الرباط ـ كشفت نتائج استطلاع حول “اتجاهات الرأي العام العربي نحو الحرب على غزة”، أن 56 بالمائة من المغاربة المشاركين في الاستطلاع، يتابعون أخبار الحرب على غزة وتطوراتها بشكل يومي، فيما أجاب 22 بالمائة أنهم يتابعون عدة مرات في الأسبوع، وكشف 6 بالمائة أنهم يتابعون بشكل نادر فيما 5 بالمائة أكدوا أنهم لا يتابعون.وعلاقة بمدى شعور المستجوبين المغاربة بالضغط النفسي جراء الحرب على غزة، أكد 90 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع المنجز من طرف “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، اطلعت عليه “القدس العربي”، أنهم يشعرون بالضغط بشكل كبير، فيما أعرب 7 بالمائة أن الضغط متوسط.وبالعودة إلى العملية العسكرية التي نفَّذتها “حماس” في 7 تشرين الأول/أكتوبر2023، سُئل المستجوبون عن أهم سبب وثاني أهم سبب دفع “حماس” إلى القيام بهذه العملية، وأفاد 33 بالمائة من المغاربة أن أهم سبب هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، في حين ذكر 17 بالمائة من المستجوبين المغاربة أن السبب هو الدفاع عن المسجد الأقصى، وقال 7٪ أن استمرار حصار قطاع غزة هو السبب الرئيس، وأرجعها 5% إلى استمرار الاستيطان واتساعه على الأراضي الفلسطينية.إلى ذلك، توافق 75٪ من المستجوبين المغاربة على أن العملية العسكرية التي قامت بها “حماس” هي عملية مقاومة مشروعة، وأفاد 9٪ أنها عملية مقاومة مشروعة حدثت فيها بعض الأخطاء، ورأى 2٪ من المغاربة المشاركين أنها عملية مقاومة مشروعة حدثت فيها بعض الأعمال المُدانة وغير المقبولة، في حين قال 4% إنها عملية غير مشروعة.وحول اتهامات بعض السَّاسة “الإسرائيليين” وبعض المسؤولين الأمريكيين ممن قالوا “إن حركة حماس تشبه تنظيم داعش”، يرى 68٪ من المستجوبين المغاربة أن “حماس” تختلف كلياً عن “داعش”، و12٪ أفادوا أن “حماس” تختلف بشكل كبير عن “داعش”، وأكد 4٪ أن “حماس” تختلف عن “داعش” جزئياً، وقال 3٪ إن “حماس” لا تختلف عن “داعش”.
أما ما يتعلق برأي الاعتراف بـ “دولة إسرائيل”، فقد عارض 78٪ من المستجوَبين المغاربة هذا الاعتراف، وأيده 7٪ منهم، في الوقت الذي أكد 29٪ من المغاربة أن أول إجراء يجب أن تقوم به الحكومات العربية من أجل وقف الحرب على غزة هو “إلغاء كل العلاقات أو عمليات التطبيع مع إسرائيل”، في وقت أيد 9 في المائة منهم “إنشاء تحالف عالمي لمقاطعة الدولة العبرية”.أما بخصوص تضامن مواطني المنطقة العربية مع الشعب الفلسطيني في غزة، فقد أجمعت النتائج على وجود إجماع وبنسبة 92٪ على تضامن مواطني المنطقة العربية مع الشعب الفلسطيني في غزة، مقابل 1٪ قالوا إنهم لا يتضامنون مع الشعب الفلسطيني في غزة. وعبَّر 69٪من المستجوبين أنهم يتضامنون مع الشعب الفلسطيني في غزة وحركة “حماس”، وقال 23% منهم إنهم يتضامنون مع الشعب الفلسطيني في غزة على الرغم من اختلافهم مع “حماس”.
وحول آراء المواطنين المغاربة حول إمكانية إقامة سلام مع “إسرائيل”، أفاد 54% من المستجوبين المغاربة أنهم أصبحوا متأكدين في ضوء الحرب أنه لا يمكن إقامة سلام مع “إسرائيل”، فيما أفاد 17٪ أنه أصبح لديهم شك كبير في إمكانية إقامة سلام مع “إسرائيل”، وعبَّر 19٪ عن أنه لم يكن قبل الحرب لديهم قناعة في إمكانية إقامة سلام مع “إسرائيل”. وأفاد ما نسبته 4% فقط أنهم ما زالوا يعتقدون في إمكانية إقامة سلام مع “إسرائيل”.وبخصوص آراء المشاركين المغاربة حول قضية التعامل مع القضية الفلسطينية من منطلق أنها عربية، وليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، قال 95٪ من المشاركين المغاربة في الاستطلاع إن القضية الفلسطينية هي قضية جميع العرب وليست قضية الفلسطينيين وحدهم، فيما أفاد 3% أن القضية الفلسطينية هي قضية الفلسطينيين، وعليهم وحدهم العمل على حلها.تعليقاً على نتائج الدراسة، سار الباحث والمحلل السياسي المغربي بلال التليدي إلى النظر إليها بكثير من الشك والريبة، وفق ما أكده لـ”القدس العربي”.وأوضح أن هذه الأرقام لا تُعبِّر عن الرقم الحقيقي، معتبراً أن “المغاربة بإجماع لا يعترفون بدولة “إسرائيل” بحكم أنها دولة احتلال ولكونها دولة تمارس كل أنواع الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وترتكب كل الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والتطهير الإثني والعرقي وجرائم الإبادة الجماعية”، بحسب تعبيره.وأبرز المحلل السياسي متحدثاً لـ “القدس العربي”، أن “إسرائيل” تضع نفسها فوق كل القوانين وفوق كل الدول وتخرق الشرعية الدولية، وتابع: “لا أجد للمغاربة مُبرراً واحداً يحفزهم على الاعتراف بدولة “إسرائيل”، وهذه الإحصائيات تستثني 20 بالمئة من المغاربة الذين يعترفون أو يُؤيدون الاعتراف بدولة إسرائيل”، لافتاً إلى أن الرقم “غير مفهوم” بالمطلق ويُحيل إلى بعض الطرق الاحتيالية التي تقوم بها بعض استطلاعات الرأي”، على حد تعبيره.وأفاد المتحدث: “لا ينبغي أن نفرح كثيراً لمثل هذه الإحصائيات، وكأننا أمام رقم كبير يشير إلى أن 78 بالمئة من المغاربة يرفضون الاعتراف بدولة إسرائيل، في الوقت الذي يكون القصد به إثبات أن 22 بالمائة يقبلون الاعتراف بدولة “إسرائيل”، وهذا رقم مشكوك فيه ولا يمكن القبول به بسهولة”.وأورد التليدي أنه من اللازم التمييز بين اعتراف الدولة واعتراف المجتمع، فإذا كانت الدولة تحكمها مصالح معينة، فإن نظرتها لقضية التطبيع والاعتراف بـ “إسرائيل” هي نظرة مختلفة تماماً عن نظرة المجتمع، وما يهم هو الحديث عن المجتمع.جدير بالذكر أن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، نفذ الاستطلاع في 16 دولة عربية بهدف الوقوف على اتجاهات الرأي العام العربي نحو الحرب الإسرائيلية على غزة، ويعتبر هذا الاستطلاع الأول من نوعه الذي يقيس الرأي العام العربي نحو الحرب الإسرائيلية على غزة.!!
**المصدر : القدس العربي
استطلاع رأي: 75 ٪ من المغاربة يعتبرون العمليات العسكرية لحركة «حماس» مقاومة مشروعة!!
12.01.2024