انتشرت في الآونة الأخيرة أنباء كثيرة عن بدء فصائل المعارضة السورية التجهيز لفتح معركة تهدف للسيطرة على مدينة درعا، و باتت هذه الأنباء هي محط اهتمام الكثير سواء من أهالي المدينة الذين يعيشون داخل مناطق سيطرة النظام أو أهالي المدينة الذين لجأوا إلى دول الجوار أو المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.تحتوي مدينة درعا على المراكز الأساسية لمؤسسات الدولة الخدمية، والأمنية، والإدارية والتي يتمركز النظام حالياً في منطقة درعا المحطة والتي تحتوي بدورها على مربع أمني يضم أربعة أحياء هي: حي الصحاري، حي المطار، حي شمال الخط وحي المحطة المركزي الذي يضم المشفى الوطني أحد حصون قوات النظام، وأيضاً فرع الأمن العسكري، والأمن السياسي ومبنى الحزب، واللواء 132 مدرعات الذي يمتد من حي الصحاري حتى ضواحي درعا الغربية، و يقع على بابها الشمالي مدينة الباسل الرياضية التي اتخذ منها النظام مركزا لإدارة عمليـاتـه العسكـرية في محـافظة درعـا كـاملة مـنذ ـبدء اقتـحام قـوات النظـام للمـدينة في 25نيسـان/أبـريل 2011.وقال قائد فرقة 18 آذار العقيد محمد الدهني الملقب بأبي منذر «إن عاصفة الجنوب ستعصف بجنود بشار الأسد ومن معهم من المرتزقة، والمليشيات الشيعية، وسنذيقهم الويلات بسبب ما أذاقوه لأهلنا داخل درعا المحطة، وستكون عاصفة الجنوب سحبا تبرق وترعد وتمطر على رؤوسهم حجارة من سجيل».و قد أشار الدهني في حديثه إلى أن الموعد ليس ببعيد، وأن تجهيز مثل هذه المعركة يحتاج لدقة كبيرة، موضحاً أنهم لا يريدون إعادة تجربة جمرك نصيب مرة أخرى داخل أحياء درعا المحطة.وأوضح العقيد الركن خالد النابلسي قائد عمليات الجبهة الجنوبية، وقائد لواء المعتز بالله، أن سبب التأخير في العمل هو إتخاذ تدابير إضافية لضمان التحرير بأقل الخسائر، مشيراً إلى أن لواء المعتز بالله يتماشى مع باقي فصائل الجبهة الجنوبية، وأنه ينضوي ضمن غرفة أسود الحرب، وأضاف: «لن يتهاون في تأدية واجبه حال انطلاق العمل».و يرابط لواء المعتز بالله على جبهة مدينة درعا الشمالية في وضعية تماس مباشر مع مدينة باسل الرياضية، في حين ترابط فرقة 18 آذار على الجبهات الشرقية والجنوبية بالتعاون مع بعض الفصائل الأخرى.و عن جيش عمر الذي انتشر صيته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قال الدهني: «لا نعلم من هو جيش عمر، ولا من نادى به، لكن التوحيد الحقيقي للقوى الفاعلة على الأرض أصبح مطلب الناس، وإدارة الشعب فوق كل إرادة» مشيرا إلى أن عملياتهم في رصد تحركات النظام داخل مناطق سيطرته مستمرة على مدار24 ساعة، وشدد على أنهم يعلمون باجتماعات قيادات النظام الكبرى وأماكنها، وما يدور بداخل الاجتماعات، وأن قيادات النظام في حالة تخبط شديدة تكاد تصل لإنهيار نفسي لكنهم يخفون هذه الحالة على جنودهم حتى يحافظوا على ما تبقى من معنويات الجنود.و يتابع الدهني حديثه: «إن نقل الوثائق الهامة للنظام وعوائل كبار المسؤولين إلى الصنمين أو دمشق أمسى أمرا يعرفه الجميع» كاشفاً عن طرق سرية تجهزها قيادات النظام للهروب من خلالها إلى خارج درعا المحطة في حال بدء أي عمل عسكري من قبل الجيش الحر. وركز الدهني على أن هذه الطرق أصبحوا يعرفونها و أنها لن تكون آمنة لهم عند خروجهم، وأن عدد المدنيين الكبير داخل الأحياء السكنية و الذي يقارب ال300 ألف نسمة هو ما يقف وراء زيادة التدابير الاحترازية لبدء العمل والتحرير بأقل الخسائر.و بحسب ما تم نشره على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك فإن فصائل الجبهة الجنوبية قد وضعت خطة أمنية وإدارية لضمان عدم وقوع أي خطأ، حيث أن أبرز نقاط هذه الخطة تقوم على أن لا يتم وضع أي مقر لأي فصيل عسكري بالقرب من مساكن المدنيين، وأنه ستقوم لجان مختصة بحراسة المرافق العامة من السرقة وغيرها ليتم تسليمها فيما بعد للمجلس المحلي لمدينة درعا ليشرف على إعادة تشغيلها.فيما سيتم فرض حظر تجوال لمدة أقصاها 72 ساعة بعد التحرير يلتزم خلال هذه الفترة المدنيون لمنازلهم، لكي تتابع الفصائل تمشيط المنازل، وتفتيشها لملاحقة فلول كل من كان يتعاون مع نظام الأسد، وألحق الضرر بالناس ليتم اعتقالهم، وتسليمهم لمحكمة دار العدل للنظر في أمرهم لضمان تطهير المدينة بشكل كامل، وتأمين حياة آمنة للمدنيين، وسيتم خلال فترة حظر التجوال توزيع الخبز على الأهالي من قبل المجلس المحلي لدرعا مجانا.و بحسب مصادر من داخل منطقة سيطرة النظام فإن الأهالي يتخوفون من مجازر يمكن أن يرتكبها النظام في حال بدء أي هجوم عسكري، وأنهم يعيشون حالة رعب من استخدام بعضهم كدروع بشرية لإيقاف تقدم الجيش الحر حال بدء العملية.تبقى عمليات الجيش الحر مرهونة ومرتبطة ارتباطا كاملا بسلامة المدنيين داخل المنطقة التي ينوي تحريرها، فهؤلاء المدنيون ـ بحد تعبير قيادات الجيش الحر- هم «أمانة في أعناقهم ولم يكن ليظهر الجيش الحر إلا لتحرير سوريا وشعبها من نظام تسلط على شعبه و تغطرس عليه بلا إنسانية ولا رحمة، و تأمين حياة أمان و استقرار لأهل سوريا»، على حد قولهم!!
اللهم سدد رمي المجاهدين في درعا وفي سائر بلاد المسلمين وآمن روعتهم وانصرهن وانصرنا على من عادانا يا كربم