طرابلس : أكدت مصادر محلية ليبية في مدينة الزاوية غرب البلاد، اندلاع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ليلة البارحة وحتى ساعات الصباح الأولى، في محيط مصفاة الزاوية.وقالت إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة خزانات النفط إصابة مباشرة، مضيفاً أن فرق السلامة الوطنية عملت على إخماد الحريق أثناء وبعد توقف الاشتباكات، مؤكداً أنهم تمكنوا من إخماد الحريق بشكل كامل.
وأضافت المصادر أن جهود المصالحة تجرى بين أعيان وأهالي المنطقة لإيقاف الاشتباكات بشكل كامل.وتشهد مدينة الزاوية اشتباكات بين المجموعات المسلحة المنتشرة في المدينة بين حين وآخر. ففي نيسان/أبريل من العام الماضي، قتل أربعة أشخاص على الأقل. وقبلها -في فبراير- قُتل شخصان باشتباكات مسلحة أيضاً بين المجموعات المتناحرة في المدينة.وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط صباح أمس الأحد، حالة الطوارئ في مصفاة الزاوية لتكرير النفط بسبب اشتباكات بين مجموعات مسلحة في محيط المصفاة.وقال بيان للمؤسسة إنها تعلن بكل أسف، حالة القوة القاهرة والطوارئ من الدرجة الثالثة القصوى بعد تعرض عدد من خزانات مصفاة الزاوية خلال الساعات الأولى من صباح الأحد 15 كانون الأول/ديسمبر لأضرار جسيمة أدت إلى نشوب حرائق خطيرة نتيجة إصابتها بأعيرة نارية جراء الاشتباكات الدائرة بين مجموعات مسلحة في محيطها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.وأشار البيان إلى تمكن عناصر الأمن والسلامة من السيطرة على الحرائق والتسريبات في خطوط الغاز، والحد من خطورة انتشارها رغم استمرار الاشتباكات، الأمر الذي يعرض حياة العاملين وسكان المنطقة برمتها إلى مخاطر لا يمكن توقع أضرارها.وأكدت المؤسسة أن مجلس إدارتها في حالة انعقاد دائم مع كل الإدارات والمراكز التابعة له المعنية لمتابعة تطورات الأحداث في المنطقة، واتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة حيالها، للحد ما أمكن من المخاطر التي قد تهدد الأرواح والممتلكات.ودعا البيان المؤسسات والجهات المختصة إلى تحمل مسؤولياتها والتحرك بأسرع ما يمكن لإيقاف هذه الاشتباكات وتجنيب المواقع النفطية دائرة الصراع الدائر مهما كانت أسبابه ودوافعه.
وطالب مجلس إدارة المؤسسة حكومة الوحدة الوطنية بالتدخل لـفض الاشتباكات والقضاء على الفتنة، بأي شكل من الأشكال، نظراً لما تشكله من خطر كبير لما تحتويه هذه الخزانات من مواد سهلة الاشتعال.وأعلن اتحاد طلبة جامعة الزاوية تعليق الدراسة الأحد؛ بسبب استمرار الاشتباكات في المدينة. وأوضح الاتحاد في بيان له، أن الدراسة تُستأنف فور استقرار الأوضاع الأمنية في المدينة، مطالباً الأعيان والمشايخ بالتدخل الفوري والعمل على وقف الاشتباكات لما لها من آثار سلبية على سلامة المواطنين وممتلكاتهم وحياتهم اليومية في مدينة الزاوية، وفق نص البيان.وعقب ساعات من اندلاع الاشتباكات، أكد الناطق الرسمي باسم المؤسسة الوطنية للنفط، خالد غلام، السيطرة على جميع الحرائق التي نشبت في عدد من خزانات مصفاة الزاوية نتيجة إصابتها بأعيرة نارية جراء الاشتباكات.وقال إن فرق العمل بالمصفاة تواصل عملية تأمين محيط الخزانات المتضررة ونقل ما تبقى من محتوياتها إلى خزانات أخرى، واتخاذ كل التدابير اللازمة بعد إعلان المؤسسة لحالة القوة القاهرة والطوارئ من الدرجة الثالثة، وفق قوله.وطمأن المواطنين في محيط الزاوية وطرابلس وضواحيها بأن الوقود متوفر في خزانات البريقة بالمقدار الكافي، مؤكداً أن عملية تزويد المحطات تجري بالشكل الروتيني دون أي تغيير في خطة التوزيع أو كميات التزويد.كما أكد غلام استمرار إمدادات الوقود عن طريق البحر، مشيراً إلى أن أسطول بواخر التزويد الموردة من الخارج لم يتوقف طوال هذه الأيام، وفق قوله.وقالت شركة البريقة لتسويق النفط إن مستودعها في مدينة الزاوية يعمل بشكل طبيعي ومستقر تمامًا على الرغم من الاشتباكات المسلحة في المدينة، الأحد.وأضافت، في بيان، أن المستودع والعاملين فيه يستأنفون العمل بتزويد شركات التوزيع لمصلحة المحطات التابعة لها، مشيرة إلى مشاركة فريق الإطفاء التابع لها في السيطرة على الحريق الذي نشب في خزانات شركة الزاوية لتكرير النفط، الناتج عن أعيرة نارية أصابت تلك الخزانات.ووجه مجلس إدارة الشركة الموظفين والإدارات المختلفة بالوقوف مع شركة الزاوية في التعامل مع تداعيات الاشتباكات، بينما شدد رئيس مجلس الإدارة، فؤاد بالرحيم، على أهمية الحفاظ على سلامة المنشآت النفطية.وأغلق مسلحون، في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بوابة الصمود المدخل الشرقي لمدينة الزاوية بسواتر ترابية، وفق ما أظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.!!