تصاعدت دعوات تشكيل حكومة إنقاذ وطني في إقليم كردستان لإنقاذ الأوضاع المتدهورة فيه، بالتزامن مع تصاعد التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بصرف رواتب الموظفين.فقد دعا جناح «مركز القرار» في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يقوده جلال الطالباني، إلى تشكيل حكومة جديدة كفوءة في إقليم كردستان لتنفيذ الاصلاحات فيه، رافضا تأزيم الخلافات في الإقليم وتقسيمه إلى محافظات مرتبطة ببغداد.ودعا بيان لمركز القرار في الاتحاد الوطني إلى «إصلاحات شاملة في أوضاع الإقليم تنتهي بتشكيل حكومة جديدة، وممارسة نضال سياسي ومدني هادئ وترسيخ الإمكانيات لإجراء التغييرات في حكومة إقليم كردستان على أسس الإصلاح وحل المشاكل السياسية والاقتصادية في حكومة الإقليم، والعمل على التغيير بتشكيل حكومة أكثر كفاءة وتقوم بتوزيع الموارد المالية بعدالة على محافظات الإقليم».وطالب الأحزاب السياسية في كردستان بالتقارب في ما بينها وحل المشاكل، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على مكاسب الشعب الكردي، وعدم السماح بتقسيم إقليم كردستان وربطه على أساس المحافظات ببغداد».وذكر البيان، أن «هناك مخاوف على كردستان، ومن أجل إصلاح الأوضاع التي يمر بها إقليم كردستان قدم مقترحات للرأي العام في كردستان.وأكد مركز القرار في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، أننا لن نسمح لأحد بأي شكل من الأشكال أن يقوم بتقسيم إقليم كردستان والنظام الفيدرالي الموجود في الإقليم.وطلب مركز القرار، الذي يقوده نائب الأمين العام للاتحاد الوطني برهم صالح وكوسرت رسول، من حكومة إقليم كردستان العمل على إجراء استفتاء في جميع مناطق ومحافظات الإقليم، وأكد على ضرورة إعادة ترتيب الوضع الاقتصادي وتأمين احتياجات الأهالي.وبدوره دعا نائب رئيس وزراء إقليم كردستان، قباد الطالباني، يوم الأحد، إلى الابتعاد عن الخطابات التهديدية بين القوى السياسية في إقليم كردستان، كاشفا أن مجلس وزراء الإقليم يبحث إصلاح نظام الحكم في كردستان.وجاء ذلك خلال كلمة الطالباني، في مهرجان كلاويز الثقافي في السليمانية حيث قال «يجب أن تتم معالجة الخلافات الداخلية في إقليم كردستان قبل حل المشاكل مع بغداد»، مشيرا إلى أن «أغلب ما يثار في إقليم كردستان خرج من إطار الانتقاد وتحول إلى سب وعدم احترام وتجريح شخصي كما أن بعض الكتاب والصحافيين يفضلون أن يعرفوا بإطلاقهم الانتقادات لا أن يعرفوا بمستوى ثقافتهم، فالمعطيات السياسية لم تكن مستعدة للتغيير».وكشف أن «مجلس وزراء إقليم كردستان بدأ ببحث إصلاح نظام الحكم وهذا يحتاج إلى تفعيل البرلمان والابتعاد عن الكراهية»، مشيراً إلى إمكانية «الاتفاق على اللجوء إلى نظام لا مركزي في إقليم كردستان إذا لم ترد السليمانية التعايش مع أربيل».وذكر قباد الطالباني أن «تنظيم (داعش) ليس تنظيماً خارجياً بل هو تنظيم عراقي بالدرجة الأساس»، مؤكداً أن «تحقيق الانتصارات العسكرية أسهل بكثير من الانتصار الفكري حيث أن اقتلاع جذوره الفكرية يحتاج إلى استراتيجية وعمل جدي، ولن نصل إلى ذلك بدون وجود تفكير حر ووحدة الصف، محذرا من أن «هناك تهديدات مدمرة منتشرة في إقليم كردستان ضد العقل الحر الذي يفكر من أجل البناء». وضمن السياق حذر الأمين العام لحركة الإصلاح والتنمية في الإقليم محمد بازياني، من «خروج» الأوضاع في الإقليم عن السيطرة، داعياً إلى تشكيل حكومة «إنقاذ وطني».وقال بازياني في حديث لوكالة السومرية نيوز إن «الحل الأمثل للأوضاع الحالية هي تشكيل حكومة إنقاذ وطني في إقليم كردستان»، مشدداً على «ضرورة تعيين حكومة من التكنوقراط ذات صلاحيات فعلية لإخراج الإقليم من الأزمة التي يعاني منها».وذكر أن «الأوضاع في إقليم كردستان غير مستقرة من الناحية السياسية والاقتصادية»، مشيراً إلى أن «الأوضاع تنذر بالشؤم في حال استمرارها بهذا الاتجاه».وحذر من «تفاقم المظاهرات المناوئة للحكومة وخروج الأوضاع عن السيطرة في حال عدم إيجاد حل لأوضاع الإقليم وتحسين الحالة المعيشية للمواطنين»، لافتاً إلى أن «هناك غياباً للثقة بين المواطنين والحكومة بسبب عدم إيفاء الأخيرة بتنفيذ وعودها».وفي سياق التظاهرات الاحتجاجية، جدد منتسبو وأساتذة جامعة السليمانية، تظاهراتهم صباح يوم الاحد، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة، مستحقاتهم المالية.كما تظاهر المئات من الكوادر التعليمية في محافظتي السليمانية وحلبجة، للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية، وأغلقوا بعض الشوارع في المدن مرددين شعارات ضد إهمال الاستجابة لمطالبهم منذ أشهر. وتشهد محافظتا السليمانية وحلبجة في إقليم كردستان، تظاهرات احتجاجية متواصلة منذ أشهر، من قبل معلمي وأساتذة الجامعات احتجاجا على نظام توزيع الرواتب وتأخيرها، جراء الأزمة المالية التي تعصف بالإقليم.كما توجد أزمة سياسية حادة في علاقات الأحزاب الكردية في الإقليم انعكست على أوضاع الإقليم، أبرزها الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير، منذ عزل حكومة الإقليم لقياديين من التغيير بينهم أربعة وزراء، كما منعت رئيس برلمان كردستان يوسف محمد، من دخول أربيل، بعد أن اتهم الحزب الديمقراطي “التغيير» بتحريض التظاهرات الاحتجاجية التي وقعت في السليمانية ومهاجمتهم مقار الحزب الديمقراطي.!!
السليمانيه: دعوات لحكومة إنقاذ في كردستان واستمرار التظاهرات الاحتجاجية على قطع الرواتب!!
21.11.2016