أحدث الأخبار
الخميس 25 نيسان/أبريل 2024
دمشق..سوريا : قذائف الكراسنوبول الروسية: أسلحة فتاكة «قتلت آلاف السوريين!!
18.05.2022

استخدم النظامان السوري والروسي، ترسانة هائلة من الأسلحة المدفعية والصاروخية والغارات الجوية، مع هجمات أخرى بالأسلحة الكيميائية والمحرمة دولياً مثل الذخائر العنقودية والفسفورية، والصواريخ الموجهة والصواريخ بعيدة المدى، متبعين سياسة الأرض المحروقة في حربهم على السوريين طوال السنوات الماضية، وكان للتدخل الروسي المباشر في سوريا لدعم نظام الأسد في أيلول عام 2015 آثار مباشرة انعكست بحجم الهجمات الجوية التي ارتفعت بشكل كبير، وزيادة القدرة النارية للنظام السوري والتي تضاعفت وتغيرت معها خريطة السيطرة العسكرية وما تبعها من تهجير ممنهج للسوريين.وفي هذا الإطار أصدرت منظمة الخوذ البيضاء، الثلاثاء، تقريرا مفصلا، رصد استخدام قذائف الكراسنوبول، ومعظم الأسلحة الروسية التي استعملتها القوات الهاجمة في الحرب التي شنتها ضد الشعب السوري.اعتبر التقرير أن الإفلات من العقاب على جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات النظامين السوري والروسي، واستخدام سوريا كحقل تجارب لتطوير الأسلحة الروسية، لن تقتصر آثارها على السوريين فحسب، مشيراً الى أن هذا السلوك يظهر تجاهلاً صارخاً للحياة البشرية والالتزامات بالقانون الدولي الإنساني، كما ان موسكو تفاخرت «بأنها جعلت من أجساد السوريين ومنازلهم حقل تجارب واقعياً لتدريب قواتها واستعراض قدراتها وتطوير أسلحتها، مؤكدة أنها جرّبت أكثر 320 نوعاً من السلاح، وفي كل مرة تقوم بتطوير أو تعديل سلاح أو ذخائر تقوم بنشر مقاطع مرئية بهدف الترويج لهذه الأسلحة وحصلت على حصة كبيرة من سوق الأسلحة العالمية، وهو أحد أهدافها من حربها على السوريين».وأضاف: بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 6 آذار من عام 2020، تراجعت نسبياً حدة الهجمات وبدأت تتخذ شكلاً آخر تميز بالمنهجية باستهداف البنى التحتية وعوامل استقرار المدنيين والعمال الإنسانيين، مع توجه واضح لفرض حالة من عدم الاستقرار بدون أن تصل الهجمات لتأخذ نمط حملات عسكرية، لكن أثرها كان كبيراً على أرواح المدنيين وعلى المرافق العامة، والعمال الإنسانيين، وفي شهر آذار من عام 2021 بدأت الهجمات المدفعية والصاروخية تأخذ نمطاً جديداً، على مدار السنوات العشر الماضية كان اعتماد قوات النظام وروسيا على سياسة الأرض المحروقة وكثافة النيران، لكن نمط الهجمات اختلف تماماً من حيث الدقة الكبيرة في إصابة الهدف وشدة التدمير الذي يخلفه انفجار القذيفة، وكانت الحادثة الأولى التي وثقتها فرقنا هي استهداف مشفى مدينة الأتارب غربي حلب في 21 آذار عندما استهدف قصف أرضي لقوات النظام وروسيا المشفى، ما أدى لمجزرة راح ضحيتها 7 قتلى مدنيين بينهم طفل وامرأة، وجرح أكثر من 15 آخرون، بينهم 9 من كوادر المشفى (5 أطباء و3 ممرضين وفني)، رغم أن المشفى الذي تديره الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) تمت مشاركة إحداثياته مع الأمم المتحدة من خلال آلية تبادل الإحداثيات لتحييد المنشآت الطبية عن الصراع.ووثقت فرق الخوذ البيضاء، 63 هجوماً باستخدام قذائف الكراسنوبول الموجهة بالليزر، والتي استهدفت المرافق العامة وعلى رأسها المشافي، والعمال الإنسانيون، ومنازل المدنيين، حيث تبلغ نسبة الهجمات بهذا السلاح القاتل 4 في المئة فقط من الهجمات بمختلف أنواع الأسلحة، خلال الفترة التي يغطيها التقرير والممتدة من توثيق أول هجوم في 21 آذار من عام 2021 حتى 31 كانون الأول من العام نفسه في شمال غربي سوريا، إلا أنها أسفرت عن 20٪ من جميع الوفيات في صفوف المدنيين.واستهدفت الهجمات 43 منزلاً، إضافة إلى 11 هجمة على الحقول الزراعية واستهدفت الهجمات أيضاً مخيمات المهجرين، ومستشفى الأتارب غربي حلب، ونقطة مرعيان الطبية جنوبي إدلب ومركز للخوذ البيضاء في بلدة قسطون في سهل الغاب، ويشكل هذا النوع من الذخائر خطراً كبيراً على المدنيين بسبب دقة الإصابة وشدة تدميره ويمكن أن تخترق القذيفة الجدران وتسبب ضرراً شديداً للمباني حيث إن معظم المباني التي تم استهدافها بقذائف كراسنوبول قد دُمرت بالكامل.ووصف التقرير قذائف كراسنوبول بأنها «قذائف لا يمكن الاختباء منها»، ووثق مقتل 70 شخصاً وإصابة 102 آخرين خلال الفترة التي غطاها التقرير (من 21 آذار حتى 31 كانون الأول عام 2021)، وشكل الأطفال عدداً كبيراً من الضحايا حيث قُتل 29 طفلاً وجرح 33 آخرون ومن بين الضحايا، كما قتل متطوعان من الخوذ البيضاء، خلال هجمتين منفصلتين، وأكد التقرير أثر هذه الهجمات القاتلة على استقرار المدنيين واضطرارهم إلى النزوح مجدداً بشكل قسري إلى مناطق أخرى في شمال غربي سوريا بحثاً عن الأمان.كراسنوبول هي قذائف روسية الصنع شبه أوتوماتيكية موجهة بالليزر ومثبتة الزعانف ومتفجرة، وتم تطويرها في الثمانينات ويتم إنتاج القذائف من عيار 155 ملم و157 ملم ليتم إطلاقها من مدافع الهاوتزر. بعد الإطلاق، تتواصل القذيفة مع مُحدد ليزر خارجي يضيء هذا المُحدد الهدف باستخدام ليزر ويرسل إشارات لتوجيه مسار القذيفة ويصل مداها إلى 7 كم، وتصل دقة إصابة الهدف إلى 90 في المئة والقذيفة في الأصل لمواجهة الدبابات واختراق التحصينات الصعبة.


1