يتهافت أطفال على الحاوية عندما يقوم عمال مطعم «بيوتي» برمي الأكياس بالقرب منها. أعمارهم لا تتجاوز سن 12 عاماً، حسب رواية أحد الشبان القاطنين في منطقة قريبة من المطعم الذي يقع في الكورنيش المشرف على البحر في مدينة اللاذقية. الأمر اللافت، حسب ما يؤكده بلال، هو أن الأطفال يتشاركون بقايا الطعام في ساعات الليل المتأخرة، فقبيل إغلاق المطعم يقوم العمال بالتنظيف ورمي البقايا.يؤكد ناشطون أن هناك عدة مطاعم وسط المدينة التي تشتهر برفاهية زبائنها باتت معروفة لدى الأطفال الفقراء، ومن بين هذه المطاعم «غروب كافيه» في حي الزراعة، وهذا المطعم لأحد أكبر الضباط من مدينة القرداحة، ومطعم سومر، الذي يقع في الطابق الأخير من برج الاوقاف في اللاذقية، وغيرهما.أما في مدينة جبلة، فالأمر لا يختلف كثيراً، لكن الاطفال يجرون خلفهم عربات صغيرة يضعون فيها الخبز المجفف المرمي بجانب الحاويات، خصوصاً في الأحياء التي تدعم النظام، كحي المجد، والجبيبات، وضاحية الأسد حيث تنتشر فيها العائلات الغنية والمطاعم الفاخرة.عمر، شاب صغير يدرس وسط مدينة جبلة، يؤكد أن «الأطفال يتوافدون على الحاويات أمام أعين قوات الأمن»، مشيراً إلى أن «هناك عشرات العائلات الفقيرة التي ترسل أطفالها إلى سوق الخضار في المدينة فيجمعون الخضار التالفة التي يرميها الباعة في حاويات القمامة».وانتشرت مؤخراً في مدينة جبلة بيوت صغيرة مصنوعة من الخشب أو الحديد يطلق عليها أهل المدينة «بيوت التنك» تؤوي عشرات العائلات الفقيرة من المدينة أو عائلات نزحت إليها، ليس لديهم أي معيل، معظمهم يقطنون في حي الفيض.مجمع «زيتون» أحد أكبر المنتجعات السياحية، وسط جبلة يتبع لعائلة مخلوف، تقام فيه الحفلات الراقصة أيام الجمعة، يتحول أيضاً إلى مكان للحصول على بقايا الطعام بالنسبة للأطفال الفقراء.لا أحد يقترب من هؤلاء الأطفال الصغار بسبب كثرة الأمراض التي تنتشر بينهم عدا عن منظرهم المخيف أحياناً يجعلهم يعيشون في عزلة تامة عن باقي مكونات المجتمع المحلي، ويؤكًد العديد من أبناء اللاذقية وجبلة أنهم يرون هذه الحالات بكثرة خلال ساعات الليل حيث يلتحف هؤلاء الأطفال الأماكن التي تقيهم من المطر والبرد. وأبرز هذه الأماكن هي مداخل الأبنية حيث يختبئون تحت السلالم، ويجبّرون على البحث عن مكان آخر عندما يكشف أمرهم.سوء الاوضاع المعيشية والاقتصادية في مناطق سيطرة النظام يزيد من هذه الحالات، حيث لوحظ مؤخراً نساء ايضاً يعيشن بطريقة مشابهة في مدن اللاذقية وطرطوس، كما أن سوء الأوضاع يجعل باقي السوريين غير مهتمين بهذه الشريحة من الأطفال وغيرهم، على الرغم من تواجد العديد من الجمعيات الممولة حكومياً كجمعية التكافل الاجتماعي!!
اللاذقيه..سوريا : الأطفال الفقراء في مدن الساحل يعيشون على نفايات المطاعم الفاخرة!!
26.11.2016