طرابلس : رغم استقرار الأوضاع الأمنية في العاصمة الليبية طرابلس ومحيطها بعد حرب حفتر التي شنها عليها والتي انتهت قبل نحو ثلاث سنوات بتراجع قواته نحو مدينة سرت في المنطقة الوسطى، فإن تداعيات هذه الحرب مازالت ترافق سكان العاصمة حتى يومنا هذا وخاصة فيما يتعلق بمخلفاتها من ألغام ومتفجرات.فقبل يوم واحد، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ بالعاصمة طرابلس إصابة 3 أطفال إثر انفجار لغم من المخلّفات الحربية في شارع المطبات بطريق المطار في طرابلس.وأفاد الإسعاف والطوارئ بانفجار لغم بمنزل بطريق المطار شارع المطبات، ما أدى إلى إصابة 3 أطفال.وأوضح الجهاز أن أحد الأطفال يرقد في العناية الفائقة بسبب استقرار شظية في رأسه. وناشد الجهاز الجهات المعنيّة إعادة مسح المناطق المتضررة من الحرب.وتكرّرت حوادث انفجار الألغام جنوبي طرابلس منذ دحر العدوان على العاصمة في حزيران/يونيو 2020، خاصة في طريق المطار ووادي الربيع.وقبل أيام، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن الحوادث المرتبطة بالذخائر المتفجرة تسببت في قتل أو جرح 35 شخصًا، بينهم 26 طفلا، وذلك بين نيسان/أبريل 2023 وأبريل 2024.وقالت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا فاطمة زريق، إن السنوات الخمس الماضية شهدت إصابة أو قتل أكثر من 400 شخص في حوادث مرتبطة بالذخائر المتفجرة.وأشارت خلال كلمة لها في فعالية نظمها المركز الليبي لمكافحة الألغام في طرابلس، إلى أن ليبيا تمكنت من تنظيف نحو 36% من الأراضي الخطرة التي تم تحديدها في البلاد، إلا أن نحو 436 مليون متر مربع ما تزال ملوثة، وفق قولها.واعتبرت زريق أن هذه الأرقام لا تسلط الضوء على التحديات الخطيرة، بل تؤكد أيضا الأهمية الحيوية للشراكات الدولية، موضحة أنه من خلال التعاون يمكن تعزيز قدرات قطاع الأعمال المتعلقة بالألغام، وضمان مستقبل أكثر أمانًا للجميع، بحسب قولها.وأضافت أن تطوير إستراتيجية ليبيا لمكافحة الألغام سيساعد البلاد على توضيح الاحتياجات والأولويات وتحديد الفرص والمخاطر، مؤكدة أن الإستراتيجية ستشكل إطارا يوجه التعاون بين الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية الوطنية والدولية؛ لتقليل المخاطر التي تتعرض لها المجتمعات المحلية، وفق تعبيرها.وكان المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام أعلن في 9 أيار/مايو الجاري عن خطط لتطوير إستراتيجية لمكافحة الألغام بالتعاون مع مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية، وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ممثلة في دائرة الأعمال المتعلقة بالألغام.جاء هذا الإعلان خلال فعالية نظمها المركز الليبي لمكافحة الألغام في طرابلس، بدعم من دائرة الأعمال المتعلقة بالألغام التابع للبعثة وسبع منظمات غير حكومية، للاحتفال باليوم الدولي للتوعية والمساعدة في مجال الألغام.وفي شباط/فبراير الماضي، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس انتشال 69 قذيفة مدفعية وخمس قطع وقود دافع للقذائف عثر عليها في مناطق جنوب العاصمة طرابلس.وأوضحت، في بيان لها، أن العملية تمت بعدما ورد بلاغ إلى جهاز المباحث الجنائية يفيد بوجود مخلفات حرب داخل مزرعة مواطن في جنوب العاصمة، مضيفة أن فرق تفكيك المتفجرات توجهت إلى مكان البلاغ، وأجرت مسحاً شاملاً انتهى بنقل 69 قذيفة ومخلفات أخرى إلى مقرات التخزين تمهيداً لإتلافها بالوسائل الآمنة وفق المعايير المتبعة.وسبق أن طالب رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة المليشيات المعتدية على العاصمة طرابلس في حرب عام 2019 وحلفائهم بتقديم خرائط الألغام التي زرعت جنوب طرابلس.وخلال زيارة قام بها رفقة مسؤولين في الدولة للاطمئنان على صحة المواطن إبراهيم مبروك الهباش الذي أصيب جراء انفجار لغم بمنطقة عين زارة، قال الدبيبة إن الحرب القذرة التي شنت مؤخرًا مازال الشعب يحصد نتائجها.وأشار الدبيبة إلى أن من وضع الألغام في منازل المواطنين وطرقاتهم مازال يلعب بأرواح المدنيين والأطفال ما لم يقدم خرائط زراعة الألغام، كما أصدر رئيس الوزراء تعليمات مباشرة لتسفير المواطن إبراهيم المبروك الهباشي إلى دولة تونس لاستكمال علاجه وزراعة أطراف صناعية له.
ليبيا: تجدد المطالبات بمسح مناطق جنوب طرابلس إثر إصابة أطفال بلغم من مخلفات الحرب!!
25.05.2024