أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
دمشق..سوريا :"خاين يلي بيخطف ثائر"حملة واسعة لاطلاق سراح مخطوفي دوما السورية ..الحملة تهدف الضغط على الخاطفين لإطلاق سراح المخطوفين!!
07.12.2014

أطلق عدد من المثقفين والناشطين السوريين، داخل الأراضي السورية وخارجها، حملة تضامنية واسعة لإطلاق سراح أربعة ناشطين سوريين مخطوفين منذ يناير الماضي. وجعلت الحملة من القضية، بحقيقتها المفجعة وبرمزيتها العامة، قضية رأي عام.بدأت في الـ27 من الشهر الماضي حملة التضامن مع الناشطين السلميين السوريين، رزان زيتونة وناظم الحمادي وسميرة الخليل ووائل حمادة، عقب إعلان فوزهم بجائزة “بتراكيلي” لحقوق الإنسان. وتهدف الحملة، وفق منظّميها إلى “المطالبة بإطلاق سراح الناشطين السوريين المختطفين وإثارة الاهتمام المحلي والدولي بقضيّتهم، والضغط على الجناة وجمع المعلومات عنهم”.كانت قضية المخطوفين الأربعة قد أحدثت ضجة كبيرة منذ اختطافهم في مدينة دوما السورية، في التاسع من يناير العام الماضي.وبحسب ما أعلن المنظمون، “تتضمن الحملة بيانا سياسيا بلغات متعدّدة توقع عليه المنظمات السياسية، وبيانا حقوقيا توقع عليه المنظمات الحقوقية عالمية، بالإضافة إلى المقالات في الصحف ومواقع الإنترنت، والغرافيتي والفيديو والتجمعات التضامنية وغيرها”.عن الحملة قال أسعد العشي (أحد المنظمين) إن أهميتها في أنها تعيد تسليط الضوء على قضية المخطوفين والمغيبين عموما وعلى قضية المخطوفين الأربعة خصوصا. وتهدف الحملة، وفق العشي إلى “الضغط على الخاطفين لإطلاق سراح المخطوفين من دون قيد أو شرط وتعزيز التضامن المحلي والدولي مع القضية والضّغط على الجهات المموّلة للخاطفين أيضا. ورمزيّتها تأتي من مرور الذكرى السّنوية لحادثة الخطف ومن دور المخطوفين الأربعة في مكافحة الحصار المفروض على الغوطة الشرقية خصوصا مع اشتداد الحصار هذه الأيام”. بمناسبة اقتراب مرور عام على جريمة اختطاف الناشطين الأربعة تواصلت وسائل الاعلام ، حيث تحدّث الكاتب اللبناني فادي عرودكي عن قضية رزان وسميرة ووائل وناظم باعتبارها اختصارا لقضايا مئات الآلاف من المعتقلين والمخطوفين والمفقودين في سوريا، يقبع معظمهم في سجون النظام في ظروف مروّعة، ويستحقَ كلّ واحد منهم وكلّ واحدة منهنّ تضامنا واستذكارا يوميا ومطالبة باستعادة الحرّية.على أن هناك أكثر من سبب يجعل من حالة خطف رزان زيتونة وسميرة الخليل ووائل حمادة وناظم الحمادي وجعلهم في عداد مئات الآلاف المذكورين، حدثا استثنائيّ الخطورة وأمرا ذا دلالات تتخطّى الخطف المروّع نفسه وجريمة الاحتجاز.السبب الأول، عمل المخطوفين وأدوارهم السياسية والثقافية والاجتماعية وسيَرهم الشخصية وكتاباتهم التي جسّدت جميعها أجمل ما في الثورة السورية من شجاعة وعزم ومسؤولية وتوثيق للأحداث ودفاع عن المعتقلين وعن قضية الحرّية والكرامة الإنسانية في سوريا؛ هذا إضافة إلى كونهم من المعارضين الأكثر مصداقية للنظام منذ سنوات طويلة سبقت الثورة نفسها.السبب الثاني، مكان الخطف والجهة المسؤولة عنه. فالخطف حصل في كبريات مدن الغوطة وأحد معاقل الحراك الثوري منذ مارس 2011، وهي مدينة دوما. وإليها لجأت رزان وسميرة ومعهما وائل وناظم بحثا عن الأمان وعن مشاركة أهلها تجربتهم مع التحرّر من النظام والتعرّض في نفس الوقت لحصاره وقصفه، وسعوا من خلال عملهم إلى تعزيز المجتمع المحلّي ودعم هيئاته.والمسؤولية عن هذا الخطف تقع على عاتق فصيل عسكري (جيش الإسلام) يقاتل النظام على أكثر من جبهة، ويتولّى الأمن في معظم الغوطة، وإن لم يكن عناصره من الخاطفين، فتقصيرهم في أي حال كبير يبلغ حدّ التواطؤ إذ لم يقوموا بأي تحقيق جدّي بحثا عمّن ظنّهم شركاء تجربة ثورية وأسلمهم أمنه.السبب الثالث، استمرار احتجاز الأربعة بعد سنة تقريبا على اختطافهم، وتباطؤ المساعي للإفراج عنهم. ويُسجّل هنا فتور ردّات فعل أطراف المعارضة السورية الرسمية، وانتفاء المبادرات لدى الحكومات والهيئات الإقليمية والجماعات غير الحكومية التي تموّل معظم القوى الإسلامية السورية المقاتلة، والتي يمكنها الضغط من أجل الإفراج عن المعتقلين.لهذه الأسباب ولغيرها، لا مبالغة في القول إن خطف رزان وسميرة ووائل وناظم في منطقة محرّرة من احتلال النظام (ومن “داعش”) وإخفائهم لمدّة عام حتى الآن هو من أبشع ما اقتُرف من ممارسات في الثورة وضدّها، وإن المطالبة بالإفراج الفوري عنهم ستبقى أولويّة الأولويات.في قصة سميرة خليل، المناضلة الملتزمة من أجل حياة أفضل للسوريين، المعتقلة سابقا لهذا السبب، تكثيف لمصير الثورة بما هي تحوّل للمطالب الدائمة للاتجاه الوطني الديمقراطيّ السوريّ إلى برنامج حراك شعبيٍّ عريض، وفق الكاتب الفلسطيني السوري يوسف فخرالدين.وضمن هذا المشهد تمثل سميرة خليل هؤلاء المناضلين من أصولٍ دينية مختلفة، الذين واجهوا، بوجودهم المباشر، وبفاعليةٍ، وتضحويّة، استراتيجيّة سلطة الأسد لتطييف الواقع السوري؛ ونجد في أفكارهم وسلوكهم جوهر الوطنية الديمقراطية السورية، وسببا رئيسيا من أسباب استهدافهم من الاستبدادات القديمة منها والجديدة.وستتضح لنا عظمة التضحية لهؤلاء المناضلين حين نعلم أنه لم يكن عندهم وهمٌ بخصوص الأخطار التي يتعرضون لها، وأن انتماءهم للسوريين، وإصرارهم على عيش المحنة بكلّ تفاصيلها، وفعل كلّ ما يمكن للخلوص إلى الأهداف التي دفع الناس كلّ هذه التضحيات من أجلها، على الرغم من أنهم مستهدفين من قبل جبهة المستبدين، هو ما أبقاهم متشبثين بالمناطق المحاصرة حتى اختطافهم.بدور حسن، مدوِّنة فلسطينية من القدس المحتلة، ترى أن من أكثر ما يؤلم في تغييب رزان وسميرة ووائل وناظم أنه حدث في الغوطة الشرقية المحررة وفي المدينة التي حلم هؤلاء الأربعة أن تصبح مثالا لما ستكونه سوريا بعد الأسد. ولكن هذا في الوقت يزيد من مسؤوليتنا، كأنصار للثورة السورية، بالاستمرار بالمطالبة بالإفراج عنهم.أقول هذا في الوقت الذي اغتيل فيه أحد أبرز الناشطين السلميين في مخيم اليرموك، علي الحاجي، وفي الوقت الذي يواصل فيه مختطفو رزان وسميرة ووائل ووناظم تضييق الخناق على أهل الغوطة الشرقية والاشتراك مع النظام السوري في حصارهم وقهرهم ومحاولة إذلالهم.لا أعتقد أن بإمكان حملة على الإنترنت أن تحرّر المختطفين في الغوطة أو مئات الآلاف من المعتقلين في سجون الأسد. لكن هذا أقل ما يمكننا فعله كمتضامنين من بعد وغير قادرين على التأثير على الجهات المختطِفة.اليوم الاختطاف وقع، والمطالبة بالمختطفين ليست مهمة تقع على عاتق الجمهور المنحاز للثورة، بل هو قضيتنا الرئيسية، المطالبة باطلاق سراحهم وسراح غيرهم من المختطفين والدفاع عن حقهم في الحرية هو دفاع عن حقنا وعن أنفسنا أيضا، أمام فاشية متطرفة لا تقل سوءا عن النظام الذي نواجهه، وكان سلوكها ومنهجها طعنة حقيقة لعدالة ووطنية الثورة في سوريا.وختم الشاعر السوري ابن الجولان ياسر خنجر، قائلا في انتظار حرية رزان، سميرة، وائل، ناظم، الأب باولو، وكل المُغيّبين:“عيناهُ من حجروالقلبُ فيضٌ من حصى،لم يعرف المدفونُ خلفَ حجابِهِأن صبحهم أنقى من العتمِ الذي يستدرجُ.لو ينظر الآن إلى الضوءفيعبق قلبه بالوهج،أو يفتح الباب على الشمس التي اختطف فنصاب بالصبح قليلا”!!


1