بدأت بوادر الانقسام والتصدع تطفو على السطح داخل حزب المؤتمر الشعبي، رغم أنه لم يمر على وفاة مؤسسه وأمينه العام حسن الترابي سوى أيام. وهناك اليوم توجهان داخل الحزب، الأول يؤيد “الحوار الوطني” والتقارب مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، والثاني يدعو إلى القطع مع ذلك والعودة إلى تصدر جبهة المعارضة.وقال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي كمال عمر، هناك “أصوات نشاز” تحاول جر الحزب إلى مواجهة مع السلطة بالعودة إلى مربع ما قبل الحوار الوطني. وجاءت تصريحات عمر خلال لقاء له في إحدى القنوات التلفزيونية المعروفة بارتباطها بالسلطة، للتعليق على أحداث شهدتها ندوة رفع فيها أعضاء من الشعبي هتافات وشعارات ضد حزب المؤتمر الوطني. وشدد القيادي في الشعبي على رفض الحزب لما اعتبره “محاولات جرّه إلى مربع ما قبل الحوار الوطني عبر الأصوات النشاز التي لا تتعدى العشرة أشخاص”.يذكر أن حزب المؤتمر الشعبي كان أحد الأحزاب الرئيسية المعارضة لسياسات النظام في السودان، قبل أن يغيّر الترابي من موقفه وينزع إلى التقارب معه بدعوى أن الظرفية الإقليمية تقتضي توحيد التيارات الإسلامية.وحزب المؤتمر الشعبي شكله حسن الترابي في العام 1999 بعد صراع مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير على النفوذ داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وكان الترابي يريد إثبات أنه من خلال الحزب الجديد سيسحب البساط من المؤتمر الوطني الذي كان مؤسسه، ولكن مع انطلاقة أحداث ما سمّي بـ”الربيع العربي” غير الأخير من موقفه وفضل التقارب مع البشير مجددا.وكما هو معلوم فإن الكثير من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي كانوا يرفضون هذا التوجه، ورأوا في ذلك خذلانا للشعب واصطفافا سيعمق من الشرخ داخل البلد، ولكن سيطرة الترابي وهيمنته على مفاصل القرار داخل الحزب، دفعتهم إلى الخضوع والتزام الصمت.واليوم بعد وفاته باتت هناك إمكانية وفق هؤلاء لإعادة الحزب إلى مساره الطبيعي الذي أنشئ من أجله، وسط تزايد المخاوف من ابتلاع النظام للحزب، وتحوله إلى مجرد بيدق مثل باقي الأحزاب المكونة للمجموعة “7 زائد 7”.وقال القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم أحمد إبراهيم الطاهر، إن وحدة التيارات الإسلامية تمثل ضرورة لمتطلبات المرحلة المقبلة. وشدد على حرص وسعي حزبه لوحدة العمل الإسلامي والوطني في البلاد، مستدركا بأن الوقت ما يزال مبكرا للحديث عن هذه الوحدة.وأوضح القيادي في الحزب الحاكم أنهم سيعملون “جميعا من أجل توحيد أهل السودان للسير بالبلاد وفق رؤية مشتركة”، وذلك في إشارة إلى التيارات الإسلامية، مشددا على أن المؤتمر الشعبي سيكون جزءا من هذه المنظومة، وسيتم البحث معه في كيفية التعاون في غياب الترابي!!
الخرطوم.. السودان : الخلافات تعصف بالمؤتمر الشعبي بعد الترابي !!
15.03.2016