نشرت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية تقريرا حول الصراع الدائر في الشرق الأوسط، وقالت إن موسكو أصبحت الراعي الرسمي لـ"الهلال الشيعي" المكون من إيران والعراق وسوريا والمليشيات المساندة لها، وأن الدعم الروسي لهذا الهلال تجاوز كل الحدود، في مواجهة تحالف سني تقوده السعودية وتدعمه الولايات المتحدة.وقالت الصحيفة، في تقريرها ، إن واشنطن شعرت بانزعاج كبير، عندما اكتشفت وجود مركز استخباراتي ضخم تديره موسكو في بغداد، لتنسيق عملياتها وجمع المعلومات الاستخباراتية، يعمل داخله ضباط عراقيون وسوريون وإيرانيون وروس، وهو ما يعني عمليا وجود محور شيعي مسنود من موسكو، يعمل ليلا نهارا على إنقاذ نظام بشار الأسد من الانهيار الذي كان وشيكا.وأضافت الصحيفة أن هذا التحالف يقف في مواجهة المحور السني، الذي يجمع السعودية ودول منطقة الخليج العربي وتركيا والأردن، التي تعمل على تحقيق هدف معاكس، وهو إسقاط النظام السوري.ولاحظت الصحيفة أن هذا المحور السني الذي تسانده الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، من بينها فرنسا وبريطانيا، يتفق مع الهلال الشيعي في نقطة واحدة، وهي محاربة تنظيم الدولة الذي بات يشكل خطرا على جميع دول المنطقة.واعتبرت الصحيفة أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بحضور حلفائها السنة، والذي سخر حوالي 400 طائرة حربية ضد هذا التنظيم المتواجد في سوريا والعراق، أوضح من خلال عملياته الجوية أن هذا التنظيم على رأس أولوياته، رغم فشله في تحقيق أهدافه. بينما أصبح من الواضح أن الهدف الأول لروسيا من التدخل ليس محاربة هذا التنظيم "المتشدد"، وإنما هو إنقاذ النظام البعثي.وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما منزعج أيضا، بسبب تحليق الطائرات الروسية فوق العراق وسوريا، وقد زاد قلقه مع الدعوة التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للطائرات الروسية، للقدوم وقصف مواقع تنظيم الدولة في العراق.واعتبرت الصحيفة أنه أصبح من الواضح أن سوريا هي أرض المعركة بين "الهلال الشيعي" و"المحور السني". وقد نقلت وكالات أنباء عن مصادر لبنانية مطلعة، وصول تعزيزات جديدة من المتطوعين الإيرانيين إلى الأراضي السورية خلال الأيام القليلة الماضية.وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، اتهم بشكل علني، الثلاثاء الماضي، وعلى هامش اجتماع مجلس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إيران بكونها قوة محتلة في سوريا، وبأنها جزء من المشكلة وأنها لا تفعل أي شيء لإيجاد حل.وأضافت الصحيفة أن هذا الصراع بين "الهلال الشيعي" و"المحور السني" اتسعت رقعته، ليشمل منطقة الشرق الأوسط برمته، حيث إن الطرفين يخوضان حربا إعلامية شرسة، ويتواجهان في عدة مناطق في إطار ما يعرف بالحروب بالوكالة، مثل اليمن التي يقوم فيها التحالف العربي السني بقيادة السعودية بمواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران.وأكدت الصحيفة أن صراعا حقيقيا يدور بين الرياض وطهران على زعامة العالم الإسلامي، وقد قامت القوات السعودية بالسيطرة على سفينة إيرانية في المياه الإقليمية لسلطنة عمان، كان محملة بأسلحة موجهة للحوثيين، وهو ما يمثل خرقا واضحا لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يفرض حضر تصدير الأسلحة لهؤلاء المتمردين، رغم أن كمية الأسلحة كانت محدودة جدا في الحقيقة، حيث تمثلت في 18 قذيفة للدروع و24 قذيفة مضادة للدبابات وأنظمة توجيه للقذائف، كما تم إلقاء القبض على 14 إيرانيا مسجلين على أنهم طاقم مركب صيد.وأضافت الصحيفة أن هذه الحادثة تأتي في سياق حرب كلامية مستعرة بين الجانبين، حيث وجّهت إيران اتهامات وانتقادات لاذعة على خلفية حادثة التدافع في منى، التي أدت لوفاة عدد كبير من الحجاج الإيرانيين، وزادت من منسوب التوتر بين الجانبين.ومثلت هذه الحادثة مصدر إحراج كبير للسعودية لأنها تمس من سمعتها ومن قدرتها على الاضطلاع منفردة بمهمة تسيير هذه الأماكن المقدسة، وهو أمر تصر المملكة على الاضطلاع به، في ظل حكم "خادم الحرمين الشريفين"، وهو لقب أطلقه الملك الراحل، فهد، على نفسه سنة 1986، في تلك الفترة التي كانت فيها إيران تعارض بشكل كبير حكم آل سعود.ولاحظت الصحيفة أن هذا الخلاف بين طهران والرياض تابعه العالم الإسلامي باهتمام كبير، وقد تولى مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي قيادة الهجوم الإيراني على السعودية بنفسه، حيث هدد بأن "طهران سترد بقوة على المملكة، إذا لم تقم الأخيرة بما يتوجب عليها القيام به في ما يخص إعادة الجثث إلى إيران، خاصة أن عائلات الضحايا ترفض دفنهم على الأراضي السعودية".ونقلت الصحيفة تصريحات نارية لخامنئي قال فيها: "لقد التزمت إيران إلى حد الآن بضبط النفس، ولكن إذا قررت رد الفعل فإن السعوديين لن يتمكنوا من الوقوف في وجهها".!!
باريس..فرنسا : صحيفة ليبيراسيون: موسكو راعية "الهلال الشيعي" بالمنطقة!!
03.10.2015