أعلن الجيش السوداني فرض حظر تجول في عموم العاصمة الخرطوم، اعتباراً من الساعة الثانية من فجر اليوم الأحد (بتوقيت الخرطوم)، وذلك عقب مظاهرات واسعة شهدتها المدينة أمس السبت.واقتحم متظاهرون أمس مقر إقامة الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم، في وقت تظاهر المئات أمام مبنى القيادة العامة للجيش السوداني في قلب العاصمة ودعوا الجيش للانحياز لهم.ودخل مئات المحتجين "بيت الضيافة" الذي يضم مقر إقامة البشير في الخرطوم.واعتبر تجمع المهنيين السودانيين إعلان حظر التجول محاولة لقطع الطريق أمام المتظاهرين لتحقيق أهدافهم بإسقاط النظام.وأشار التجمع في بيان له فجر اليوم إلى اصطفاف عدد من مدرعات الجيش فور الإعلان عن حظر التجوال، وطالب سكان الخرطوم بـ"الخروج وحماية مكتسبات ثورتهم السلمية".وشدد التجمع على المتظاهرين المعتصمين أمام القيادة العامة للجيش بعدم مبارحة أماكنهم والحفاظ على سلمية التظاهر، ودعا الثوار للتدفق من جديد أمام القيادة العامة.وفي سياق متصل، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية المعارضة، صباح اليوم، ارتفاع عدد قتلى احتجاجات السبت بالخرطوم إلى 6.وأفادت اللجنة في بيان بوقت سابق أن الرقم ارتفع إلى خمسة بعد وفاة المتظاهرين مآب حنفي، والمهندس إحمد إبراهيم تبيدي، وآخر لم تحدد هويته.وأوضحت أن "حنفي" و"تبيدي" والشخص مجهول الهوية توفوا بالرصاص (دون تفاصيل).وكانت اللجنة أعلنت عن وفاة الشاب عمرو جمال بعد إصابته برصاصة في الرأس، ووفاة طبيب المختبر عبد المعز عطا الله. متأثراً بإصابته.من جهتها أعلنت الشرطة السودانية وفاة مواطن واحد فقط خلال ما وصفته بـ"أعمال شغب" بمدينة أم درمان غربي العاصمة.وبحسب المراقبين تعتبر مظاهرات أمس السبت هي الأضخم التي تشهدها الخرطوم، منذ انطلاق الاحتجاجات في 19 ديسمبر الماضي.واختار منظمو هذه المظاهرات تاريخ 6 أبريل تحديداً للدعوة إلى الاحتجاجات إحياء لذكرى انتفاضة عام 1985، التي أطاحت بنظام الرئيس السوداني جعفر نميري آنذاك.ودخلت الاحتجاجات في السودان شهرها الرابع، وبدأت منددة بالغلاء وتحولت إلى المطالبة بتنحي البشير. وأسفرت عن سقوط 32 قتيلاً، حسب آخر إحصائية حكومية، في حين تقول "منظمة العفو الدولية" إن حصيلة الضحايا بلغت 52 قتيلاً.وسبق أن أقر البشير، عبر تصريحات متفرقة بالتزامن مع موجة الاحتجاجات الحالية، بوجود مشاكل اقتصادية يعاني منها السودان لكنها ليست بالحجم الذي تضخمه وسائل الإعلام "في مسعى منها لاستنساخ ربيع عربي في السودان"، حسب قوله.!!
