خرجت الخطط الأميركية بوضع قوات خاصة على الأراضي الليبية إلى العلن أمس بعدما اضطر جنود أميركيون إلى الانسحاب من قاعدة جوية ليبية حاصرتهم ميليشيا محلية في داخلها وطلبت منهم مغادرة ليبيا على الفور.وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف بشكل رسمي عن وجود قوات أميركية في ليبيا تتمحور مهمتها الرئيسية حول جمع معلومات عن تنظيم داعش الذي يبني لنفسه معقلا حصينا في مدينة سرت على ساحل البحر المتوسط.واعترفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها أرسلت فريقا من قوات النخبة “كوماندوس” إلى ليبيا، مؤكدة بذلك معلومات كانت في وقت سابق قد أشارت فيها إلى تواجد فرق خاصة غربية على الأراضي الليبية تقوم بعمليات استطلاع ورصد لتحركات تنظيم داعش، وتنظيمات جهادية أخرى استعدادا لتدخل عسكري غربي في ليبيا.وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان بريطانيا استعدادها لإرسال ألف جندي للمساعدة، ضمن قوة مكونة من 6 آلاف جندي بقيادة إيطالية، على تدريب الجيش الليبي على مواجهة تنظيم داعش في سرت.كما قالت لندن إنها مستعدة لإرسال فرق خاصة تكون مهمتها مراقبة تحركات داعش، وتحظى بأسلحة متطورة تمكنها في أي وقت من ضرب أهداف ذات قيمة عالية داخل التنظيم، إلى جانب استهداف عصابات تهريب البشر المنتشرة في البلاد.وقالت الليفتنانت كولونيل ميشيل بالدانزا، الناطقة باسم البنتاغون في تصريحات نُشرت أمس، إن مجموعة من العسكريين الأميركيين “أرغموا على مغادرة ليبيا عقب وصولهم إلى قاعدة قرب الزنتان غربي البلاد تجنبا لوقوع اشتباكات مع أفراد ميليشيات ليبية محلية”.وأوضحت أنه في الرابع عشر من ديسمبر الجاري “وصلت مجموعة من العسكريين الأميركيين إلى ليبيا لتعزيز العلاقات وتوثيق التواصل مع المسؤولين بالجيش الليبي”.ونفت في تصريحاتها أن يكون “وصول العسكريين الأميركيين إلى ليبيا كان بشكل سري”، وأكدت أنه “تم بالتنسيق مع المسؤولين الليبيين”.وأكدت مصادر ليبية في منطقة الجبل الغربي أن طائرة نقل عسكرية أميركية من نوع “سي 130” قد هبطت في قاعدة الوطية الليبية العسكرية يوم الاثنين الماضي، وكانت تقل عشرين عنصرا من قوات الكوماندوس الأميركية برفقة مترجم سوداني.وأضافت أن القوة العسكرية الليبية الموجودة في قاعدة الوطية، طوقت الطائرة وأجبرت فرقة الكوماندوس الأميركية على مغادرتها بعد نحو 45 دقيقة من وصولها.وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا للطائرة ولعدد من أفراد القوة الأميركية داخل قاعدة الوطية التي تقع على بعد نحو 15 كيلومترا عن الحدود التونسية، وحوالي 150 كيلومترا جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس، وهي تخضع حاليا لسيطرة قائد المنطقة الغربية العقيد إدريس مادي.ويخضع مادي إلى إمرة القائد العام للجيش الليبي الفريق أول خليفة حفتر الذي يتحالف مع برلمان طبرق المعترف به دوليا.ولم تمانع الحكومة المنبثقة عن برلمان طبرق في أكثر من مناسبة التدخل العسكري الغربي في ليبيا لمحاربة تنظيم داعش، لكن غياب التنسيق مع ميليشيات الزنتان القريبة من قاعدة الوطية كان السبب وراء إسراع مادي بترحيل الجنود الأميركيين، حسبما قالت مصادر ليبية.ولا يُعرف المسلك الجوي الذي اتخذته الطائرة الأميركية للوصول إلى قاعدة الوطية، ومع ذلك لم تستبعد مصادر تحدثت لـ”العرب” أن تكون تلك الطائرة قد حلقت في أجواء تونس قبل هبوطها في القاعدة المذكورة.ونقلت “العرب” في وقت سابق عن مصادر ليبية مطلعة أنه تم رصد “فرق خاصة غربية في مناطق ليبية عدة لمراقبة وملاحقة عناصر داعش الذين باتوا يُهددون الهلال النفطي الليبي بعد اقترابهم كثيرا من مدينة أجدابيا”.وتتزامن التحركات الغربية مع توقيع الفرقاء الليبيين على اتفاقية لتشكيل حكومة وفاق وطني في المغرب، قد تنتج عنه حكومة تطلب لاحقا التدخل الدولي في ليبيا.وتجري واشنطن مباحثات مع عدة دول في شمال أفريقيا من أجل إقامة قاعدة جوية لطائرات دون طيار لمراقبة وجمع معلومات حول التنظيم الذي يخطط في ليبيا لبناء مركز جديد لتواجده على غرار سوريا والعراق.!!
واشنطن..امريكا : البنتاغون يؤكد إرسال فرق خاصة إلى ليبيا تتمحور مهمتها الرئيسية حول جمع معلومات عن تنظيم داعش!!
19.12.2015