أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
عمان..الاردن : النص الكامل لرسالة المقدسي إلى البغدادي في قضية تبادل معاذ الكساسبة بساجده الريشاوي!!
08.02.2015

نشرت مواقع جهادية سلفية مقربة من منظر التيار السلفي عصام البرقاوي المعروف بـ"أبي محمد المقدسي"، نص الرسالة التي أرسلها إلى البغدادي في إطار التوسط للإفراج عن الطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي أعدمته الدولة الإسلامية حرقا، مقابل إفراج السلطات الأردنية عن ساجدة الريشاوي.وخاطب المقدسي، البغدادي في رسالته بـ"أمير دولة العراق والشام الإسلامية"، طالبا منه تنفيذ رغبة أبي مصعب الزرقاوي، بتحرير السجينة ساجدة الريشاوي، مقابل الإفراج عن الطيار الأردني لدى "الدولة".وذكر المقدسي في رسالته أن من أرسل الريشاوي إلى الأردن لتفجير الفنادق في عمان، هو أبو مصعب الزرقاوي، الذي أسس لنواة الدولة الإسلامية، مناشدا البغدادي الحفاظ على حياتها وحفظ عرضها وصونه بإتمام صفقة المبادلة.وقال: "اليوم أيها الشيخ الكريم قد يسر الله لكم من الأسباب ما تستطيعون به تحقيق أمنية رفيق دربكم، وهي في الحقيقة أمنية كل مسلم يغار على نساء المسلمين ويحرص على صيانة أعراضهم".وتابع: "لقد آلمني ما طالعته من تغريدات بعض أنصار الدولة على مواقع التواصل من المطالبة بقتل الطيار دون النظر إلى هذه المصلحة العظيمة أو اعتبار هذه الضرورية الحقيقية".ولفت إلى أن تحقيق أمر المبادلة "سيغيّر بلا شك كثيرا من الانطباعات السلبية عن الدولة الإسلامية، سواء عندي أم عند غيرى، وسيظهركم كأولياء أمور حقيقيين تتحملون ما يناط في رقابكم من مسؤوليات وتراعون أمر المسلمين في بقاع الأرض كلها وأنه يهمكم شأنهم ولا تهملونه ولا تفرطون في مصالحهم".وفي ما يأتي نص الرسالة:رسالة إلى أمير دولة العراق والشام الإسلامية الشيخ أبي بكر البغدادي حفظه الله... من الشيخ أبي محمد المقدسي... بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا فإنك تجعل الحزن إذا ما شئت سهلا....من أبي محمد المقدسي إلى فضيلة الشيخ أبي بكر البغدادي أمير دولة العراق والشام الإسلامية سدده الله لما فيه خير الإسلام وأهله....السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..وبعد..ففي حديث جرير قال: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم),فموجب هذه الرسالة التي أخطها إليكم هو التناصح في أمر عظيم ومصلحة شرعية وضرورية يتفق على أهميتها وعظمتها وترجيحها وتقديمها أهل العلم المعتبرين الذين يراعون مقاصد الشريعة والمصالح التي جاءت لحفظها، ولا يهملها أو يهدرها إلا من جهل هذه المقاصد الشرعية ما يقدم منها وما يعظم ويعتبر ويرجح عند تزاحم المصالح.فلا يخفى عليكم أيها الشيخ الفاضل أن الله جعل من أعظم مقاصد الشريعة حفظ الدين والنفس وصيانة العرض.. وأقام لأجل حفظها وتحقيقها من الأحكام الشرعية والحدود والقواعد الدينية ما لا يخفى على من عنده شيء من العلم.. وقد أقامكم الله في منصب وولاية من أهم أركانها ومهامها تحقيق هذه المصالح وتنفيذ هذه المقاصد.ويغلب على ظني أنه لا يخفى عليكم وجود أخت لنا ولكم في التوحيد والجهاد أسيرة في السجون الأردنية منذ 9 سنوات اسمها ساجدة الريشاوي هي شقيقة أحد رجالات الجهاد في بلادكم ومن مؤسسي دولتكم ومنشئي نواتها هو الحجي ثامر تقبله الله في عداد الشهداء الأبرار.. وقد حكمت هذه الأخت بحكم الإعدام وصار حكمها مبرما ومصدقا، وقدّر الله أن عقوبة الإعدام قد كانت مجمدة طوال السنوات الماضية إلى أن أعيد العمل بها قبل أسابيع فقط حيث بدئ بإعدام 11 محكوما لأول مرة منذ سنوات، وأختنا ضمن قائمة المصدقة أحكامهم الجاهزة للتنفيذ في أي وقت..ولا أظنه يخفى عليكم أيضا أن من بعث هذه الأخت للقيام بعمليات تفجير فنادق عمان مع مجموعة من الشباب هو الشيخ أبو مصعب الزرقاوي رحمه الله والذي سمعتكم في بعض إصداراتكم تؤكدون أنه من أوصى بقيام دولتكم أو وضع نواتها الأولى..وبعدما فشل حزامها الناسف من الانفجار واعتقلت وحكمت بالإعدام، كانت أمنية أبي مصعب الزرقاوي الرئيسية هي فكاك أسرها، حتى بلغنا أنه كان يقول: يجب على المجاهدين العمل على فكاك أسر هذه الأخت المجاهدة الفاضلة مهما بلغ ثمن ذلك.. ثم قضى أبو مصعب نحبه دون أن يتمكن من تحقيق هذه الأمنية..واليوم أيها الشيخ الكريم قد يسر الله لكم من الأسباب ما تستطيعون به تحقيق أمنية رفيق دربكم وهي في الحقيقة أمنية كل مسلم يغار على نساء المسلمين ويحرص على صيانة أعراضهم..ولا يخفاكم عظم أجر تحرير وفك الرقاب دون أن تكون تحت خطر الفتنة في الدين؛ فكيف إذا كانت أسيرة مسلمة من أخواتنا قد طال حبسها غريبة الدار قد انقطعت عن الأرحام والأهل والأحباب ومعرضة للفتنة في الدين ولا يخفاكم ما تحويه سجون النساء غالبا من نوعيات وحثالات وأجواء لا تناسب أختنا الطاهرة.. وقد بلغني تعبها النفسي بسبب طول حبسها وغربتها..وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أمرا حتما فقال: (فكوا العاني قال ابن الْأثير رحمه الله: (والعاني الْأَسير وكل من ذل واستكان وخضع فقد عَنَّا) اهـ.ولا يعرف حقيقة الأسر ومرارته إلا من ذاقها وأنت يا شيخ أبا بكر ممن ذاقها فكيف إذا كان الأسير امرأة غريبة بعيدة الأهل والدار.وقد يسر الله بتقديره لكم أيها الشيخ الفاضل مفتاح فك أسر هذه الأخت الفاضلة في هذا الوقت الحساس الذي أعيد فيه تفعيل عقوبة الإعدام عندنا في الأردن؛ وصرتم بذلك مسؤولين مسؤولية حقيقية عنها بعد وقوع الطيار الأردني معاذ الكساسبة في أسركم، فالله الله في أختكم يا شيخ أبا بكر لا تضيعوا هذه الفرصة التي قد لا تتكرر لإنقاذ حياتها وصيانة دينها وعرضها، لتحققوا ولايتكم الحقيقية على المسلمين فعلا لا ادعاء، ولتكونوا حقا كما ترغبون وتتطلعون؛ جنة وحرزا للمسلمين المستضعفين حتى خارج حدود سلطانكم..وأذكرك أيها الشيخ الفاضل أن المعتصم قد سير جيشا كاملا لاستنقاذ امرأة مسلمة استغاثت به في أسرها قائلة: وامعتصماه.. وأنتم اليوم لا تحتاجون لتحرير أختنا الغالية إلى تسيير مثل ذاك الجيش بل مفتاح فك أسرها قد وضعه الله بتقديره في أيديكم وأعني بذلك الطيار الأردني فحذار من التفريط بهذا المفتاح والتهور في تضييعه وعدم ترجيح مصلحة فك أسر أختنا وصيانة دينها وعرضها بمبادلته بها..ولقد آلمني ما طالعته من تغريدات بعض أنصار الدولة على مواقع التواصل من المطالبة بقتل الطيار دون النظر إلى هذه المصلحة العظيمة أو اعتبار هذه الضرورة الحقيقية.. مع أن كل عاقل يزن بميزان الشرع وقواعد الدين يقارن بين المصلحة النكائية في قتل الطيار وبين مصلحة إحياء أختنا ساجدة وفك أسرها وصيانة دينها وعرضها بمبادلتها به؛ سيرجح دون أدنى شك العمل على تحرير أختنا..وكما رأيتهم ينشرون صورة الطيار باللباس البرتقالي ويقولون القصاص مع أن كل عارف بمقاصد الشريعة يعلم أن مقصد الشارع من تشريع القصاص هو حفظ النفس المسلمة المعصومة كما قال تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) فإذا كان القصاص الذي يطالب به أولئك الكتاب سيودي بحياة هذه الأخت الطاهرة فإنه لا يشرع لأنه قد جاء بنقيض مقصده وعكس المصلحة التي شرع من أجلها..فالله الله يا شيخ أبا بكر في أختكم ولتتعاملوا مع الأمر بنظر ثاقب في مقاصد الشريعة وتقديم للمصلحة الراجحة والضرورية وعدم التعاطي معه بحماس الأتباع أو ضغطهم، فقد صار أمر هذه الأخت وصيانة حياتها ودينها وعرضها بين يدك..وإذا كان أصحاب تلك التغريدات والمطالبات لا يعلمون عن الأخت ساجدة شيئا؛ فأنتم أيها الشيخ تعلمون وها قد زدناكم علما بتفاصيل حالها ومآلها.. ولذلك فقد صارت مسؤولية هذه الأخت ودينها وحياتها وعرضها في رقابكم بعد أن ساق الله الطيار الأردني إليكم، وصرتم تشاركون النظام الأردني مسؤولية كل يوم تتأخر فيه هذه الأخت في الأسر لأن مفتاح فك أسرها الحقيقي صار في أيديكم تماما كما أن مفتاح زنزانتها في يد الأردن..فالله الله أيها الشيخ في أختنا. إياكم أن تنسوها في الأسر أو تطيلوا من معاناتها أو تفرطوا في حياتها..ولقد آلمني جدا رد فعل ناطقكم الإعلامي أبي محمد العدناني حين أرسلت إليه رسالة صوتية حملها أحد أحبابكم وانطلق بها من اسطنبول وقطع بها الحدود وهو لا يعرف بادي الرأي فحواها وتعنّى حتى وصل للعدناني وأسمعه رسالتي وكان رد فعله عدم الاهتمام بها، مع أني أوضحت له حال هذه الأخت وقيمة الطيار في تخليصها من الأسر والذل والصغار التي هي فيه منذ سنين..وعلى كل حال أنت يا شيخ أبا بكر المسؤول الأول والمباشر عن هذا الأمر الآن وتتحمل مسؤولية أختنا اليوم بعد أن صار مفتاحها في أيديكم، ومصلحة تخليصها وفك أسرها لا يختلف عليها عالمان ولا ينتطح فيها كبشان.. وأنصح من يتردد في ذلك بمطالعة دراسة مهمة منشورة على الشبكة العنكبوتية بعنوان (إرشاد الكماة إلى حكم المفاداة) لأبي أحمد عبد الكريم الجزائري.فأسألك يا شيخ أبا بكر بالله العظيم الذي رفع السماء بغير عمد أن لا تضيع هذه الفرصة لاستنقاذ أختك وأختنا وأن لا تتهاون أو تهدر هذه الفرصة العظيمة التي ستجعل المسلمين يلهجون لكم بالدعاء والشكر والاعتراف بالفضل والعرفان، وإنه والله لنصر عظيم وفتح مبين إن وفقكم الله إليه وحققتموه، فإن تحرير هذه الأخت من أسرها وصيانة دينها وعرضها أعظم - عند كل من يعلم ويفهم – من تحرير الأراضي.. فبادر أيها الشيخ الفاضل إلى تحصيل هذا النصر لإقرار عيون المسلمين بهذا العمل الذي سيشكره لكم كل مسلم يعرف قيمته وعظمته..واعلم يا شيخ أبا بكر أن استجابتكم لهذا النداء سيغيّر بلا شك كثيرا من الانطباعات السلبية عن الدولة الإسلامية سواء عندي أو عند غيرى وسيظهركم كأولياء أمور حقيقيين تتحملون ما يناط في رقابكم من مسؤوليات وتراعون أمر المسلمين في بقاع الأرض كلها ويهمكم شأنهم ولا تهملونه ولا تفرطون في مصالحهم..وأما إهمالكم له وعدم تحقيقه والاستجابة له فهي والله الفاقرة على سمعتكم ودولتكم، لا أقول عند أهل العلم المعتبرين وحسب بل حتى عند أنصاركم. فلقد غادرت سجن الموقر بعد أيام من أسر الطيار وقد تسرب الخبر إلى جناح أنصاركم في السجن فسمعتهم يهتفون ببقاء دولتكم وينشدون لساجدة يستبشرون بفك أسرها بعد أسر الطيار.. فهل تلبون النداء وتصدقّون النشيد والحداء.. فهو ليس ندائي وحدائي وحدي بل نداء ومطلب أنصاركم الذين يعرفون حال الأخت ساجدة بل نداء كل مسلم لا يخلو قلبه من الغيرة والحمية والحرقة على نساء المسلمين وأعراضهم..فأسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يسددكم ويوفقكم لترجيح مصلحة هذه الأخت الفاضلة واختيار صيانة دينها وعرضها والنظر في مآلات أي تعامل ستتعاملون به مع الطيار الأردني وتراعون قاعدة الشريعة في سد الذرائع وترجيح المصالح..فإني أراكم قد أمسيتم اليوم مسؤولين مسؤولية كاملة عن حياة هذه الأخت ودينها وعرضها بعد وقوع الطيار الأردني في أسركم. وكل دقيقة تتأخر فيها هذه الأخت في السجن تشاركون أنتم النظام في الأردن المسؤولية فيها.. فسارعوا أيها الشيخ الفاضل وسابقوا إلى هذه المصلحة الشرعية التي سخركم الله لها وقدر أن يكون في أيديكم مفتاحها.. أسأل الله تعالى أن يهديكم ويسددكم إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين..اللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ربيع الأول 1436هـ!!


1