أحدث الأخبار
الأربعاء 04 كانون أول/ديسمبر 2024
1 2 3 41135
البحر كريم يمنح شباب الصومال الفرصة لطرد شبح البطالة!!
24.04.2021

مقديشو - في محاولة لكبح جماح البطالة، أطلقت بلدية مقديشو بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، مشروع إكساب الشباب الصوماليين مهارات حرفة الصيد، للعمل على تشجيع هذه الفئة وانخراطها في سوق العمل.
ويمتلك الصومال ساحلا طويلا يبلغ طوله أكثر من 3 آلاف كيلومتر، ويمتد من خليج عدن شمالا وحتى السواحل الكينية جنوبا.
وهذا الساحل اشتهر بوفرة الأسماك والثروات البحرية الأخرى. ويفترض الاقتصاديون أن طول هذا الساحل يمكن أن يكون حلا لأعداد العاطلين عن العمل إذا ما انخرطوا في مجال صيد السمك.
يعمل القائمون على المشروع، في توفير دروس نظرية وأخرى تطبيقية للشباب العاطلين عن العمل في الصيد البحري، من خلال مدربين محترفين في هذه المهنة، قبل شروعهم في ركوب القوارب والإبحار بها طلبا للزرق.
وتزداد مستويات البطالة في البلاد يوما بعد الآخر، نتيجة تراكم الأزمات والفوضى منذ انهيار الحكومة المركزية 1991، لتثقل كاهل فئة الشباب التي تشكل نسبة 75 في المئة من المجتمع الصومالي، البالغ تعداده 12.5 مليون نسمة تقريبا، بحسب بيانات حكومية.
وبحسب بيانات البنك الدولي، تبلغ نسب البطالة في عموم البلاد 13.10 في المئة حتى نهاية العام الماضي، صعودا من 12.8 في المئة في 2019.
مشروع يهدف إلى تأهيل 50 شابا وشابة وتعليمهم مهارات الصيد وصناعة الشباك وصيانة القوارب ومهارات تخزين الأسماك
يهدف المشروع، إلى تأهيل 50 شابا وشابة قدموا من مختلف أحياء العاصمة مقديشو، لتعليمهم مهارات متعددة لحرفة الصيد، منها السباحة، وصناعة الشباك، وصيانة القوارب، إلى جانب مهارات تخزين الأسماك، ونظافة أماكن بيعها.
يقول عبدالكافي محمود رئيس اتحاد الشباب لبلدية مقديشو، إن المشروع هادف وفرصة عمل مستقبلية بالنسبة لفئة الشباب، مشيرا إلى أنه سيساهم في تقليص نسب البطالة.
وأضاف محمود أن المشروع سيستمر، وسيمكن الشباب من الدخول في سوق العمل، مما يساهم في دفع عجلة الاقتصاد في البلاد، وسط توقعات بجذب أزيد من ألف شاب خلال 2021.
وبحسب المشرفين على المشروع، فإن أكثر من نصف الشباب يعانون من البطالة الحادة، بينما هناك نسبة أخرى يعملون في مهن بغير تخصصاتهم.
وفي قاعة تابعة لبلدية مقديشو والمطلة على ساحل ليدو، يعمل شبان وشابات بجد لتعلم مهارات الصيد، من خلال مدربين مهرة يشرفون على تدريب هؤلاء الشباب عبر دروس متنوعة.
ويشرع المتدربون في تطبيق ما تلقوا من دروس نظرية خلال أربع ساعات متتالية تمثلت في حياكة الشباك، وصيانة القوارب، إلى جانب السباحة، وسبل صيد الأسماك.
يقول المدرب نور محمد حسين، “قدمنا لهؤلاء الطلاب دروسا متنوعة تؤهلهم إلى تعلم مهنة الصيد، كما تم تدريبهم في جميع متطلبات هذه المهنة، تفاديا لأي مخاطر قد تواجههم خلال مزاولتها”.
وأضاف المدرب أن حياكة الشباك من أهم المتطلبات، “حيث يتفنن المتدربون في صناعة الشباك وصيانتها بعناية فائقة”.
يتناوب المدربون في الدورة التدريبية، على مدار عدة ساعات يوميا سعيا لتأهيل الطلاب وتعزيز قدراتهم حتى يتمكنوا من الصيد بما قد يجود به البحر.
في ساحل عربو (شرق)، يعرض الطلاب مهارات السباحة والصيد في قوارب بسيطة، يبحرون بها إلى مسافات بعيدة ليمارسوا جميع التجارب والمخاطر التي قد تواجههم في عرض البحر.
يقول المتدرب سلمان إسماعيل، “تعلمنا الكثير ونمر بالمراحل الأخيرة من التدريب، ونبحر في هذه القوارب لتطبيق ما درسناه خاصة السباحة والصيد برفقة المدربين”.
وأضاف، “إنها فرصة كبيرة بالنسبة لنا، ونسعى من خلالها لطي سنوات من البطالة التي أقعدتنا كثيرا، ونبدأ مرحلة جديدة في سوق العمل لننتفع بها، ونساعد غيرنا من خلال المهنة”.
وعلى الرغم من أن جميع المهارات التي لها علاقة بمهنة الصيد مطلوبة لدى الطلاب، إلا أن هناك مهارات خاصة للنساء كحياكة الشباك وطريقة تخزين الأسماك ونظافة أماكن بيعه.
في غضون ساعات، تمكنت هني عبدي وزميلاتها من صناعة شباك للصيد طولها 10 أمتار، وهو مجهود يعكس مدى جديتهن في الانخراط بالمهنة.
تقول عبدي، إنها وكغيرها من المتدربات، يسعين لكسر احتكار الرجال للمهنة، فظروف البطالة والوضع المعيشي في البلاد يدفعان النساء لمزاحمة الرجال في كل المهن.
وتعد مهنة الصيد في الصومال من المهن الخالية من المساهمات النسوية، نظرا لصعوبة ممارستها إلى جانب الثقافة الرجولية السائدة في المجتمع المحلي.
وثمة تحديات تنتظر أصحاب مهنة الصيد، منها خطورة الممارسة في عرض البحر بعد هجرة الأسماك والقرش من السواحل القريبة بفعل البوارج الأجنبية التي تمارس الصيد الجائر وبأدوات حديثة.
وتدر مهنة صيد الأسماك على الصيادين الصوماليين أموالا كثيرة، إلا أن الأوضاع السياسية في الصومال أثّرت على مهنة هؤلاء الصيادين وجعلتهم في مهب ريح سفن الصيد الأجنبية أو يمارسون المهنة تحت رحمة البوارج الحربية الموجودة قبالة السواحل الصومالية.

1