الارتباك واضح في الإجراء الذي قررته إدارة الجامعة الأردنية الخميس، والقاضي بتأجيل انتخابات مجلس طلبة الجامعة بسبب المشاجرة العشائرية والجهوية الكبيرة التي أقلقت كل السلطات في الأردن وما زالت آثارها الاحتقانية خارج سياق الإنكار.تم تعليل قرار تأجيل انتخابات مجلس الطلبة بالظروف التي حصلت مؤخرا في أهم جامعة حكومية، في الوقت الذي كان يفترض فيه الخبراء بأن انتخاب مجلس شرعي يمثل الطلبة ينبغي أن يكون محطة لمواجهة تنامي الهويات الفرعية .خلافا لما أعلنته إدارة الجامعة الأسبوع الماضي يبدو أن ما سمته الصحافة المحلية بـ»غزوة الجامعة الأردنية» لم يتلاش بعد، فالسلطات أفرجت بعد صلحة «عشائرية» أثارت الجدل، عن 18 موقوفا من المتسببين بالشغب في الجامعة، وعشرات الطلاب يتغيبون عن الدراسة، وما زالت أبواب الجامعة تشهد كثافة في الحضور الأمني .رغم أن المصالحة العشائرية التي حصلت بين وجهاء من مدينتي الطفيلة والسلط احتوت البعد الجهوي في الخلاف بين طلاب مدينتين، إلا أن «الصلحة» نفسها لم تعالج حالة التجاذب داخل البيئة الطلابية، ففي الوقت الذي ينشط فيه شبان على وسائط التواصل تحت هتاف «أبيش أحلى من السلط»، اقترح أبناء وطلاب الجنوب في آخر تجمع لهم قبل يومين أغنية جديدة على بوابة الجامعة تكرس الثقافة الفرعية وفكرتها «واوي واوي واوي… يسعد رب الصحراوي».الصحراوي هو عمليا الطريق الصحراوي الطويل الذي يربط جميع مدن الجنوب بالعاصمة عمان وغربها وشمالي البلاد .حتى بعد الإجراءات العقابية لإدارة الجامعة ولنظام العدالة والصلح العشائري الجهوي ما زالت الأجواء محتقنة، فقد حصلت مشاجرة إضافية الأربعاء تصرف معها رجال الأمن الجامعي، فيما يخفق وزير التعليم العالي الدكتور عادل طويسي في توفير وسيلة مقنعة لبرنامجه الجديد بعنوان «بدعة وجود حرم جامعي»، وهو هتاف حكومي اليوم يسعى لتسويق فكرة تمكين الأجهزة الأمنية من دخول مقرات الجامعات.إدارة الجامعة تجد صعوبة رغم مرور أكثر من أسبوع في دفع الطلاب المتحمسين والمراهقين للهتاف للأردن ولجامعتهم بدلا من ترديد الهتافات الجهوية، خصوصا وأن الاشتباكات بين الطلاب يمكن أن تتجدد في أي وقت .إلى ذلك وفي السياق التعليمي تفاعلت الملكة رانيا العبدالله مجددا مع التصنيفات الدولية الأخيرة التي كشفت ضعفا كبيرا في مستوى طلاب الابتدائي في مواد العلوم والرياضيات.دخول الملكة المستجد على خط الجدل التعليمي حصل ظهر الخميس. وعبر تغريدة لها أعلنت فيها أن أحدا لا يستطيع إنكار وتجاهل ما يحصل للتعليم في المملكة ولا يمكن في الوقت نفسه عدم تحمل مسؤولية الإصلاح التعليمي.الملكة تأثرت على ما يبدو بنتائج اختبارات التميز الدولية للعلوم والرياضيات للعام 2015 والتي تراجع مستوى بلادها، فيها حيث حصل الأردن على المرتبة الرابعة ضمن أضعف دول العالم في السياق.الملكة قالت إن هذه النتائج تضع الجميع مرة أخرى أمام واقع تراجع مستوى التعليم في الأردن.وشرحت: لا يمكننا تجاهل ما يحدث لتعليمنا، ولا يمكننا تحمل تبعات عدم إصلاحه. وعلى الرغم من الاختلافات والتجاذبات في الأشهر الماضية على خلفية التعديل الأخير في بعض الكتب المدرسية بين «مع» و»ضد»، إلا أنني لمست إجماعا – بل إصرارا من الجميع – على ضرورة التطوير.جملة سياسية مباشرة صدرت عن الملكة، وهي تعتبر أن «تقاذف المسؤولية ليس حلا» حيث قالت «فلتكن هذه النتائج، رغم خيبه أملنا، حافزا ولتزد من إصرارنا على أولوية التعليم. تقاذف المسؤولية ليس حلا… الحل يكمن في المضي معا بعملية تطوير متكاملة عناصرها سياسات التعليم والمدرسة والمعلم والمنهاج والأهالي… لذا أدعو كل فرد في المجتمع لأن يكون جزءا من الحل فلكل منا دور وعلى كل منا مسؤولية»!!
الأردن: هتافات تكرّس «الهويات الفرعية»..«أبيش أحلى من السلط»يقابلها"واوي واوي واوي يسعد رب الصحراوي"!!
03.12.2016