دعا حزب الاستقلال المغربي -واحد من أقدم وأشهر الأحزاب في المغرب- الفرقاء والفاعلين والقوى الحية إلى الالتفاف حول لحظة توافقية كبرى، بعيداً عن التدافع والتصادم، لتحصن المكتسبات وتجدد الالتزام الجماعي بروح ومسار الإصلاح.وطالب الحزب في بيان له “جميع الفرقاء بالعمل ضمن أجندة وطنية قوية واضحة للمرحلة القادمة، من شأنها العمل على استعادة الثقة في السياسة ومؤسساتها، وإضفاء المعنى من خلالها على جدوى الانتقال إلى النموذج التنموي الجديد، بحيث يقتنع الشعب والشباب خاصة أن هذا النموذج الجديد سيكون فعلا هو بوابة الارتقاء بالنسبة إليهم نحو حياة أفضل بالإنصاف في توزيع الثروة، والمواطنة الكريمة هنا في بلدهم”.وانتقد الحزب “بطء الإجراءات الحكومية في عملية الإصلاح، وضعف الحكامة والنجاعة في تدبير الشأن العام في البلاد محذرا من تسرب، اليأس والإحباط لدى فئات عديدة من المجتمع وخاصة لدى الشباب الذي أصبح يفضل الهجرة عوض البقاء رهينة في يد حكومة عاجزة على توفير فرص العمل وضمان كرامته”.واعتبر الحزب أن “الإصلاحات السياسية والمؤسساتية والديمقراطية محور لكل التعاقدات المجتمعية، ومدخل حاسم لا محيد عنه لتحقيق القطائع والانتقالات الفعلية، وإنجاز الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الملحة والتجاوب مع الحاجيات المتزايدة والمطالب المشروعة للمواطنات والمواطنين، في إطار النموذج التنموي الجديد”.وأكد على أن “أزمة التنمية في المغرب لا تنفصل عن أزمة السياسات، وأن تراجع السياسي أصبح اليوم مُعَطـِّلًا ومصدرَ انحسار للنموذج التنموي الحالي، بعد أن كان محركاً وسنداً أساسياً في التنمية خلال تجارب الإصلاح الدستوري، والانتقال الديمقراطي، والتناوب التوافقي، والمصالحات الكبرى منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي”.ودعا الحزب في ختام بيانه الى “إقرار إصلاحات مؤسسات وسياسية عميقة من أجل تفادي انجرار البلاد إلى الأفق المسدود”، مشددا على أن “عملية قتل السياسة خلقت الإحباط، وأنهت الثقة في السياسة ومؤسساتها، وترخي ظلالا للشك على الانتقال إلى النموذج التنموي الجديد”.!!
