أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41135
الرضيع السوري الاسير الذي تناقل مئات الالاف صورته على مواقع التواصل الاجتماعي..هربت من رجائه لي ولكن!؟
24.04.2014

كتب كمال خلف..اول مره رايت فيها هذه الصورة نظرت الى الطفل فقدت بعدها احساسي بما حولي في المكان.تاملت وجهه البريء الذي لا يفهم ما يجري. تفرست بما حوله البنادق وارجل المقاتلين. ثم قرات التعليق تحت الصورة ( اصغر رضيع اسير من الطائفة المعادية في ريف الاذقية).هناك جرت مجزرة مروعة لسكان من الطائفية العلوية في اب العام الماضي اكثرهم من الفقراء المعدمين نفذتها فصائل اسلامية محسوبة على المعارضة السورية سكت النظام عنها وسكتت المعارضة ولكل اسبابه. لكن لم يكن الموت وحده الحاضر هناك. فقد اختطفت هذه المجموعات 90 امراه وطفل عرضتهم قناة الجزيرة وقالت ان تلك الفصائل تريد مبادلتهم بمعتقلين للمعارضة.
مررت عن الصورة بكبسة زر الى ما بعدها لكن الصورة ظهرت من جديد. نظرت في عيونه ودار في راسي عديد من الاسئلة ماذا يفكر الان؟؟ كيف حمله هؤلاء المجرمون ووضعوه على الارض ؟؟ هل ماتت امه؟؟ هل راها كيف تذبح بايدي المقاتلين ؟؟ هل ذبحت على الطريقة الشرعية لمفتي هذه المجموعات؟؟
اين سيذهبون به بعد الصورة ؟؟ اين هو الان ؟؟ هل مات؟؟ وكيف؟؟
يا ترى لماذا اقوم بطرح هذه الاسئلة على نفسي هل هو مصير الرضيع الذي وخز قلبي؟؟ ام هو فضول المرء لما بعد صورة صامته واقفة في الزمن؟؟
تركت الصورة لكن ملامح الطفل ظلت عالقه في راسي طوال ذاك النهار . نظرت الى طفل يقف الى جوار امه على الطريق. وقفت وتذكرت طفل الصورة ياترى ما كان اسمه؟؟ هل يشرب الحليب الان ام انه ياكل من مخلفات هؤلاء القتلة المارقين ؟ هل يعذبونه؟؟
في مساء ذاك اليوم وبعد عناء العمل الصحفي الذي ينسيك نفسك جلست امام جهاز الكمبيوتر هل ستظهر الصورة مرة اخرى؟؟ ربما قد نسيها الناس في زحمة الاحداث في سوريا ووضعوا صورا اخرى لقتلى اخرين.. ومقاتلين منتصرين واخرين مهزومين واناس شردتهم الحرب.
لم اكد افتح صفحتي على الفيس بوك حتى قفزت الصورة ..
التعليق كان يشير الى ان الصورة تعود للشهر الماضي عندما دخلت قوات المعارضة الى بلدة كسب الحدودية.
في عيون هذا الطفل اختصار لماساة الطفولة في سوريا وربما في العالم كله حيث تدفع هذه الاجسام الصغيرة دون ذنب فاتورة صراع الكبار .
وحيث يطل سؤال يلح على انسانيتنا هل هناك من خلق الله من لا يحمل قلبا مثلنا ؟؟ لم يهز سرير الطفولة يوما ؟ لم تركض اليه ابنته عند باب البيت عندما يعود؟
تاملت كنزة الصوف التي يرتديها وتخيلت لحظة فرح الام وهي تشتريها وتاتي بها مسرعة الى المنزل نظرت الى قبعة الصوف حتما كانت امه تخاف عليه من البرد….. كم انت رحيم ايها البرد قياسا بنا بني البشر.
تركت الصورة ونزلت بسهم المؤشر الى الاسفل لاتصفح مواضيع اخرى ظهرت الصورة نفسها قررت ان لا انظر اليها وان اقرا ما كتب عليها من تعليقات كانت التعليقات كثيرة ولكني كنت ابحث بينها عن احد ما يكتب ان الصورة ليست صحيحه او انها مفبركة او اي تعليق يلغي ان هذا حدث في مكان ما من العالم اي مكان لم اجد.
لماذا اريد ان لا تكون الصورة صحيحة هل هو الهروب من وجع اللحظة والم التفكير ؟ ام هو محاولة لتبرئة الانسانية من تشوهاتها..
هل كنت ايها الرضيع تستغيث بي في الصورة وانا اهرب من عجزي
ام كنت ارى نفسي فيك ام ارى اولادي مكانك؟

1