أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
برلين..المانيا : الاستخبارات الألمانية: دفع روسيا بجنودها الأقل خبرة في المقدّمة قد يكون تكتيكاً متعمّداً!!
05.03.2022

رغم انسحاب الاستخبارات الخارجية الألمانية من أوكرانيا، فإنها لا تزال الهدف الاستطلاعي الأكثر أهمية لبرلين، إذ يحلل خبراء الجهاز والجيش الألماني كل تفاصيل الاجتياح الروسي، وإلى أي مدى يمكن أن يستمر الرئيس فلاديمير بوتين في مغامرته العسكرية.هذا التقييم أبرزته شبكة "إيه آرد دي" الإخبارية، اليوم، وأشارت فيه إلى أنه يتم رصد الحرب في أوكرانيا من خلال الأقمار الصناعية، وما تبرزه التقارير الإعلامية ومقاطع الفيديو والصور واعترا ض الرسائل اللاسلكية.وفي ضوء ما تقدم، تنقل الشبكة عن خبراء من جهاز الاستخبارات الخارجية، أن التحليلات تشير إلى أن المسار المتوقع للحرب لا يحمل الكثير من التفاؤل، لأن الكرملين مصمم على مواصلة الغزو، والأولوية هي السيطرة على شرق أوكرانيا بأسرع وقت، للاستيلاء في ما بعد على العاصمة كييف.وتخلص توقعات المخابرات الألمانية إلى أن مراحل الحرب الأكثر دموية لم تأت بعد، لأن الجيش الروسي لم يستخدم إلى الآن بعض أنظمة الأسلحة في ترسانته، وهناك وحدات جاهزة على الحدود لم تتم الاستعانة بها بعد.وأوضح الخبراء أنه مع انطلاق الهجمات الأولى في الحرب على أوكرانيا، تم نشر الجنود الشباب عديمي الخبرة، والذين غالبا ما يكونون من العناصر التي تؤدي الخدمة العسكرية الإلزامية، وقد يكون الدفع بهم متعمّدًا كتكتيك للتضحية بهذه الوحدات الشابة من أجل الاشتباك أولا وإرهاق الجيش الأوكراني، وبعدها سيتم نشر وحدات جديدة أفضل تجهيزا وأكثر خبرة، لفرض حلقات حصار حول المدن.من جهة ثانية، تشير الشبكة في تقريرها عن خبراء أجهزة الاستخبارات الخارجية الألمانية إلى أنه لا يوجد حاليا أي دليل على أن الحرب الروسية على أوكرانيا ستعرض قوة بوتين ونفوذه للخطر، بل على العكس، كل من حوله لا يزالون موالين له، ومجرد التكهنات حول حالة بوتين الصحية غير مفيدة، فلا يوجد أي دليل على المرض، كما أن الرئيس بوتين لم يعد يتعامل مع ملفات السياسة الداخلية والاقتصادية وانسحب منها منذ عدة أشهر.في المقابل، نقلت الشبكة الإخبارية عن الدوائر الأمنية الألمانية أن هناك إحباطا عاليا في صفوف القوات الروسية بعدما حقق الجيش الأوكراني نجاحات مهمة وتمكن من صد عدة هجمات للقوات الروسية المهاجمة، وبالطبع باستخدامه الأسلحة والمعدات التي تم تزويده بها من الدول الغربية. والإحباط أيضا يعود للأخطاء اللوجستية التي ارتكبت من قبل القوات الروسية، كما أن الإمداد بالغذاء والمحروقات والذخيرة لم يكن سهلا، مشيرة إلى أن هناك تقارير تتعلق بترك عسكريين للخدمة. وفي خضم ذلك، يبرز خبراء أجهزة الاستخبارات الألمانية أنه، وبشكل عام، ربما توقع الجانب الروسي تقدما أسرع بكثير والاستيلاء على مدن ذات أهمية استراتيجية مثل خاركيف وتشيرسون وماريوبول وأوديسا وكييف، ليخلص الخبراء في توقعاتهم إلى أنه، وفي نهاية المطاف، من المتوقع سقوط العاصمة كييف، لكن التوقيت غير واضح، موضحين أنه يمكن أن يسبق ذلك حصار عسكري مطول للمدينة، وهو ما ستكون له عواقب وخيمة على السكان مع انقطاع إمدادات مياه الشرب والغذاء والكهرباء.وفي مثل هذا السيناريو الذي يناقشه الخبراء العسكريون الألمان، يمكن للجيش الروسي بعد ذلك إقامة ممرات إنسانية، يتبعها عرض يسمح للمدنيين بمغادرة المدينة بأمان. وفي أسوأ الحالات، ستتعامل القوات الروسية مع الأشخاص الموجودين في العاصمة على أنهم مقاتلون أعداء، على غرار الحرب الشيشانية الأولى في منتصف التسعينيات، حين تم تدمير العاصمة غروزني على نطاق واسع.


1