظر إلى كل هذا الرمل.. لم نعد نستطيع شرب المياه دون تنقيتها أولا.. والله وحده يعلم ما الذي يطفو هنا أيضا دون أن استطيع رؤيته.”ويقول سكان دمشق إن جودة المواد الغذائية تتدهور أيضا فضلا عن ارتفاع أسعارها ولا سيما الاكلات الشعبية المفضلة مثل الشاورما والفلافل والدجاج المشوي.ويقول عصام وهو مالك أحد المطاعم في وسط دمشق “تذوق الفلافل وستدرك أنهم يضيفون فتات الخبز ليوفروا من الحمص.. تستطيع أن تلاحظ الفرق بسهولة.. الفلافل المزيفة التي يصنعونها الآن دهنية وداكنة… الناس يأكلونها لانها رخيصة لكن الجميع يشتكي.”
أما بالنسبة للشاورما فتقول لمياء (32 عاما) “الله وحده يعلم نوع اللحم الذي يستخدمونه هذه الايام. هل هو لحم بقر؟ كل ما أعرفه أنها لم يعد لها نفس الطعم.”أما بالنسبة للدواجن فانها إما تبدو أقل وزنا من المعتاد أو سمينة اكثر من الطبيعي الأمر الذي أثار تساؤل سكان دمشق بشأن نوعية العلف الذي يطعمه المزارعون لدواجنهم.ويقول مروان الذي يعتبر نفسه خبير تغذية “هل يستخدمون الهرمونات؟ البروتين الحيواني؟ المخلفات؟ مياه الصرف الصحي؟ لا نعلم.”وتترقب دمشق الانتخابات التي ستجرى في الثالث من يونيو حزيران ويعتبر فوز الأسد بها في حكم المؤكد نظرا لان التصويت سيجرى في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. لكن سكان العاصمة يخشون أن تشهد الانتخابات هجمات بقذائف المورتر من الضواحي التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.بيد أن الحكومة بدأت حملة تحت شعار “معا نعيد البناء” أغرقت ملصقاتها كل شوارع العاصمة وتظهر فيها أياد متشابكة على الرغم من الانقسام الواسع النطاق في سوريا على أسس طائفية وقبلية.ويعتبر سكان دمشق أوفر حظا من السوريين الذين يعيشون في مناطق خارج سيطرة الدولة تتعرض لقصف يومي وتنقطع عنها الامدادات بسبب حصارالجيش لها لفترات طويلة.ولقي أكثر من 160 ألف شخص حتفهم في الصراع الذي بدأ في مارس آذار 2011 باحتجاجات في الشوارع ضد عقود من حكم عائلة الأسد لكن سرعان ما تحول إلى صراع مسلح بعد الحملة الأمنية العنيفة على المتظاهرين السلميين. وتفشى سوء التغذية ويقول أطباء إن أطفالا ماتوا جوعا في المناطق المحاصرة.
وفي دمشق يلاحظ الناس التغيرات مثل ارتفاع أسعار السلع الأساسية والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة أو أربعة أمثالها مع تدهور جودتها.ويقول أبو مصطفى وهو مالك متجر لمنتجات الألبان في حي المزرعة الذي تسكنه الطبقة المتوسطة “كل صناع منتجات الألبان تقريبا هذه الأيام يضيفون المياه للحليب والجبن واللبن (الزبادي).” وينفي أن يكون هو نفسه يقوم بذلك.وقبل الحرب كانت السلطات تراقب صانعي منتجات الألبان لمنع الغش وكانت تفرض تسعيرة ثابتة بحيث تجبر صانعي منتجات الألبان على التنافس فيما بينهم بحسب الجودة والمذاق فقط.لكن لم يعد هناك إشراف يذكر. وكان الجبن الأبيض الذي لا غنى عنه في أي منزل سوري يباع بمئتين وخمسين ليرة (1.60 دولار) للكيلو. أما الآن فان سعره يتراوح بين 400 و 1300 ليرة (8.70 دولار). والسعر الأخير هو الأقرب للأسعار التي يعرضها أبو مصطفى.ويتردد مروان باستمرار على متجر أبو مصطفى رغم أنه يشتكي في أحاديثه الخاصة من الأسعار.ويقول “لا أعرف السبب لكن كل شيء أصبح مذاقه بشع. الالبان والخبز وحتى اللحم الذي نشتريه هذه الأيام. أنا اشتري نفس القطع التي كنت أِشتريها ومن الجزار ذاته لكن طعمها الآن يبدو كالمطاط)”.!!

1