أثار استخدام عبد القادر مساهل وزير الخارجية الجزائري اللغة الفرنسية في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخاصة بمناسبة قمة الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نلسون منديلا جدلا وردود فعل غاضبة، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يتكلم فيها مساهل بالفرنسية في محفل دولي، ولأن وقوفه على ذلك المنبر ذكر الجزائريين بوقفة الرئيس الراحل هواري بومدين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ليلقي خطابا باللغة العربية، وكان أول زعيم يخطب بالعربية في الأمم المتحدة، بعد اعتماد لغة الضاد لغة رسمية فيها في 1974، وهي من اللحظات التي يعتبرها الكثير من الجزائريين مفخرة لهم.ولكن الوزير مساهل الذي سبق له أن خطب بالفرنسية في محافل لا تفهم الفرنسية أكثر من العربية عاد ليخطب بلغة « موليير » مع أن الجميع يعلم أنه يتحكم في اللغة العربية بشكل جيد، وبإمكانه أن يلقي خطابا بلغة الضاد التي تعتبر اللغة الوطنية والرسمية الأولى في البلاد، ولما يتم الأمر على منصة الأمم المتحدة، وبمناسبة تكريم شخصية مثل نلسون مانديلا الذي قال ذات يوم إن الجزائر جعلت مني رجلا.ولم يمر ما فعله مساهل مرور الكرام، حيث أثار غضبا واسعاً على مواقع التواصل واعتبر كثيرون خطوة الوزير “مقصودة واستفزازية”.< وقد ركز كثير من المنتقدين على استعمال مساهل لغة المستعمر الفرنسي، بمناسبة تكريم مانديلا التحرري، الذي قال إن الجزائر جعلت منه رجلاً. و قالت حركة مجتمع السلم ( إخوان الجزائر) في بيان لها: « لجوء وزير الخارجية لاستعمال للغة الأجنبية في خطابه على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة تفريط في السيادة الوطنية، وانتهاك للدستور”، وأن « عدم اتخاذ إجراءات سيادية تجاه هذه الحادثة، دليل على عدم صدق أصحاب القرار في حديثهم المتكرر عن الوطنية”، فيما اتعتبرت دعوة لإقالته.ويأتي تصرف وزير الخارجية في الوقت الذي أصدر فيه السفير الفرنسي الأسبق وقائد جهاز الاستخبارات الخارجية السابق كتابا عنوانه « الشمس لم تعد تشرق في الشرق »، والذي خصص فيه مقاطع طويلة للحديث عن تجربته في الجزائر، التي عمل فيها نهاية السبعينيات كدبلوماسي شاب، وعاد إليها سنة 2006 كسفير لبلاده، فلما تحدث عن عودته إلى الجزائر أبدى باجولي ارتياحه لحفاظ الفرنسية على مكانتها، رغم ما أسماه حملات التعريب العنيفة التي قادها الرئيس الراحل هواري بومدين، وتأثيرات القنوات الفضائية الخليجية.ركز كثير من المنتقدين على استعمال مساهل لغة المستعمر الفرنسي، بمناسبة تكريم مانديلا التحرري، الذي قال إن الجزائر جعلت منه رجلاً :جدير بالذكر أن علاقة مساهل باللغة الفرنسية ليست جديدة، فقد سبق أن أثيرت من خلال سؤال وجهه النائب عبد الغني بودبوز سنة 2015، والذي رد عليه الوزير كتابيا قائلا : “من البديهي القول إن جميع ممثلي الجزائر الذين تنتدبهم وزارة الخارجية لتمثيل بلادنا في اللقاءات الدولية، يتحكمون بالضرورة في اللغة الوطنية (العربية) والوزارة تحرص من ناحيتها على أن تكون جميع مداخلات جميع مندوبيها في الندوات والاجتماعات الرسمية باللغة العربية، امتثالا لأحكام الدستور والقوانين والنظم المعمول بها في الجزائر”.واستطرد عبد القادر مساهل الذي كان يشغل منصب وزير الشؤون المغاربية والإفريقية قائلا: “بحكم دواعي المهنة، فإن استعمال الدبلوماسي لأي من اللغات بما فيها اللغة العربية، مسألة تتطلبها طبيعة المناسبة ونوعية المخاطبين، إلى جانب عوامل أخرى كتوفر الترجمة أو نجاعتها أحيانا”، علما أن السؤال الذي وجهه النائب جاء في أعقاب مداخلة حول ليبيا ألقاها مساهل باللغة الفرنسية، إذ برر ذلك بالقول: » وأشار إلى أنه “كان يمكن للوزير أن يعبر عن موقف الجزائر حول الأزمة الليبية بالإنجليزية أو الإسبانية، وذلك انطلاقا من أن الممثل الدبلوماسي مطالب بإتقان عدة لغات، ولكن من غير المعقول أن يترك مقعد الجزائر شاغرا بحجة عدم مقدرته على التكلم بلغة معينة”، وأن المهم هو أن موقف الجزائر تم تسجيله والتعبير عنه بصرف النظر عن اللغة المستعملة.
ملاحظة : الصورة المرفقة للخبر وزير الخارجية الجزائري المتفرنس 2018 والفيديو للرئيس الجزائري العربي الراحل هواري بومدين1974..
الجزائر..الجزائر : وزير الخارجية الجزائري يثير غضباً بخطاب بـ”لغة المستعمر السابق” في الأمم المتحدة ..فيديو!َ!
28.09.2018