أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 45553
نواكشوط..موريتانيا: خطبة العيد تضع علاقات نواكشوط وطهران على المحك!!
14.09.2016

لكونها ألقيت أمام الرئيس وأعضاء الحكومة وأعضاء السلك الدبلوماسي، فقد أثارت خطبة عيد الأضحى التي ألقاها الإمام أحمدو المرابط حبيب الرحمان المقرب من الأوساط الرسمية السعودية، والتي دعا فيها لوقف ما سماه «المد الشيعي الصفوي»، استغراب الكثيرين، وواجهها مدونون بالانتقاد والاستغراب.وطرحت هذه الخطبة أسئلة كثيرة حول مستقبل العلاقات بين نواكشوط وطهران لشدة انحيازها للطروحات السعودية المناهضة لإيران، كما أنها قد تشكل تنشيطاً للعلاقات الموريتانية السعودية التي تشهد فتوراً منذ القمة العربية الأخيرة. وحذر إمام المسجد الجامع ومفتي موريتانيا أحمدو ولد المرابط «من انتشار المد الصفوي الفارسي الشيعي في موريتانيا»، مؤكداً «أن موريتانيا دولة سنية مسالمة». ووردت هذه التحذيرات التي كررها الإمام مرات عدة في خطبة عيد الأضحى التي ألقاها بحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وأعضاء الحكومة وأعضاء غرفتي البرلمان، وكذلك أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد في موريتانيا.وأوضح الإمام «أن موريتانيا جمهورية إسلامية سنية مسالمة تمد يدها للتعاون على أساس القواسم المشتركة، دون المس بديننا وبثوابته ومقدساته»، مشيراً إلى خطر ما سماه «انتشار المد الصفوي الفارسي الشيعي».وقال «إن هذا المد الصفوي لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال، فهو يتعرض بالسب والشتم للصحابيين الجليلين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق، مع توجيه السب لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم جميعا، مع أن القرآن الكريم زكاهم بشكل لا لبس فيه»، وفق تعبيره.وشدد الإمام في خطبته أمام السلطات العليا في موريتانيا «على ضرورة «التصدي لهذه الدعوة التي قال إنه «ثبت لديه عن طريق عدول، أنها تنشط في البلاد وأنها تبث الفرقة». وتناول ولد المرابط في خطبته قضية تدويل الحرمين الشريفين التي دعت إليها إيران، معتبراً «أن وضعية الحرمين الحالية ضرورية لصيانتهما وتطويرهما وجعلهما في متناول جميع المسلمين».وكان الصحافي أبي ولد زيدان مراسل قناة «الميادين» أبرز منتقدي خطبة الإمام ولد المرابط، حيث أكد في تدوينات له «أن مفتي موريتانيا أحمدو ولد المرابط جاهر باصطفاف سياسي مبتذل للأسف، مع كامل الاحترام للمكانة العلمية للإمام، لبلد كامل مقابل ريالات ووظيفة في ديوان!».واتهم ولد زيدان الإمام ولد المرابط «باستدرار الجيوب الخليجية خصوصا منها السعودية، وهو استدرار سبقه إليه أئمة وبرلمانيون ومثقفون ومسترزقون عدة في بلد المليون مسترزق، تماماً كما يسترزق آخرون بتشيعهم وحسينياتهم وعمائمهم».وقال «حديث ولد حبيب الرحمن عن المد الشيعي وخطره أمر غير مهم وليس مثار تعليق ولا انتقاد مني، فهي أغنية قديمة لاستدرار الجيوب الخليجية خصوصاً منها السعودية، ولكن الخطير والمثير اليوم والذي هو محل الانتقاد هو الدخول بموريتانيا من باب خطبة العيد الرسمية في الجدال والصراع السياسي الدائر الآن بين مفتي السعودية ومفتى طهران ومن ورائهما أنظمتهما حول قضية تدويل الحج».«هو موضوع لا يخص إمامنا»، يضيف ولد زيدان، «على الأقل كأولوية في خطبة العيد أمام رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة والسلك الدبلوماسي، فالاسترزاق له طرق عديدة ويمكن امتهانه دون الزج بموريتانيا في صراع سياسي لا يعنيها ولا يخصها».وأضاف الصحافي ولد زيدان «المد الوهابي ممثلاً هذه المرة في ولد حبيب الرحمن أكثر خطراً على البلاد من «المد الصفوي الشيعي»، على الأقل الثاني مفترض ووهمي في الغالب والأول بين ومن نتائجه خطبة سعودية وهابية بدون استحياء في يوم العيد باسم مفتي البلاد وإمام المسجد الجامع، ومئات المجندين في «داعش» والقاعدة والآلاف يتحينون الفرص وضحايا بالعشرات في الغلاوية وتورين (مناطق شمال موريتانيا) وعلى مشارف نواكشوط حتى.».، حسب تعبير المدون.
وطالب ولد زيدان «بالنأي بمنبر الإفتاء والخطبة الذي يجب أن يظل بعيداً عن حسابات المصالح الشخصية والعلاقات الخاصة؛ فليرتم ولد حبيب الرحمن في أحضان العرش السعودي أو حتى الكنيست الإسرائيلي كما يشاء ولكن عليه وجوباً أن يترك لمنبرنا قداسته ورمزيته واستقلاله عن سوق المزايدات السياسية».وأشار المدون ولد زيدان إلى «أن مطالبة الإمام ولد المرابط بوقف المد الشيعي تأخرت كثيراً، حتى جاهر «مريد الملك سلمان» وبدون استحياء حتى في خطبة العيد بنقل المعارك السياسية لمملكة آل سعود إلى بلادنا، إنها فعلاً بداية تحول خطير في مسار هذا البلد وفي أمنه ووحدته وحتى سيادته؛ فمتى كانت سلطة الإفتاء والإمامة في دولة الأشاعرة الصوفية مستشارة في الديوان الوهابي لآل سعود؟!.. ثم ألا يكفي أن سكت الجميع كل هذا الزمن عن هذه التصنيفات الضيقة مخافة الدخول فيما يفرق المسلمين، ليجاهر «إمام الأمة ومفتيها» باصطفاف سياسي مبتذل لبلد كامل مقابل ريالات ووظيفة في ديوان! لا حول ولا قوة الا بالله!».وفي تدوينة أخرى قال المحامي ووزير الإعلام السابق محمد ولد أمين «إنه سمع خطبة ولد حبيب الرحمن هذا الصباح..فتذكر «خطيب الجمعة في طهران الذي تعتبر خطبه بمثابة مؤتمرات الناطق باسم الحكومة»، مضيفاً قوله «يبدو أننا نحارب التشيع ونريد إرساء ولاية الفقيه في الوقت نفسه».وكتب ولد امين في تدوينة أخرى «كبير شيعة موريتانيا يصيح بأعلى صوته: هل من مبارز…ناقشوه يا علماء.. ربما اقتنع بما لديكم وعاد للصواب..أو اقتنعتم بما لديه فتشيعتم في أسوأ الحالات..ستحدث مباهلة مسلية..الموضوع بسيط ولا يحتاج لمبالغات»!!

1