أحدث الأخبار
الاثنين 16 أيلول/سبتمبر 2024
1 2 3 45452
مستشار سابق يروي «القصة الخفية» لتصوير فيلم «حياة الماعز» في الصحراء الجزائرية وكيف حاولت لوبيات منعه!!
01.09.2024

الجزائر ـ كشف المستشار السابق في وزارة الثقافة الجزائرية، أحميدة العياشي، عن جانب من كواليس تصوير الفيلم المثير للجدل “حياة الماعز” في الصحراء الجزائرية والأسباب التي جعلت السلطات تمنح الترخيص لهذا العمل الفني.وكتب العياشي، وهو صحافي وكاتب ومسرحي معروف في تدوينة له على صفحته في موقع فيسبوك بعنوان “القصة الخفية لحياة الماعز”، أنه كان حديث عهد بعمله كمستشار في وزارة الثقافة في فترة الوزيرة مليكة بن دودة، عندما اتصل به في كانون الثاني/ يناير المنتج السينمائي مدير مؤسسة لونجا، علوي ياسين، وأخبره أنه يريد موافقة وزيرة الثقافة على تصوير فيلم حياة الماعز بصحراء الجزائر، بين تيميمون وتاغيت.وذكر المستشار أنه تحمس للفكرة، كون الغاية من ذلك تسويق صورة الجزائر وخاصة صحراءها بمناظرها الخلابة للمخرجين السينمائيين العالميين حتى تكون مركز استقطاب للفنانين والسياح”، مبرزاً أنه كان عليه أولاً إقناع وزيرة الثقافة السيدة بن دودة وتجاوز كل العقبات البيروقراطية التي تحول دون ذلك”. وعلى هذا الأساس، يضيف، راسل علوي وزيرة الثقافة رسمياً التي تكفلت بدعم مسعاه، وكانت الاستجابة لطلب التصوير.وبعد قبول الطلب، قال العياشي، إن المخرج تعهد بجلب أكثر من ستين مشاركاً في صناعة الفيلم من تقنيين وممثلين، بالإضافة إلى الاستعانة باليد الفنية الجزائرية. وبتاريخ 6 شباط/ فبراير 2020، تلقت كل من وزيرة الثقافة وسكرتير الدولة لدى وزيرة الثقافة للصناعات السينماتوغرافية يوسف سحايري، أول مراسلة رسمية، من قبل صاحب مؤسسة لونجا للإنتاج، حيث قدم ملفاً كاملاً عن الفيلم.وما يعكس تمسك مخرج الفيلم بالجزائر، حسب المستشار السابق، أن بليسي ومساعدين اثنين له، مكثوا حوالي 30 ساعة في رحلتهم بين الهند والجزائر ومنها إلى صحراء تيميمون يوم 10 شباط/ فبراير 2020، بسبب إضراب في الخطوط الجوية الجزائرية، ما دفعهم إلى التنقل براً في اليوم التالي، ليصلوا إلى تيميمون عند الساعة الثالثة صباحاً. وبعد عودتهم من معاينة المكان، تم استقبال المخرج ومساعديه برفقة علوي ياسين وبحضور كاتب الدولة للصناعات السينماتوغرافية يوسف سحايري من قبل وزيرة الثقافة، ولم يخف بليسي انبهاره، وفق العياشي، بالمنظر الخلاب الذي اكتشفه في صحراء تيميمون، ليستقر قراره على أن يُنجَز جزء كبير من الفيلم في المنطقة، بعد أن انتقل في عدة صحارٍ عربية، لكنها لم تلب رغبته وطموحه”.ومن الظروف التي عرقلت الفيلم، ظهور وباء كورونا في تلك الفترة، وهو ما يرويه المتحدث بالقول: “بتاريخ 21 يونيو/ حزيران 2021، يعلمني علويان المخرج الهندي بليسي ما زال غير قادر على مغادرة الأردن بسبب جائحة كورونا التي وجهت ضربة لتصوير الفيلم، وكان يجب انتظار 2022، ليعود المخرج وفريقه إلى الجزائر وتبدأ مغامرة تصوير الفيلم من جديد”.ووفق العياشي، فإنه ما يحسب للجزائر أنه برغم تعيين وزيرة ثقافة جديدة في تلك الفترة، عقب رحيل الوزيرة السابقة مليكة بن دودة، تم تجاوز العقبات البيروقراطية، وكانت الأولوية للوزارة كمؤسسة دولة سيدة، حسبه، “لم تذعن للوبيات الضغوط الخفية لإعاقة تصوير الفيلم بالجزائر”.ولم يحدد الكاتب طبيعة هذه اللوبيات التي حاولت إعاقة الفيلم، لكنه شرح في مقدمة كلامه أن الفيلم “كان بمثابة ضربة لسياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي ضخ من أجل نجاحها أموالاً خيالية، وضرباً لكل الشعارات التي يروجها الحكم الحالي عن تخلص السعودية الجديدة من السعودية القديمة، التي كانت تتغذى من الوهابية الحربية”.ونقل المستشار عن المنتج السينمائي العلوي أن تصوير الفيلم استغرق مدة أربعين يوماً متتالياً، وذلك خلال شهر رمضان من العام 2022 وبمشاركة خبراء الصحراء من أصحاب الأرض، حيث تم التصوير في عرڤ (كثبان رملية) صحراء تيميمون.واعتبر الكاتب أن أهم مكسب بالنسبة للجزائر هو تسويقها لصحرائها لأول مرة في تاريخها، في فيلم أحدث ضجة عالمية وأثار مشاعر إنسانية بإخراجه “قصة عامل هندي تعرض للقهر والاستعباد في بلد عربي ومسلم، يفترض أن يتعامل مع عماله الأجانب كضيوف وليس عبيداً مثلما توصي به تعاليم الإسلام السمحة والإنسانية”.ومما أثبته فيلم حياة الماعز، وفق العياشي، مدى أهمية السينما اليوم في صناعة صورة بلد والترويج لثقافته وسياساته ومكانته الثقافية في لعبة الأمم. وأبرز أن هذا “سيشجع على فتح الأبواب أمام المستثمرين الأجانب لتقديم الجزائر الطبيعية بجمالها وسحرها لتكون وجه السينما العالمية”.

1