شهد البرلمان المغربي أول مواجهة مباشرة بين الحكومة والمعارضة بالمغرب، بعد حادثة السير المفجعة التي شهدتها مدينة طانطان جنوب المملكة، وأسفرت عن وفاة 34 شخصاً داخل حافلة، احترقوا بالنيران وهم أحياء، وأغلبهم كانوا أطفالاً، حيث انهالت المعارضة بالتقريع على الحكومة، فيما دافعت هذه الأخيرة عن "براءتها". وفي جلسة للأسئلة الشفوية، مساء الثلاثاء، بمجلس النواب المغربي، اتهمت أحزاب المعارضة الحكومة ممثلة في وزير النقل والتجهيز واللوجستيك، عزيز رباح، بكونها السبب غير المباشر في سقوط تلك الأرواح، بسبب عدم الاعتناء بجودة الطرق، فضلاً عن إيقاف مشاريع حكومية سابقة.واتفقت أحزاب المعارضة، التي تضم الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري، على اتهام الحكومة الحالية بكونها عجزت عن تدبير ملف حوادث السير بالمغرب، والتي يناهز ضحاياها 4 آلاف قتيل كل سنة، بمعدل 12 قتيلاً كل يوم، وهي أرقام تفوق أحياناً ضحايا الحروب.وزير النقل المغربي رد على اتهامات المعارضة بخصوص مسؤولية الحكومة في ما جرى في "طريق الموت" بمدينة "طانطان"، بأن وزارته "بريئة" من دماء ضحايا تلك الحادثة المؤلمة"وأوردت المعارضة بأن "المخططات التي ما فتئت تعلن عنها الحكومة بخصوص الحد من تفاقم حوادث السير، والتي تجلت فداحتها بما وقع في "طانطان" بعد مقتل 34 شخصاً، لم تسفر عن نتائج ملموسة"، مبرزة أن "تلك الاستراتيجيات مجرد دعاية للاستهلاك الإعلامي".وقالت حسناء أبو زيد، البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض، في هذا الصدد، إنه "بات من غير المقبول في وقت يعتزم فيه المغرب تدشين خط القطار فائق السرعة، ومختلف الطرق السيارة، أن يتم الحديث عن طرق مهترئة تستوجب الصيانة والعناية، حتى لا تسقط فيها أرواح البشر".وزير النقل المغربي ردّ على اتهامات المعارضة بخصوص مسؤولية الحكومية في ما جرى في "طريق الموت" بمدينة "طانطان"، بأن وزارته "بريئة" من دماء ضحايا تلك الحادثة المؤلمة، مشدداً على أن "الطريق التي وقعت فيها الكارثة سليمة وجيدة من الناحية التقنية"، وفق تعبيره.واستدل المسؤول الحكومي ذاته على "براءة" حالة الطريق من مسببات الحادثة المميتة، بالتأكيد على أنه "خلال خمس سنوات خلت، لم تشهد تلك الطريق سوى حادثة سير قاتلة واحدة"، سارداً المنجزات التي قامت بها الحكومة لتوسيع الطرق، والاستثمار في مئات الكيلومترات.ومن جانبه، دعا نجيب بوليف، الوزير المكلف بالنقل، إلى تضافر جهود كل الفاعلين في مجال النقل، من أجل الحد من مآسي الطريق، منتقداً ما سماه "تقاذف المسؤوليات والاتهامات في مثل هذه الملفات التي تتعلق بحياة الإنسان، لأنه من شأن ذلك تأجيج الصراعات في البلاد".!!