لليوم الثالث على التوالي، يستمر القصف العشوائي على مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) مخلفا العشرات من القتلى والجرحى المدنيين، غالبيتهم نساء وأطفال، مع مواصلة الحكومة منع خروج السكان منها، عبر إغلاق جميع منافذ المدينة. وأعلنت مصادر طبية عراقية وأخرى محلية عن قصف طائرات تابعة للجيش الطتئفي العراقي سوق الحميدية الشعبي لبيع الخضار وسط الفلوجة، في وقت يتجمع فيه المئات من المواطنين، ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى، بينهم أطفال ونساء لا زال قسم منهم تحت الأنقاض.وقال المتحدث باسم مستشفى الفلوجة، فاضل محمد إن 53 قتيلا وجريحا، من بينهم 29 طفلا وامرأة قتلوا وأصيبوا نتيجة القصف الذي طال سوق الحميدية الشعبي وسط الفلوجة. وأوضح محمد أن 20 شخصا قتلوا بينهم خمسة أطفال دون سن العاشرة وست نساء، وأما الباقون فمن مرتادي السوق والبقالين والباعة المتجولين، فيما أصيب 33 آخرون بجروح غالبيتها حرجة، بينهم 8 أطفال و11 امرأة، مبينا أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب خطورة حالات الجرحى واستمرار عملية انتشال الضحايا. مجلس أعيان الفلوجة وجه نداءات استغاثة إلى الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الاسلامي، والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، وكل الشرفاء في العالم لوضع حد لعمليات الإبادة الجماعية التي تتعرض لها الفلوجة منذ عدة أيام وأكد أن القصف طال مناطق أخرى، أهمها جامع الضاحي الكبير ومجمع طبي وسوق ومنازل مدنيين، أوقعت إصابات أيضا، وطالب محمد بـ"مساعدات طبية عاجلة إلى مستشفى المدينة". في السياق ذاته، قتل 15 مدنيا بينهم تسعة من أسرة واحدة بقصف للطيران العراقي على قرية النساف غرب الفلوجة فجر الأحد، وفقا لمصادر محلية عراقية في المنطقة. وأوضح مصدر محلي إن الطيران العراقي دمر ثلاثة منازل وقتل من فيها من عوائل كانت نائمة لحظة القصف. ويأتي القصف بعد ساعات من تهديد زعيم مليشيا العصائب، قيس الخزعلي، بما وصفه "حرق الفلوجة ومن فيها، ردا على إعدام تنظيم الدولة الإسلامية جنديا في الجيش العراقي تمكن من أسره خلال معارك جرت قبل يومين". ووجه عضو مجلس أعيان الفلوجة، محمود حسين الجميلي، نداءات استغاثة إلى "الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، وكل الشرفاء في العالم لوضع حد لعمليات الإبادة الجماعية التي تتعرض لها الفلوجة منذ عدة أيام". وأوضح الجميلي في حديث لـ"العربي الجديد" أن حصيلة الأسبوع الأخير للقصف الجوي العراقي تجاوز الـ200 قتيل وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ. وأضاف الجميلي "لقد خيب رئيس الوزراء حيدر العبادي ظن العراقيين فيه، لأنه لا يختلف كثيرا عن سلفه نوري المالكي، فالقصف الجوي مستمر، والبراميل المتفجرة لا تزال تخطف أرواح المدنيين في الفلوجة، دون تحقيق أي تقدم أمنى يذكر" منتقدا صمت نائب رئيس الجمهورية، ونائب رئيس الوزراء، ورئيس البرلمان، وجميع الوزراء والبرلمانيين والسياسيين السنة، وعجزهم عن حماية أهلهم الذين أوصلوهم إلى الحكم. وتتعرض الفلوجة لقصف جوي ومدفعي مكثف منذ قرابة الأسبوع، أوقع عشرات القتلى والجرحى، بعد أن أظهرت مقاطع فديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تنظيم "داعش" وهو يقتل جنديا عراقيا تم أسره على أطراف المدينة!!