يحاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري تسويق خطة توافقية توصلت إليها الولايات المتحدة وروسيا من أجل إيجاد حل نهائي في سوريا بين حلفاء واشنطن في أوروبا، بعدما عرضها الجمعة على دول خليجية لطمأنتها على تقليص نفوذ إيران على دمشق.وأدت لقاءات متتابعة جمعت كيري مع نظيره الروسي سيرجي لافروف إلى الاتفاق على خطوات مستقبلية محددة، وتم نقل هذه التفاهمات إلى دول مجموعة دعم سوريا، كما تم طرحها الأحد في اجتماع عقد في باريس وضم وزراء ودبلوماسيين أوروبيين.واتهمت الولايات المتحدة وفرنسا الأحد الحكومة السورية بمحاولة تعطيل جولة جديدة من محادثات السلام من المقرر أن تبدأ الاثنين، وقالتا إنه يتعين على روسيا وإيران إثبات أن الحكومة السورية “تحترم” ما تم الاتفاق عليه.وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال السبت إن حكومته لن تناقش مسألة انتخابات الرئاسة في محادثات السلام التي تجري في جنيف هذا الأسبوع، أو تعقد مباحثات مع أي طرف يرغب في مناقشة مسألة الرئاسة.وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرلوت في مؤتمر صحافي مع نظرائه من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي “إنه استفزاز…ومؤشر سيء ولا يتماشى مع روح الهدنة”.وقال كيري من جانبه إن الحكومة السورية وداعميها يخطئون إذا ما اعتقدوا أن بوسعهم الاستمرار في اختبار حدود هدنة هشة، ووصف تصريحات المعلم بأنها محاولة واضحة “لتعطيل العملية”.وأضاف كيري متهما، القوات السورية بارتكاب معظم الانتهاكات لاتفاق وقف الأعمال القتالية، أن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ينظر كيف يتصرف الرئيس السوري بشار الأسد.ويخشى كيري من أن تسد تحركات الجيش السوري على الأرض التفاهمات التي تمكن من التوصل إليها مع موسكو.ووصل وفد الحكومة وعلى رأسها الممثل الدائم لسوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، صباح الأحد إلى جنيف غداة بدء وصول وفد الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة.ووفق مراسلة فرانس برس في جنيف، يفترض ان يلتقي موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الاثنين وفد الحكومة السورية على ان يلتقي الثلاثاء وفد المعارضة.وقال مصدر دبلوماسي غربي إن أحدث هذه التفاهمات سيؤدي إلى تفعيل جولات مؤتمر جنيف3 بجدية أكبر مما سبق، وستجري وفق أجندة محددة تلزم المعارضة والنظام السوريين بالتقيد بها تحت “طائلة المحاسبة” من حلفاء الطرفين، روسيا والولايات المتحدة.وأكد المصدر أن التفاهمات الأميركية الروسية وصلت إلى درجة متقدمة بضبط المسار الزمني للحل بتواريخ محددة ودقيقة.ويشمل مسار التفاوض أن تكون في سوريا سلطة انتقالية ودستور جديدان خلال مدة لا تتجاوز ستة أشهر من يوم بدء الجولة الجديدة للمفاوضات (الاثنين 14 مارس الجاري).كما حدد موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا بعد 18 شهرا اعتبارا من يوم الاثنين.وأكد المسؤولون الأميركيون والروس على أن اللقاءات المشتركة بينهما ستستمر بشكل دوري لضمان تنفيذ خارطة الطريق وفق الموعد المحدد، خشية من خروج النظام عن شروط التفاوض.وقال كيري “لذلك يتعين على الرئيس بوتين الذي راهن على دعم الأسد بتعهد كبير -وأحدث ذلك فرقا واضحا على ساحة القتال- أن يشعر ببعض القلق من حقيقة أن الرئيس السوري بشار الأسد أرسل وزير خارجيته الأحد كي يتصرف كمخرب ويسحب من على طاولة (المفاوضات) ما وافق عليه الرئيس بوتين والإيرانيون”. وأضاف “هذه لحظة صدق.. لحظة يتعين علينا جميعا أن نتحلى فيها بالمسؤولية”.وبحسب المصدر فإن كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا أبدت تأييدها للتفاهمات الأميركية – الروسية التي ستؤدي إلى انتقال سلس للسلطة دون انهيار مؤسسات الدولة، مع ضرورة إعادة هيكلة المؤسسات السيادية لتصبح أكثر تمثيلا لكل السوريين.وقال المصدر إن ألمانيا شددت على ضرورة ضمان عدم انهيار هذه المؤسسات التي بنيت بطريقة مرتبطة بالرئيس السوري بشار الأسد والمقربين منه، لذلك فإن الاتفاق يجب أن يشمل خطوات لطمأنة القيادات المنتمية إلى الطائفة “العلوية” بأن رحيل الأسد لن يشكل تهديدا لمستقبلهم أو لسلامة العلويين.!!
جنيف..سويسرا : "خطة كيري لافروف" في سوريا تحصل على تأييد الأوروبيين!!
14.03.2016