أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
انقره..تركيا : تركيا تلوّح بالقوة لمنع قيام دولة كردية في سوريا !!
30.06.2015

قال مراقبون إن تلويح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتدخل شمال سوريا لمنع إقامة دولة كردية على حدود بلاده، سيضع تركيا في أزمة طويلة الأمد، فليس مضمونا أن تنجح القوات التركية في اقتطاع جزء من الأراضي السورية دون مواجهة، أو حرب استنزاف طويلة الأمد خاصة من قبل وحدات حماية الشعب الكردية التي ستلجأ إلى أسلوب أكراد تركيا في مواجهة القوات التركية، بحرب العصابات.وحذّر المراقبون من أن مثل هذه الخطوة قد تدفع أكراد تركيا إلى اعتبار الالتزام باتفاقيات سابقة مع أردوغان لاغيا، والعودة إلى الحرب ومن ثمة يشكلون مع أكراد سوريا تحديا كبيرا لأنقرة.ويسعى أردوغان لاستثمار العاطفة القومية للأتراك والتي تعارض أي انفصال لأكراد البلاد، أو إقامة أي دولة كردية على الحدود، ليبدو في صورة الرئيس المحافظ على الثوابت القومية، آملا أن يساعد ذلك في استعادة شعبيته وشعبية حزبه العدالة والتنمية.ونشر الجيش التركي أمس مدرعات عسكرية على الحدود مع سوريا، في ولايتي غازي عنتاب وكيلس التركيتين.وتجري قوات تابعة لقيادة الفوج الخامس المدرع، دوريات على طول الحدود مع سوريا، ونشرت مركبات مدرعة في بعض النقاط القريبة من معبر “قره كامش” الحدودي، كما تجري أحيانا دوريات راجلة في المنطقة، لمراقبة تطورات الوضع في الجانب السوري عن كثب.وأفاد مراسل الأناضول أن “الصمت مازال يخيم على مدينة جرابلس التابعة لمحافظة حلب شمال سوريا، التي يسيطر عليها تنظيم داعش، حيث شُوهد عناصر التنظيم يحفرون الخنادق قرب البنايات التي يمكثون فيها بالمنطقة”.
وتشير تقارير إلى أن ما يصل إلى 18 ألف جندي قد يتم الزج بهم في الهجوم التركي للاستيلاء على حزام من الأراضي السورية يصل عمقه إلى 30 كيلومترا وطوله 200 كيلومتر يسيطر عليها حاليا تنظيم داعش والأكراد. وتمتد من بلدة كوباني في الشرق إلى منطقة خاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر غربا.وكانت قوات كردية سورية سيطرت في مطلع الأسبوع على كوباني قرب الحدود مع تركيا متغلبة على تنظيم الدولة الإسلامية بعد يومين من شن مقاتلي التنظيم هجوما.وتنظر أنقرة بارتياب للتقدم الذي أحرزه الأكراد السوريون أمام تنظيم الدولة الإسلامية خشية تشكيل دولة كردية شبه مستقلة هناك الأمر الذي قد يشجع أكراد تركيا ومجموعهم 14 مليونا على اتخاذ نفس الخطوة.وسيقدم أردوغان لعدوه اللدود الرئيس السوري بشار الأسد خدمة كبيرة من خلال دفع الأكراد إلى التصالح معه، وتوحيد الجهود لطرد القوات التركية.وكان أردوغان قد تعهد في خطاب يوم الجمعة بأنه لن يقبل خطوة من قبل الأكراد السوريين لتأسيس دولة في سوريا بعد النجاح الذي حققه المقاتلون الأكراد ضد تنظيم داعش في الأسابيع الأخيرة.وتعهد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو من جهته باتخاذ “جميع الإجراءات اللازمة” لحماية حدود بلاده مع سوريا، وذلك قبيل ساعات من انعقاد مجلس الأمن القومي الذي قد يفاجأ فيه أردوغان بعدم تحمس القادة العسكريين لخوض مغامرة في سوريا.
وذكر داود أوغلو في تصريحات بثت في وقت متأخر من مساء الأحد “إذا لحق أي ضرر بأمن الحدود التركية وإذا خلصت تركيا إلى أن حديقة السلام هذه مهددة فهي مستعدة لمواجهة أي احتمال.”وتابع “سنتخذ الإجراءات اللازمة للحد من المخاطر المتعلقة بأمن الحدود.”وكشفت تقارير إخبارية أن قادة الجيش حذروا أردوغان من أن هذا التدخل لا يحمل أي غطاء قانوني، وأنه قد يجيز لسوريا من ناحيتها أن ترد بقصف على مواقع تركية أو إحداث تفجيرات دون أن يكون لأنقرة حق الشكوى لدى الأمم المتحدة.وذكرت صحيفة “زمان” التركية أن نقاشات تدور في أروقة أنقرة حاليا حول إصرار الجيش على عدم الدخول على عجل في عملية قد تسفر عن مخاطر كبيرة للغاية.وطلبت أنقرة من الأمم المتحدة وحلفائها الغربيين ضوءا أخضر لإنشاء منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في الأراضي السورية، إلا أن طلبها قوبل باللامبالاة خاصة من الولايات المتحدة التي كان أردوغان يراهن على دعمها لخطته في إقامة منطقة الحظر.وفضلا عن التفكير في التدخل شمال سوريا واقتطاع جزء من الأراضي وجعلها منطقة عازلة، لا يخفي الأتراك نيتهم في التحرك لدعم التركمان في العراق، الذين بدأوا بدورهم يتحركون لتكوين ميليشيات خاصة مدعومة من تركيا لمواجهة داعش من جهة وميليشيا الحشد الشعبي الشيعية من جهة ثانية.ولا يبدو أن أردوغان قد حسب مليا نتائج المغامرة المتوقعة في سوريا، فهي قد تزيد من انحسار شعبيته وشعبية حزبه، وتوتر علاقاته الخارجية كون التدخل لا يحوز على شرعية دولية.ومن شأن هذا التدخل أن يفقد أنقرة علاقتها المميزة بطهران وموسكو التي أثمرت في السنتين الأخيرتين صفقات اقتصادية، فالتدخل شمال سوريا لا يعني الأكراد فقط بل يستهدف سلطة الأسد التي ما تزال كل من إيران وروسيا تؤكدان دعمهما المستمر له.!!


1