أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
عمان..الاردن : موسم الهجرة إلى عمّان.. مسيرات أردنية للعاطلين تطرق أبواب الملك!!
22.02.2019

في صورةٍ احتجاجية غير مسبوقة، خرجت مسيرات نظمها متعطلون عن العمل في الأردن، انطلاقاً من محافظاتهم بمدينة العقبة (أقصى جنوبي البلاد) وحتى إربد (شمالي الأردن)، متجهين إلى الديوان الملكي بالعاصمة عمّان، لوضع مطالبهم بالتوظيف أمام العاهل الأردني عبد الله الثاني.وبعد أكثر من شهرين من الاعتصامات الدورية المطالبة بالتوظيف، قرر قرابة أربعين متعطلاً عن العمل المَبيت بدوار الشريف حسين بن علي في العقبة الأربعاء (13 فبراير).وصباح الخميس (14 فبراير)، وفق ما بيَّنه موقع "حبر" الأردني، توجهوا في مسيرة إلى القصور الملكية بالعقبة، واعتصموا هناك قرابة الساعة، قبل أن يبلغهم الأمن تلقِّيه أوامر بطردهم.وظُهر ذلك اليوم، قرر أكثر من 60 متعطلاً عن العمل، معظمهم ممن اعتصموا أمام القصور، السير مسافة 350 كم من العقبة إلى عمّان طلباً للعمل، وانضم إليهم على الطريق متعطلون آخرون، سواء من المحافظة نفسها أو من محافظات أخرى.وبعد أكثر من أسبوع على المسير، تجاوز عددهم 150 شخصاً، وكانت تفصلهم مساء أمس الأربعاء، كيلومترات قليلة عن عمّان.وطالبت المسيرات العاهل الأردني بالتدخل لتوظيفهم في الشركات والمؤسسات والدوائر الحكومية، وما إن شارف الشباب الوصول إلى أطراف العاصمة عمّان، حتى سارع رئيس سلطة العقبة الاقتصادية، ناصر الشريدة، بتقديم استقالته إلى مجلس الوزراء.وأثارت المسيرات كثيراً من القلق لدى المراقبين من تحولها إلى ظاهرة لكل من يبحث عن فرصة عملٍ، وتصبح الشغل الشاغل للشباب خلال الفترة القادمة، في ظل ما تشهده المملكة من أرقامٍ مفزعةٍ للبطالة.فالمسيرة التي انطلقت من مدينة العقبة قال منظموها إنها احتجاجاً على "عدم توفير فرص عمل في المؤسسات والشركات الخاصة والعامة بمدينتهم"، وانضم إليها العشرات من العاطلين عن العمل في محافظات معان والكرك والطفيلة، للمطالبة أيضاً بفرص وظيفية، في طريقهم جميعاً نحو العاصمة عمّان.وما هو إلا وقت قصير حتى أخذ الفكرة بقية شباب المحافظات في شمالي عمّان، لتنطلق مسيرة من لواء الطيبة في إربد باتجاه العاصمة، كما أعلن مشاركون تنظيم مسيرةٍ أخرى، صباح اليوم الخميس، من محافظة الزرقاء باتجاه الديوان الملكي، في ظل غياب الملك عنه، في زيارة رسمية للعاصمة الأمريكية واشنطن.400 شاب من المتعطلين عن العمل وصلوا بالفعل إلى مشارف العاصمة، ليحاورهم "الخليج أونلاين" بشأن مطالبهم، حيث أكدوا أن مسيرتهم سلمية، هدفها الأول والأخير "تحقيق فرص عمل حقيقية وعادلة للشباب، لا سيما في مدينة العقبة".وأكد صالح أبو العينين، أحد المشاركين في المسيرة، أن الشباب يسعون "لانتزاع حقوقهم الوظيفية كاملة دون نقصان"، وقال في تصريحٍ لـ"الخليج أونلاين":"نحن شباب مدينة العقبة مظلومون تماماً، فعلى الرغم من الحديث الرسمي عن وجود المئات من فرص العمل بالمدينة الاقتصادية، فإن الوظائف لا نشاهدها على الأرض، ودائماً ما تذهب إلى أقارب المسؤولين دون غيرهم".ويشكل 400 ألف عاطل عن العمل في عموم البلاد كابوساً مقلقاً للأردن، في حال قرروا الخروج إلى الشارع في مسيراتٍ مشابهة، ومطبخ القرار في البلاد لا يستطيع -بحسب مراقبين- تدبر أوضاعهم؛ في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المملكة.وفي المقابل، اطلع "الخليج أونلاين" على كُتب وقَّع عليها وزير الداخلية، سمير مبيضين، مرسلة إلى رئاسة الوزراء، لتوضيح الجهود المبذولة قبيل بدء موجة المسيرات الشبابية، من بينها أن "الجهات المختصة في مدينة العقبة وظفت ما يقارب 504 من أبناء المدينة خلال الأشهر الثلاثة الماضية في القطاعين العام والخاص".في حين أكد الشاب حازم لطفي أن المسيرة بعد وصولها إلى مشارف العاصمة، وقطعها مسافة 300 كم في ثمانية أيام، "تعتبر ناجحة بكل المقاييس". وقال لـ"الخليج أونلاين": "يكفي أننا أوصلنا شكوانا ومعاناتنا إلى الأردنيين كافة، على المستويَين الشعبي والرسمي".من جانبه، أكد النائب محمد الرياطي أن "المسيرة الراجلة رسالة صارخة في وجه الحكومة، التي أكدت على مدار سنوات، أن منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ستكون الحل الجذري لأبناء العقبة في القضاء على البطالة".وقال الرياطي لـ"الخليج أونلاين": "للأسف، هذا الأمر أثبت فشله، بدليل هذه المسيرة الراجلة التي نظمها عشرات الشباب، بالإضافة إلى أن قضية الاستغلال الوظيفي الذي يمارسه مسؤولو منطقة العقبة الاقتصادية أصبحت أمام الرأي العام في الأردن".ودعا الجميع إلى تحمُّل مسؤولياته الأخلاقية والتاريخية أمام أبناء الشعب الأردني، لا سيما شبابه الذي "يرفض التراجع قبل تحقيق مطالبه كافةً، التي وصفها بالمشروعة والعادلة".وأكد أن "الشباب الأردني ما عاد يثق بالحكومة ولا بمجلس النواب، وهو يريد أن يوجه رسالته مباشرةً إلى الملك من خلال الديوان الملكي".الحكومة التي تسعى للخروج بأقل الخسائر من المسيرات الشبابية، كانت قد دخلت في مفاوضاتٍ ماراثونية، قبل أيام، مع المواطن الدكتور فلاح العريني الذي يحمل شهادة الدكتوراه، بعد أن قرر الخروج في مسيرةٍ راجلة مع أفراد أسرته المكونة من 13 طفلاً، من محافظة الطفيلة باتجاه الديوان الملكي، للمطالبة بحقّه في التعيين بصفته أستاذاً جامعياً.غير أنه لم يكمل طريقه باتجاه العاصمة؛ بعد أن تلقى وعوداً قطعية من النائب البرلماني حسن السعود، الذي تبنّى قضيته لإيجاد فرصة عمل له في إحدى الجامعات الحكومية.بدورها، قالت وزارة العمل إنها حاورت الشباب المتعطلين عن العمل من محافظة العقبة والذين بدؤوا قبل أيام، بالمسير نحو العاصمة عمّان، لتلبية مطالبهم. وقالت الوزارة إنها لم تتوصل إلى حل، بسبب إصرارهم على عدم العمل بالقطاع الخاص، وحصر مطالبهم في العمل بشركات محددة في المحافظة.رئيس الوزراء، عمر الرزاز، سارع الأربعاء (20 فبراير)، إلى عقد اجتماعٍ مع مجموعةٍ من الشباب في دار رئاسة الوزراء، أكد خلاله أنَّ "هاجس حكومته هو توليد فرص عمل للشباب وتوفيرها لهم"، مضيفاً: "نريد شباباً مقبلين على فرص عمل متعددة، قد تكون ضمن تخصصهم أو خارجه".وكانت بيانات رسمية صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة بالأردن أظهرت ارتفاعاً في معدلات البطالة لتصل إلى 18.4%، حيث بلغت البطالة بين الذكور 16%، مقابل 27.8% للإناث. وبلغت نسبة البطالة في صفوف حمَلة الشهادات العليا نحو 24.1%.وتعاني الحكومة الأردنية ضعفاً في قدرتها على التوظيف بالقطاع العام، في وقت يعاني فيه القطاع الخاص عجزه عن التشغيل، نتيجة الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي أثرت في قدرة المواطنين الشرائية؛ بفعل التعديلات المتكررة التي تطول القوانين ذات الصلة مثل قانون ضريبة الدخل.وفي الصور التالية جانب من المسيرات التي خرجت من عدة محافظات أردنية، نشرها موقع "حبر" الأردني.!!


1