أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 45550
خبراء موريتانيون متابعون لطوفان الأقصى: مآلات الحرب الحالية تنذر بتهاوي أركان الكيان الصهيوني المصطنع !!
29.01.2024

نواكشوط..*كتب عبد الله مولود: أجمع خبراء موريتانيون متابعون لمجريات طوفان الأقصى وللحرب التي تشنها إسرائيل في غزة مدعومة بالولايات المتحدة على أن «مآلات الحرب الحالية مهما كانت نتائجها، مآلات تخدم القضية الفلسطينية، وتنير الدرب، وتنذر بتهاوي أركان الكيان الصهيوني المصطنع».وشدد الخبراء في تحليلات خصوا بها «القدس العربي»، على «أن أسباب القوة والضعف ليست سياسية ولا عسكرية ولا تقنية، كما يراها الصهاينة ومؤيدوهم، بل أسباب ثقافية بالدرجة الأولى».وأكد الدكتور عبد الله محمد سالم السيد الأستاذ بجامعة نواكشوط، ورئيس المنتدى الموريتاني للأدب واللغة والثقافة «أن ما يجري في فلسطين عموماً، وفي غزة خصوصاً، حلقة من حلقات صراع أمة الإسلام مع أعداء الدين والوطن والإنسان، وأنه من واجب الأمة ذكوراً وإناثاً، شيوخاً وشباباً وأطفالاً الانخراط في هذه المعركة حسب الظروف والإمكانات».وقال: «أعوذ بالله من حال القائلين في هذه المعركة، وغيرها، ما قاله منافقو المدينة: «نخشى أن تصيبنا دائرة»، وعلى هؤلاء أن يتذكروا تاريخ تحرير فلسطين من أدران الدولة الصليبية التي جمعت خيلها ورجلها، واحتلت هذه الأرض المباركة سنة 1039م وحولت جميع مساجدها، بما فيها الأقصى المبارك، إلى كنائس، وأبادت الرجال والنساء في عملية تطهير عرقي، وصفه مؤرخو الإفرنج يومها بغير المسبوق في التاريخ، ثم بعد أكثر من قرنين تمكن المماليك من تحرير فلسطين في عملية لم يكن مخططاً لها، ولم تكن في الحسبان، وما كان حال الأمة يومها بأحسن من حالها اليوم».وتابع الدكتور عبد الله تحليله قائلاً: «لكن الذي لا شك فيه أن بيت المقدس لن يخلو من الرباط، وأن الكيان الصهيوني زائل، وبزواله فقط يكون الاستقرار في المنطقة»».«وإذا قيل لي، يضيف الدكتور عبد الله، «إن هذه رؤية طوباوية لا تستند إلى مسوغات مكينة على الأرض، أقول: انظروا إلى نتائج حرب أمريكا والدول التي انخرطت معها لاستئصال طالبان من الوجود، وإقامة أفغانستان على هواهم».وزاد: «أسباب القوة والضعف ليست سياسية ولا عسكرية ولا تقنية، كما يتصورها الصهاينة وأذنابهم، إنها أسباب ثقافية بالدرجة الأولى، وللمسلمين في فلسطين تلك الأسباب، ولهم تاريخ معيش يرون فيه ضعف الكيان الصهيوني نفسياً وثقافياً وروحياً؛ لذا فهم مدفوعون بتلك الأسباب؛ فقناعاتهم أن موتهم شهادة، وحياتهم بطولة، وأن أرضهم أمانة، وأن غزاة جاؤوا من مختلف بقاع العالم تحت لافتات دعائية، كل واحد منهم يمتلك جنسية دولة أخرى، لا ينبغي أن يتخلوا لهم عن الأمانة، ولا أن يتركوا لهم الرباط».وفي آخر استنتاجات له عن الحرب الصهيونية الدائرة منذ أكتوبر الماضي، يرى الدكتور ديدي السالك الأستاذ الجامعي ورئيس المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية، أن عملية السابع أكتوبر أظهرت جملة من الحقائق، منها «أن أي قضية لها أصحاب يدافعون عنها، تظل باقية لا تموت، فقد فشلت محاولات إسرائيل والغرب في قتل القضية الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو المشؤومة، وفشلوا من خلال مشروع أبراهام الذي هو مشروع أمريكي تقوده الإمارات بواجهات دينية للقضاء على هذه القضية، ومن خلال السعي لتسريع التطبيع مع العدو».«والحقيقة الثانية، يضيف الدكتور ديدي، هي أن الحرب أظهرت أن إسرائيل مجرد قاعدة متقدمة للدول الغربية عموماً والولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً، ورغم أن هذه الحقائق كانت معروفة فقد كشفتها هذه الحرب أكثر».وقال: «المسألة الثالثة التي عرتها الحرب هي زيف معزوفة «إسرائيل التي تمتلك جيشاً لا يقهر»، فقد ظهر أن جيش إسرائيل يمكن أن يقهر، وأن مخابراتها يمكن أن تخترق، بل وظهر أن مجموعة قليلة تحمل في قلبها قضية وطن، يمكن أن تهزم قوة عسكرية عملاقة»، مبرزاً «أن القوة العسكرية الطاغية لأي دولة في التاريخ لا يمكن أن تقهر إرادة شعب يريد التحرر، كما حصل في الجزائر من قبل وفي دول أخرى، لذا فإن القضية الفلسطينية مهما طال الزمن سيحلها الفلسطينيون، وهم الذين سيحررونها طال الزمن أم قصر».وتحدث الخبير عن ازدواجية المعايير المشينة التي يطبقها الغرب في تعامله مع قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية وحماية حقوق الشعوب، ونجده منحازاً لشعوب معينة، وفي الحالة الفلسطينية نراه داعماً بشكل فاضح لجرائم إسرائيل، صامتاً إزاء إبادة الشعب الفلسطيني».وزاد: «ومن الحقائق التي كشفتها عملية السابع أكتوبر وما تلاها من أحداث، أن الكثير من الأنظمة العربية لا يعول عليه في حل القضية الفلسطينية، فأصحاب هذه القضية هم الذين سيحررونها وهم الذين سينتقمون من هذا الاستعمار البغيض، الذي سيزول مهما طال الزمن».وقال: «كلفة هذه المعركة كبيرة جداً لأن ما تقوم به إسرائيل إبادة جماعية، وجرائم حرب وإعدام للإنسانية، لكن الشعب الفلسطيني أظهر كذلك، رغم هذه الإبادة ورغم انحياز الغرب للصهاينة، أنه صامد وأنه قادر على مواجهة آلة الحرب والإجرام».«ومن المهم جداً، يضيف السالك، أن الحرب كشفت عن سر كبير وعن تطور مهم، هو أن الشعوب العربية والمسلمة والضمير الإنساني لم يمت، فقد أصبح 81% من شعوب العالم يتضامن مع القضية الفلسطينية، بل وانكشف للعالم أن إسرائيل مجرد كيان عدواني يمارس القمع والإرهاب على شعب أعزل محاصر».وخلص الدكتور ديدي في تحليله إلى «أن الحقائق المستخلصة من هذه الحرب تؤكد أن القضية الفلسطينية لم تمت، وأن التطبيع قد فشل نهائياً، وأن القضية الفلسطينية باقية حية بأصحابها وبصمودهم، وبدعم الشعوب العربية والإسلامية، وبمؤازرة الإنسانية عموماً».وتوقع الدكتور ديدي السالك «أن تتمخض الحرب في غزة عن تحولات دولية كبيرة ستكون لصالح القضية الفلسطينية في المستقبل، حيث سيسعى كل الخيرين عبر العالم للبحث عن تسوية عادلة لها تعيد الحق إلى أصحابه».!!
*المصدر : القدس العربي

1