عكست النتائج الأولية للدورة الأولى لانتخابات مجالس المناطق الفرنسية، زلزالاً سياسياً غير مسبوق، حيث حل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في الطليعة، في ست مناطق على الأقل من 13 منطقة.وتراوح مجموع نسبة الأصوات التي حصل عليها ما بين 27.2 و30.8% بحسب تقديرات مؤسسات استطلاع الآراء.وسجلت هذه النتائج الأولية هزيمة تاريخية للحزب الاشتراكي الحاكم، وأيضاً المعارضة اليمينية، ممثلة بحزب "الجمهوريون" بقيادة الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، حيث تقدمت عليهما الجبهة الوطنية بفارق كبير في ثلاث مناطق رئيسية، وهي، الشمال في منطقة "نور بادي دو كاليه – بيكاردي" حيث ترشحت رئيسة حزب الجبهة الوطنية، مارين لوبان، وفي الجنوب الشرقي في منطقة "بروفانس آلب كوت دازور" حيث تقدمت ابنة أختها ماريون ماريشال لوبن.وأيضاً وفي الشرق في منطقة "الزاس-شامباني-اردان-لوران"، حيث تقدم فلوريان فيليبو، الرجل الثاني في الحزب اليميني المتطرف.وقدرت معاهد استطلاعات الآراء في مكاتب التصويت نسبة الأصوات، التي حصل عليها الحزب اليميني المتطرف بـ 30% على المستوى الوطني، ليصير بذلك حزب الجبهة الوطنية، الحزب الأول في فرنسا.ومن المتوقع أن يفوز حزب الجبهة الوطنية بستة من مجالس المناطق في الدور الثاني، نظراً لتصدره المرتبة الأولى فيها، وذلك في حال بقيت نسبة المشاركة على حالها، والمقدرة بـ 51%، أي تسجيل عزوف 49% من الناخبين عن التصويت.وقد تتغير المعطيات في حال حصول تعبئة وطنية ترفع نسبة المشاركة في التصويت ضد حزب الجبهة الوطنية، أو في حال إقامة تحالفات بين الحزب الاشتراكي وحزب "الجمهوريون" ضد الجبهة الوطنية، بحيث تذهب أصوات الحزبين معاً لصالح مرشح واحد ينافس مرشح الجبهة الوطنية. وكان الحزب الاشتراكي الحاكم يسيطر حتى الآن على كامل المناطق. وحسب نتائج الدورة الأولى، لا يبدو أنه سيصمد أمام الاكتساح اليميني المتطرف، ويحافظ على أكثر من ثلاث أو أربع مناطق في الدورة الثانية.أما حزب "الجمهوريون" فكان يأمل تحقيق نتائج كبيرة في هذه الانتخابات، إلا أن اعتداءات الجمعة السوداء في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قلبت كل المعادلات، ودفعت شريحة واسعة من ناخبيه إلى الارتماء في أحضان اليمين المتطرف.!!
باريس..فرنسا : زلزال سياسي : اليمين الفرنسي المتطرف يحقق نصراً كبيراً في انتخابات المناطق !!
07.12.2015