أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
انقرة..تركيا : الانتشار العسكري التركي حول العالم يتوسع مع استعداد تركيا لإرسال قوات إلى أذربيجان!!
16.11.2020

بشكل متسارع، توسع تركيا انتشارها العسكري حول العالم، حتى بات الجيش التركي الذي لم يكن يمتلك قبل سنوات قليلة أي قاعدة عسكرية له خارج البلاد، يحظى بتواجد عسكري في 12 دولة حول العالم منها 5 دول عربية، بينما يستعد في الوقت ذاته لنشر قوات بشكل رسمي في إقليم “قره باغ” بموجب الاتفاق الأخير بين أذربيجان وأرمينيا، في تحول جديد باستراتيجية تركيا للتوسع العسكري حول العالم. واليوم الاثنين، أرسلت الرئاسة التركية إلى البرلمان طلباً للموافقة على مذكرة لإرسال قوات من الجيش التركي إلى أذربيجان للمشاركة في مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار. وعلى الرغم من أن الجيش التركي احتفظ على الأغلب خلال الفترة الماضية بجزء من قواته في أذربيجان، إلا أن ذلك كان بشكل سري، بينما يعني الحصول على مذكرة من البرلمان نشر قوات بأعداد أكبر وبشكل علني ولمدة أطول، لم تكشف تفاصيلها بعد. وسيعتبر التأسيس لانتشار عسكرية في القوقاز وتعزيز التواصل مع الجمهوريات التركية والتواجد في الحديقة الخلفية لروسيا بمثابة تحول استراتيجي مهم. عربياً، بينما يعتبر تواجد الجيش التركي في العراق هو الأقدم وإن كان الجزء الأكبر منه غير معلن، نشر الجيش التركي قواته في مناطق مختلفة من شمالي سوريا خلال السنوات الأخيرة، وتمكن من إقامة قاعدة عسكرية في قطر، وبعدها في الصومال، قبل أن توقع تركيا على مذكرة التفاهم العسكري مع حكومة الوفاق في طرابلس، وتنشر بموجبها قوات من الجيش التركي في ليبيا وسط أنباء عن نيتها إقامة قواعد برية وبحرية هناك. وإلى جانب ذلك، كان الجيش التركي يخطط لتعزيز انتشاره في تلك المنطقة من خلال إقامة قاعدة عسكرية في السودان، لكنّ التحولات السياسية التي شهدها السودان أدت إلى إعاقة الخطة الاستراتيجية للانتشار “مثلث الانتشار الاستراتيجي” حيث يكون للجيش التركي موطئ قدم على البحر الأحمر (السودان) وخليج عدن (الصومال) والخليج العربي (قطر) وجميعها محاور استراتيجية في الشرق الأوسط. وبينما يعتبر التواجد العسكري التركي في قبرص الشمالية الأكبر على الإطلاق، يحتفظ الجيش التركي بقوات في أفغانستان في إطار الناتو، وأعداد أقل في البوسنة وألبانيا وكوسوفو، ويشارك قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان والبحرين. قبل عدة سنوات أقام الجيش التركي قاعدة عسكرية في شمال العراق ضمن تفاهمات مع الحكومة العراقية وإقليم كردستان، وذلك بهدف تدريب قوات البيشمركة وقوات سنية عراقية لمواجهة تنظيم “الدولة” الذي كان يوسع انتشاره في العراق آنذاك. وضمن هذا الهدف المعلن، أقام الجيش التركي قاعدة عسكرية في منطقة بعشيقة التابعة للموصل في محافظة نينوى العراقية، وأرسل إليها ما لا يقل عن ألف جندي وعشرات الدبابات والآليات العسكرية. ورغم خلافات شديدة مع الحكومة العراقية، إلا أن أنقرة أصرت على البقاء في القاعدة. وبعشيقة تعبّر عن التواجد العسكري الرسمي في العراق، لكن التواجد غير المعلن أو غير المثار كثيراً في الإعلام أكبر بكثير مما هو في بعشيقة، فالجيش التركي ومنذ سنوات طويلة يحتفظ بتواجد عسكري كبير في مناطق متفرقة من شمالي العراق في إطار الحرب المتواصلة على تنظيم “بي كا كا” الذي يتخذ من جبال شمالي العراق قواعد خلفية له. وبحسب مصادر تركية غير رسمية، فإن الجيش التركي ينتشر فعلياً منذ سنوات طويلة في عدد كبير من النقاط على الجانب العراقي من الحدود وفي بعض الجبال هناك، حيث يقيم قواعد جوية وعسكرية تقود الحرب على مسلحي التنظيم الكردي.وفي سوريا، وعقب سنوات من محاولات تركيا التعامل مع الأزمة السورية عن بعد من خلال دعم مسلحي المعارضة السورية، وجد الجيش التركي نفسه مضطراً للدخول في عملية عسكرية برية ضد مسلحي تنظيم “الدولة” على الحدود السورية مع تركيا، أطلق عليها اسم “عملية درع الفرات”، قبل أن تتبعها عمليات “غصن الزيتون” و”نبع السلام” و”درع الربيع”. وبموجب هذه العمليات العسكرية يحتفظ الجيش التركي بتواجد واسع في جزء من ريف اللاذقية وإدلب ومحيطها وأجزاء من ريف حلب وصولاً إلى مناطق الباب وجرابلس ودابق غرب الفرات، وشرقاً يحتفظ بتواجد عسكري في المنطقة الواقعية ما بين رأس العين وتل أبيض على امتداد قرابة 130 كيلومترا. مع التقارب الكبير الذي حصل في العلاقات التركية القطرية في السنوات الأخيرة، جرى التوقيع على العديد من الاتفاقيات بين البلدين أبرزها كانت الاتفاقيات المتعلقة بالتعاون العسكري والدفاعي التي شملت إقامة قاعدة عسكرية تركية لأهداف التدريب والتعاون العسكري يتواجد فيها المئات من الجنود مزودين بمعدات عسكرية ثقيلة.وتتمتع القاعدة العسكرية التركية في قطر بأهمية استراتيجية كبيرة، كونها تقع في قلب منطقة الخليج العربي، وتطل على الخليج العربي الذي يتمتع بأهمية سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة، وعلى صعيد بناء تحالفات قوية مع دولة خليجية غنية ذات تأثير مهم بالمنطقة. وفي الصومال، بنت تركيا تحالفاً قوياً مع مقديشو خلال السنوات الماضية تطور بشكل تدريجي، وصولاً إلى الإعلان رسمياً عن إنشاء قاعدة عسكرية للجيش التركي تتولى مهام تدريب وتأهيل قوات الأمن والجيش الصومالي الذي يواجه جماعات إرهابية في البلاد. وتتمتع القاعدة العسكرية في الصومال بأهمية كبيرة كونها تطل على خليج عدن. وتعتبر الصومال بمثابة بوابة القرن الإفريقي، وهي محاولة من قبل أنقرة لوضع قدم في القارة السمراء التي تصاعدت التدخلات الدولية فيها خلال السنوات الأخيرة. وبموجب مذكرة التفاهم العسكرية المشتركة، نشرت تركيا قوات مختلفة في ليبيا، لم يتم الكشف عن أعدادها، لكن المؤكد أن عددها ربما يصل إلى مئات أو عدة آلاف مزودة بمعدات عسكرية ثقيلة وصولاً للطائرات والسفن الحربية، وسط تكهنات بإمكانية إنشاء الجيش التركي قاعدة جوية ثابتة في قاعدة الوطية وقاعدة بحرية ثابتة في مصراتة، وما يمثله ذلك من ثقل استراتيجي في المنطقة بشكل عام. يعتبر التواجد العسكري المباشر للجيش التركي في قبرص الشمالية الأكبر في العالم من حيث العدد، ففي عام 1974 نفذ الجيش التركي عملية عسكرية واسعة في قبرص تمكن خلالها من السيطرة على نصف الجزيرة الشمالي، ومنذ ذلك الحين يحتفظ الجيش التركي بعدد كبير من قواته هناك في قواعد عسكرية جوية وبرية وبحرية مختلفة لم تكشف تفاصيلها بشكل كامل. ويقدر عدد الجنود الأتراك في قبرص بقرابة 30 إلى 40 ألف جندي يتواجدون بشكل دائم هناك، وتسعى أنقرة لتعزيز تواجدها العسكري بإنشاء مزيد من القواعد الجوية والبحرية لتعزيز نفوذها في صراع شرق المتوسط المتصاعد، كما يعتبر فوز الرئيس القومي أرسين تتار برئاسة قبرص دافعاً جديداً لأنقرة لتعزيز نفوذها هناك في ظل قيادة تتار المؤيد للتواجد التركي. تشارك تركيا في القوات الدولية الموجودة في أفغانستان في إطار الناتو وذلك عقب الحرب على تنظيم القاعدة عام 2001. ومع تراجع الحماس الدولي للبقاء هناك، عززت تركيا قواتها في أفغانستان ورفعت أعدادها بشكل لافت، كما أن أنقرة حرصت على عدم الزج بقواتها في أي أعمال قتالية، وفضلت أن تتولي الأعمال الإغاثية وتدريب القوات الأفغانية لتعزيز قدراتها القتالية، حيث دربت عشرات آلاف الجنود في أفغانستان.وقدمت تركيا مساعدات إنسانية وتعليمية واسعة، ومن خلال هذا الدور تمكنت من تعزيز علاقاتها مع أفغانستان على المستوى الرسمي والشعبي ونجحت في تعزيز مكانتها بقوة اجتماعياً وسياسياً وعسكرياً، وسط تكهنات بإمكانية إنشاء تركيا قاعدة عسكرية ثابتة في أفغانستان.


1