أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41134
عائلة علي سليم.. قصة حياة حتى الموت فوق جبل يطلّ على بيت لحم!!
07.03.2014

على مقربة من بوابة موقع عسكري لجيش الاحتلال أقيم فوق "جبل أبو سود" في بلدة الخضر غرب بيت لحم، تجهد عائلة الفلسطيني علي سليم التي تضم أكثر من 50 شخصا يقيمون في منازل مهددة بالهدم – تجهد في بناء عدد من القبور، كأنما رسالة مغايرة و غير مألوفة بأن الحياة فوق الجبل لا يحدّها سوى الموت...عائلة المواطن علي سليم التي تعايش انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف ارغامها على النزول من على ظهر الجبل، تضم أطفالا يحلمون، مثل كل أطفال العالم، بأشياء كثيرة يصعب حصرها، بما في ذلك "لو أنهم ينهضون من مناماتهم يوما ليجدوا الجبل نظيفا من الموقع العسكري و أسيجته الشائكة و برج المراقبة الذي يشغله جنود الاحتلال"، حتى أن بعضهم يحلم بأن يحل يوما وهو على ظهر الجبل وقد انتهت مكابدة والدته في إحضار المياه إلى المنزل .
لأجل البقاء ومواصلة المعركة في مواجهة محاولات اقتلاعها من فوق الجبل، أجبرت عائلة علي سليم على إعادة بناء منازلها التي هدمتها بلدوزرات الاحتلال ثلاث مرات، وهي تؤكد أن رسالتها عبر إنشاء قبور لأفراد العائلة، ليست سوى إعلان جديد بأنها مستعدة لمجابهة "حروب دولة إسرائيل" التي تستهدفها، بما في ذلك – كما قال أحمد علي سليم لـ القدس دوت كوم، إعادة بناء المنازل الأربعة والمسكن المسقوف من الصفيح للمرة الرابعة، في حال نفذت إخطارات الهدم الجديدة التي تسلمتها من قبل الاحتلال مؤخرا، بذريعة أن المنازل أقيمت فوق أراض مخصصة لأغراض عسكرية.
ويقول أحمد علي سليم المقيم و عائلته في "جبل أبو سود"، ان المعاناة الكبيرة التي تعيشها العائلة بدأت بعد شق الاحتلال شارعا استيطانيا قرب الجبل بزعم حماية تنقل المستوطنين الإسرائيليين من وإلى القدس، وهي (العائلة ) تترقب، هذه الأيام، عودة "بلدوزرات" الهدم في أية لحظة، لكنها لن تستسلم و لا تساورها الشكوك حيال قدرتها على الصمود فوق ارض باتت بالنسبة لها "وطن صغير للحياة و الموت، معا" .
بجهود متضافرة من قبل العائلة و جهات أخرى في "الخضر"، تم إيصال الكهرباء إلى المنازل الأربعة و عبدت مسافة من الطريق إليها، فيما يرى أفراد عائلة المواطن علي سليم أن مواصلة العيش فوق أراضيهم، رغم النواقص الكثيرة، حد من تواجد دبابات الاحتلال في أفنية المنازل، ما يتطلب – كما يأمل أفراد العائلة - دعم و تعزيز صمودهم من قبل الجهات المختصة في السلطة الوطنية الفلسطينية و كل المؤسسات المهتمة بمواجهة انتهاكات الاحتلال .
"صحيح أن المنزل ضيق ولقمة العيش صعبة، لكن الأمل كبير في يوم سيأتي تكون فيه الحياة أجمل فوق الجبل"، قالت الأم فاتن محمد التي شرحت بعضا من معاناة عائلة علي سليم المقيمة في "جبل أبو سود" غير البعيد عن ورشة توسع في إحدى المستوطنات الإسرائيلية، دون أن تغفل الاهتمام بإبعاد أطفالها عن سياج الموقع العسكري، لئلّا تجرحهم أشواكه المعدنية.

1