أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 45553
إسطنبول : اعترافات قائد المجموعة المكلّفة باغتيال أردوغان!!
21.02.2017

بدأت المحكمة الجزائية الثانية في مدينة مغولا التركية، امس الإثنين، أولى جلسات محاكمة المجموعة الانقلابية العسكرية، المؤلفة من 44 فرداً، والتي حاولت اغتيال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال المحاولة الانقلابية في منتصف يوليو/تموز الماضي.واستهلت المحاكمة جلساتها بالاستماع إلى شهادة المتهم الثاني في القضية، الجنرال في القوات الخاصة التركية، غوكهان شاهين سونمازأتيش، والذي قاد الفريق الذي حاول اغتيال الرئيس التركي، وكان من المفترض أن يتولى قيادة المخابرات التركية في حال نجح الانقلاب. وتلا ذلك الاستماع إلى شهادة الرائد شكري سايمان، الذي شارك في الهجوم إلى جانب الجنرال سونمازأتيش.واعترف سونمازأتيش بمشاركته في المحاولة الانقلابية، إلا أنه شدد على أنه ليس من أعضاء "حركة الخدمة" التي يتزعمها فتح الله غولن، المتهم الأول بإدارة الانقلاب الفاشل.وأكد سونمازأتيش بأنه لم يتوجه مع مجموعته إلى منطقة مرميس على المتوسط، حيث كان يقضي الرئيس التركي إجازته، بهدف اغتياله، ولكن لإلقاء القبض عليه ونقله إلى قاعدة أكنجي الجوية بالقرب من العاصمة التركية أنقرة، حيث كان يتم إدارة المحاولة الانقلابية، قائلًا: "أنا لم أعط أي أوامر للحوامات بأن يقوموا بطلعاتهم ولا حتى بإطفاء الأضواء، وكانت مهمتي جلب الرئيس التركي سالمًا إلى قاعدة أكنجي الجوية، وبهذا المعنى فأنا لم أعطِ أي أوامر بإطلاق النار أو القتل لأي عنصر"، مضيفًا: "لو أنه كان قد تم تكليفي بعملية اغتيال لم أكن لأقبل بالمهمة، ولم أكن لأذهب بأي شكل من الأشكال".وأشار سونمازأتيش إلى أنه لم يختر الفريق الذي رافقه في الهجوم على مقر إقامة الرئيس في مرمريس، بالقول: "بينما كان العالم كله يقول إن الرئيس التركي توجه إلى إسطنبول، أوقعونا في فخ وقاموا بإرسالنا إلى مرميس، لم ألتقِ بالسكرتير العسكري للرئيس، ولو كنت مَن خطط للعملية فإنها إما كانت ستنجح أو كنت سألغيها، لا أؤمن بأن فتح الله غولن مسيح أو نبي، إن هذا تفكير أخرق، أريد أن أعرف من الذي ضللنا وجعلنا ننتظر أربع ساعات (لتنفيذ العملية)، أتحمل مسؤولية كل ما جرى، ولكنني لا أتحمل مسؤولية ما جرى في الأماكن التي لم أتواجد فيها".وأشار سونمازأتيش بأنه كان يظن أن أمر الانقلاب كان صادرًا عن القيادة العسكرية العليا في الجيش، لافتا إلى أنه لم يحضر أي اجتماع لأئمة "حركة الخدمة" في أنقرة قبل الانقلاب، ولا يعرف أي شيء عن الأمر. وعن تاريخ معرفته بالمحاولة الانقلابية، أكد سونمازأتيش علمه بالمحاولة الانقلابية في 11 من تموز/يوليو، من خلال مكالمة هاتفية تلقاها من الجنرال سميح ترزي عبر الخطوط السرية في القوات المسلحة، والذي أوعز له بأن القيادات العليا في الأركان التركية تشعر بالانزعاج من إدارة البلاد السياسية، بينما علم ببدء التحرك لإجراء انقلاب بشكل صريح في 13 تموز/يوليو، مضيفًا أن "المهمة كلفني بها الجنرال سميح ترزي، ولم أكن قد أعلمت الفريق الذي رافقني في العملية بأي معلومات عن هدفها، وعندما قلت لهم بأن الجيش استولى على السلطة، كنت برفقة الفريق في الحوامات المتوجهة إلى العملية، وقلت لهم إن الأمر جاء من قبل رئيس هيئة الأركان، ولم أقل للفريق سوى إحداثيات العملية، وكان كل من شارك في المجموعة قد تلقى الأوامر من قيادته، ولو أننا كنا قد ابتعدنا عن عقلنا الرسمي (المهني العسكري) لما كنا ذهبنا".يذكر بأن الجنرال سميح ترزي كان قائد لواء القوات الخاصة الأول، والذي توجه عبر طائرة شحن عسكرية، برفقة أربعين من عناصر القوات الخاصة، إلى المقر الرئيسي لتلك القوات في العاصمة التركية أنقرة، ليلة الانقلاب، بهدف السيطرة عليه، وإلقاء القبض على رئيس القوات الخاصة، الجنرال زكي أكسكالي، حيث قام الرقيب عمر خالصدمير بقتل ترزي بطلقة بالرأس بعد معرفته بالمحاولة الانقلابية بناءً على أوامر أكسكالي، قبل أن تقوم المجموعة المراففقة لترزي بقتل خالصدمير.ونفى سونمازأتيش علمه بما يطلق عليه "توجيهات الأحكام العرفية"، وهي قائمة تضم الوظائف التي سيحصل عليها كل من شارك بالمحاولة الانقلابية في حال نجاحها، وإعلان حالة الأحكام العرفية في البلاد، حيث كان من المفترض، بحسب توجيهات الأحكام العرفية، أن يحصل سونمازأتيش على منصب رئيس المخابرات التركية العامة.وقال سونمازأتيش إن "الحديث حول تكليفي برئاسة المخابرات أمر لا يمكن أن يتقبله عقل، هذه القائمة أمر لا يمكن تصديقه، لقد تمت مخاطبتنا من قبل مركز التحركات في قاعدة أكنجي، وفي اللقاءات قيل لي إن الأوامر قادمة من هناك، ومن ثم عرفت بأنه لا يوجد مركز عمليات كهذا في القاعدة، وخلال العملية تم اتهامي بالعلاقة مع مجموعة لم أكن بجانبها في أي وقت في حياتي، وقام بعض الأشخاص في كل من قونيا وإزمير باتهامي بأني عضو في حركة الخدمة، وأنا لا أقبل هذا الأمر على الإطلاق"، مضيفًا: "لا يوجد أية معلومات أو صور متعلقة بهذا الاتهام، وبعد الاستماع إلى الجميع سأقوم بالتجهيز للدفاع عن نفسي".وقاطعت جلست الاستماع أم الشرطي نديم جنغيز، الذي قتل خلال الهجوم على مقر إقامة رئيس الجمهورية في مرمريس، بأن وجهت سؤالًا إلى سونمازأتيش، بالقول: "كأم، أريد أن أعرف من أطلق النار على ابني"، ليرد بالقول: "أنا أشارك أمنا الألم الذي تشعر به، وأعزيها، لقد تم إطلاق النار على شرطينا بينما كان يقوم بمهامه، كان شجاعًا، ولقد حزنت كثيرًا لهذا، ولكنني لم أكن في المكان الذي حصلت فيه الاشتباكات، ولم أدخل في هذه الاشتباكات، كنت في الجو، وقمنا بأداء المهام التي أوكلت لنا، ولم يكن لدي أي علم حتى بالاشتباكات التي جرت مع الشرطة، ولو كنت هناك لكنت حللت الأمور عبر إنشاء حوار مع الشرطة. إن الرئيس لم يكن هناك في الأصل، لمَ سنقوم باشتباكات؟".وفي رده على سؤال محامي الرئيس التركي حول سبب مشاركته في المحاولة الانقلابية، قال سونمازأتيش: "أنا لا أريد هنا أن أقول رأيي السياسي، ولكن كما شارك كل من ألب أرسلان توركيش (رئيس حزب الحركة القومية والذي ألقى البيان الأول لانقلاب 1960) والجنرال كنعان إفرين (قائد انقلاب 1980 الدموي)، شاركت في الثورة للأسباب ذاتها التي شاركا بها، بصفتنا وطنيين شاركنا لأجل دولتنا ووطننا".الشهادة الثانية:من جانبه، اعترف الرائد شكري سايمان بمشاركته في المحاولة الانقلابية، مؤكدًا تلقّيه الأوامر أيضًا من قائد الفرقة الأولى في القوات الخاصة التركية، الجنرال سميح ترزي، وقال سايمان: "اتصل بي المرحوم سميح باشا في الرابع عشر من تموز/يوليو، وطلب مني أن أقوم بتشكيل فريق مكون من 12 مقاتلًا، وكذلك الحديث مع سونمازأتيش، في حال شككت القوات الخاصة بالأوامر، فقمت بتنفيذ الأمر. أنا أعرف سميح ترزي قبل أن يصبح جنرالًا، لقد كان قائدًا بطلًا".وبيّن سايمان أنه علم من الجنرال سونمازأتيش بأن الانقلاب يتم التجهيز له في إطار أوامر القيادة العسكرية العليا للجيش، مضيفًا: "لقد قدمنا إلى إسطنبول بالطائرة ذاتها، لكننا لم نكن في المكان نفسه، اشتريت بطاقة الطائرة بالبطاقة الائتمانية الخاصة بزوجتي، لا يوجد شيء كالمذكور في ورقة الادعاء، وعند لقائي بسونمازأتيش، طلب مني الحضور مع فريقي في المطار في يوم الخامس عشر من تموز/يوليو، وبناءً عليه قمنا بالتوجه إلى المطار، وانتظرنا الطائرة، ولكن لم تأت الطائرات، وعندئذ قمنا بتنفيذ الخطة (ب)، وتوجهنا إلى قاعدة جيغلي الجوية في إزمير".وأشار الرائد سايمان بأن العناصر المشاركة برفقته لم يكن لديها أي معرفة بالتطورات، لأن الجميع تركوا هواتفهم المحمولة في المنزل، قائلًا: "لقد قيل بأننا نفذنا الخطة، لكن سونمازأتيش قال إنهم وضعوا لنا فخًّا، إن كان هو لا يعلم من فعل ذلك، أنا كرائد كيف لي أن أعلم؟ كيف يمكن لي أن أدير هذا الأمر؟ نعم أنا انقلابي، وإن كانت العقوبة الإعدام فإن ذلك لن يؤلم ضميري، ولو لم يكن انتحارًا لقمتُ بإطلاق النار على نفسي على كرسي الإعدام، ولكن أن يتم سؤالي عن الانقلاب الذي خططت له؛ فأنا لم أقم إلا بتنفيذ الأوامر التي وجهها لي سميح ترزي وسونمازأتيش. هناك ضابطان برتبة جنرال ناقشا الأمر، أين أنا منهما كرائد؟".وادعى الرائد ذاته بأن الهدف من الهجوم الذي تم تنفيذه لم يكن اغتيال الرئيس التركي، بل إلقاء القبض عليه حيًّا، مردفًا: "أنا كعسكري أعرف معنى الاغتيال، ولكن لا توجد إشارة في شهادات الشهود المتخفين حول الاغتيال. سونمازأتيش قال إن الأمر لم يكن اغتيالًا. في الأساس، المنطق الذي جرت فيه الأمور لا يتناسب مع عملية اغتيال، وأنا أقول هذا الكلام ليتم تسجيله".وأشار الرائد إلى أنه قام مع فريقه بالتوجه إلى مكان إقامة الرئيس في الفندق المطل على ساحل مرمريس على المتوسط، مضيفًا: "لقد ذهبنا إلى القسم الذي يوجد فيه الرئيس، حيث تم إطلاق النار في الهواء عدة مرات في المكان، وقمت مباشرة بمنع ذلك، ومن ثم قمنا بسؤال المواطنين الموجودين في المكان إن كان الرئيس يقيم هنا، ولم أهدد أحدًا. لو لم يقم أفراد الحماية بإطلاق النار علينا أولًا؛ لكان احتمال بقائنا في المكان صفرًا، لذلك قمنا بالرد على مصادر إطلاق النار دون التوجه نحو هدف معين، لم يكن لأسلحتنا مناظير ليلية، لذلك لم يكن بإمكاننا إطلاق النار على أهداف نقوم برصدها".ورفض سايمان التهم الموجهة إليه بالقيام بتوجيه شتائم لقوات حماية الرئيس التركي، بالقول: "لا علاقة لي بأخذ أحد من أفراد الشرطة أو تقييده، أنا قمت فقط بإعطاء التعليمات بأخذ أسلحتهم وإبعادها عنهم، وفي ما يخص القنبلة اليدودية، فقد قام الملازم إسماعيل بتركها قرب الزجاج بعد خروج الجميع من المكان، وبالتالي لم يكن الهدف من ذلك الإضرار بالشرطة. سألت الشرطة حول الوقت الذي غادر فيه الرئيس التركي، ولكن لم أقم بشتم أي منهم. أنا أرفض هذا الادعاء بشدة، كما لم أر أيًّا منهم وقد تم ضربه".وأضاف في شهادته: "لو كان هدفنا في المكان القتل؛ لما خرج أي من الشرطة على قيد الحياة، ولم يكن ليتم الحديث اليوم عن شهيدين فقط، بل لكان الرقم أكبر بكثير. نعم قمت بالانقلاب، ولن أجلس وأبكي كالأطفال، وأكثر ما يحزنني هو وجود شهيدين من الشرطة"، في إشارة إلى مقتل اثنين من الشرطة المكلفين بحماية الرئيس التركي أثناء الهجوم على مقر إقامته في أحد الفنادق في منطقة مرمريس، حيث كان يقضي إجازته!!

1