أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
تكريت..العراق : قتلى الحشد بالالاف :القوات الطائفيه العراقية توقف الهجوم على تكريت بسبب تكبدها خسائر فادحه!!
16.03.2015

أعلن ما يسمى بوزير الداخلية العراقي، محمد الغبان، الاثنين، أن الحملة العسكرية لاستعادة مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، شمال البلاد، توقفت نتيجة سعي الحكومة لتقليل الخسائر في صفوف القوات الأمنية والمدنيين من المفخخات التي زرعها تنظيم الدولة.ومنذ الجمعة الماضي، توقفت العملية التي بدأت قبل أسبوعين لطرد مسلحي "الدولة" من تكريت، إحدى المدن الكبرى التي سيطروا عليها صيف العام الماضي، فيما قال مسؤولون عراقيون خلال اليومين الماضيين إن القوات بانتظار وصول تعزيزات لاستئناف الهجوم واقتحام وسط المدينة.وقال "الغبان" في مؤتمر صحفي بمقر الشرطة الاتحادية في قضاء "سامراء" إن توقف الحملة العسكرية يعود إلى "الحفاظ على أرواح المواطنين وعلى ما تبقى من البنى التحتية لهذه المناطق".وأوضح أن سببا آخر يقف وراء ذلك، وهو العمل على تقليل الخسائر في صفوف القوات الأمنية جراء زرع "الدولة" المفخخات، التي وصفها بأنها "ورقة خاسرة". وبحسب وجهة نظر الحشد الطائفي استعادة تكريت وبقية المناطق في محافظة صلاح الدين، خطوة لا بد منها قبل معركة أوسع لاستعادة مدينة الموصل معقل التنظيم في العراق.ولم يحدد الوزير العراقي على وجه الدقة، موعد استئناف الحملة العسكرية، لكنه قال إنها "ستستأنف في وقت قريب وبحسب تقديرات القادة الميدانيين".وأشار إلى أن تنظيم الدولة مُني بالهزيمة في صلاح الدين، وانهارت معنوياته أمام تقدم القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" على حد زعمه.ولفت إلى أن المسلحين محاصرون في منطقة ضيقة في تكريت، وأنه لا توجد هدنة معهم على الإطلاق.وبين "الغبان" أن مهمة وزارة الداخلية، في الوقت الراهن تتركز في إعادة الأمن بالدرجة الأولى لهذه المناطق، وإعادة الخدمات لها من خلال عودة الدوائر الحكومية، سعيا لعودة الأهالي للمناطق المحررة.ومطلع الشهر الجاري، بدأ العراق حملة عسكرية بمشاركة 30 ألفا من قوات الجيش والشرطة والفصائل الشيعية المسلحة، وأبناء العشائر السنية لطرد "الدولة" من محافظة صلاح الدين.وتعمل القوات العراقية ومليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية، على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.يذكر ان وتيرة المعارك في المناطق السنية في العراق اشتدت ، وتكبدت المليشيات الشيعية العراقية والإيرانية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، بشكل مستمر يكاد يكون بصورة يومية.وتتعرض هذه الميليشيات لهجمات منظمة من قبل تنظيم الدولة خصوصاً في قواطع الأنبار وصلاح الدين، عبر استهداف مقراتها العسكرية بالسيارات المفخخة، التي غالباً ما يقودها انتحاريون، فضلاً عن عمليات القنص، ومعارك كر وفر.وتتناقل وسائل الإعلام المحلية والعالمية أرقاما لقتلى وجرحى مليشيات "الحشد الشعبي"، بعد كل هجوم يشنه تنظيم الدولة. وآخر الأرقام كان لعدد القتلى خلال الأسبوع الماضي في المعارك العنيفة المتواصلة على مشارف مدينة تكريت، والهجمات المتواصلة في سامراء شمال بغداد.وتشهد مقبرة وادي السلام في محافظة النجف كل ساعة تقريباً توافد نعوش لقتلى في صفوف المليشيات الشيعية والقوات الأمنية، هذا بالإضافة إلى قطع النعي السوداء المنشترة عند مداخل المناطق الشيعية في بغداد والمحافظات الجنوبية. وهذا ما يعطي انطباعا عن أعداد القتلى رغم تكتم الحكومة العراقية وقادة الميليشيات المنضوية تحت اسم "الحشد الشعبي".وتحدَّث صاحب أحد مكاتب الدفن في النجف، ويدعى "أبو حسين"، وقال: "منذ عام 2003 و(حتى) الاقتتال الطائفي الذي شهده العراق لم تشهد مقبرة وادي السلام هذا العدد الهائل من القتلى للشباب الشيعة"، مضيفا: "أرقام مهولة للقتلى منذ بدء المعركة في الأنبار وحتى هذه اللحظة، إنني أذكر ذات مرة، وفي يوم واحد، دفن 500 جثة تم جلبها من معارك الأنبار، وأحياناً يفوق هذا الرقم".ويضيف تم إنشاء مقبرة خاصة لقتلى عناصر الحشد الشعبي، وتخطى عددهم 1000 قتيل. وقال: "هذا ما أعرفه أنا، ولكن الرقم يمكن أن يكون أكثر من ذلك"، موضحا أن الغالبية العظمى منهم شباب تتراوح أعمارهم ما بين 20 الى 32 عاماً.بدورها، تمتنع دائرة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة العراقية عن الإفصاح عن الرقم الحقيقي لقتلى مليشيات الحشد الشعبي الذين سقطوا جراء المعارك، نتيجة عدم توفر إحصائيات دقيقة لأعداد القتلى، لأن غالبية القتلى لا يتم تسجيلهم عبر الدائرة بسبب نقل الجثث من ساحة المعركة إلى المقبرة مباشرة، فيما تتكتم الجهات الرسمية في "الحشد" على الأعداد الحقيقية، خوفاً من ردة فعل الرأي العام وذوي القتلى، لكن ربما الأهم من ذلك، حتى لا تؤثر على معنويات المقاتلين الآخرين الذين يشاهدون سقوط عشرات القتلى من زملائهم يومياً.وكانت الحكومة العراقية قد خصصت أراضي لدفن قتلى المليشيات الشيعية في النجف وكربلاء ومدن أخرى، بعد أن غصت المقابر القديمة بالقتلى، فيما تتواصل النعوش بالتدفق إلى جنوبي العراق.من جانبه، قال أحد المقاتلين في الحشد الشعبي مفضلا عدم ذكر اسمه لكنه من مدينة حي "العامل" ببغداد ويقاتل الآن على جبهات صلاح الدين: "الرقم الذي يذكر عبر بعض الفضائيات إجمالا هو غير دقيق، وذلك لكثرة الاستهدافات التي نتعرض لها".!!


1