يحتفل العالم في الرابع عشر من فبراير بعيد الحب أو يوم القديس “فالنتاين” بينما تظل للمناسبة نكهتها العربية الخاصة، لا سيما في ظل تداعيات ربيع من الثورات، بدل موازين القوى في دول عربية عدة، حيث وجد المواطن العربي نفسه مجبرا على تخطي دعوات الحلقات الدينية المتشددة التي تدعو إلى مقاطعة الاحتفال بالمناسبة الغربية، كي يتمكن من الترفيه عن نفسه لاجتياز المرحلة الصعبة التي خلفتها الأزمة الاقتصادية.وللخروج من حالة التأزم أصبح عيد الحب في العديد من البلدان العربية يمثل مناسبة للم الشمل بين الأسر والأهل وتجديدا لمشاعر الحب بين الأزواج والأصدقاء.
ففي مصر تزامن الاحتفال بهذه المناسبة مع إحياء الذكرى الـ 39 لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم التي كانت أشهر من تغنى بالحب في العالم العربي، حيث تقدم فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي حفلين بالإسكندرية ودمنهور، يسترجع المصريون من خلالهما أيام “الزمن الجميل” مع أجمل الأعمال التي تغنت بها أم كلثوم للحب منها “الحب كله”، “ليلة حب”، “غنيلي وحبيبي يسعد أوقاته”. أما في شرم الشيخ فتنظم منتجعات سياحية كثيرة عددًا من الاحتفالات منها منطقة شاطئ دلتا شرم، حيث تم تجهيز مسرح بأحدث تقنيات الصوت والليزر والألعاب النارية لتنــظيم حفل عالـمي اليوم الجمعة.كما تنشط محلات الزهور في مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر استعدادا لاستقبال “عيد الحب”.
وتعرض دراسة تاريخية لمركز “ايزيس للبحوث والدراسات التاريخية” في مدينة الأقصر الكثير من صور الحب والعشق في مصر الفرعونية لتكشف عن أول قصة حب خلدها التاريخ وهي لـ”رمسيس ونفرتاري”.
في المقابل وجدت الدعوات التي وجهها عدد من الشيوخ على بعض الفضائيات الدينية المصرية بعدم “ارتداء الملابس الحمراء وعدم الاحتفال بعيد الحب بحجة أنه تلوث ثقافي غربي”، رفضا وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أغلب المصريين. أما في العراق فقد استقبلت العاصمة بغداد الـ”فالنتاين” بواجهات محال تجارية مزدانة بهدايا “العيد الغربي” بلونها الأحمر، ودمى يسميها العراقيون “دباديب” ووسائد وزهور وشموع وبالونات.
وفي أجواء هذا العيد الذي ينبغي أن يكون مفعما بمشاعر العشق، حرصت متاجر الملابس والأحذية وحقائب النساء على عرض نماذج مميزة، كلها تقريبا باللون الأحمر، فيما تعرض محلات بيع الحلوى نماذج كيك وشرائط ومواد إنارة وإكسسوارات وشموع، كلها باللون الأحمر وكذلك الحال في المطاعم الكبرى التي زينت واجهاتها بشرائط حمراء، وتبقى القلوب الحمراء هي المسيطرة على المشهد بشكل مطلق.
ولم يمنع دوي الانفجارات في شوارع بغداد ومدن أخرى هذه الأيام والزحام المروري الخانق جراء أوضاع الأمن غير المستقرة، العراقيين من التسوق وشراء مستلزمات عيد الحب وتبادل الهدايا فيما بينهم لإضفاء حالة من الفرح والسرور في بلد أنهكه العنف والانفجارات.
وتزينت شوارع العاصمة الأردنية عمان بالورود المعروضة للبيع والتي تميزت بارتفاع أسعارها، خاصة الورد الجوري، حيث بدأ أصحاب محال الورود بتحضيراتهم لعيد الحب الذي صادف يوم عطلة، قبل شهر، ليصل حجم استيراد التجار للورود في المملكة الأردنية إلى 120 ألف وردة حمراء تقريبا استعدادا لـ”الفالنتاين”، حسب رئيس بورصة الأردن للزهور مازن الغلاييني.
وفي مدينة رفح بقطاع غزة ارتبط عيد الحب بطابع من نوع مختلف، مادي بالأساس، حيث ضاعف المزارعون الفلسطينيون جهودهم خلال الأيام السابقة من أجل جمع القرنفل وغيره من الزهور بغرض تصديرها إلى أوروبا قبل حلول الـ14 من فبراير.
أما في اليمن فيظل “عيد الحب” مناسبة مجهولة عند كثيرين، بينما لا يزال البعض يربطها بالديانة المسيحية.
لكن بدأت مؤخرا شريحة محدودة العدد من الشبان اليمنيين بالمدن الرئيسية تحتفل سنويا بالمناسبة، وتقوم بإحياء التقاليد المتعلقة بها، وأبرزها إهداء الهدايا والورود الحمراء. يذكر أن عيد الحب أو عيد العشاق مناسبة يحتفل بها الناس في عديد البلدان، وخصوصا في البلدان الناطقة باللغة الإنكليزية، وأصبح هذا اليوم تحتفل به عديد دول العالم ولو بصورة رمزية وغير رسمية...
*المصدر : العرب
العرب يبحثون عن الوئام والسلام في عيد الحب !!
13.02.2014