بعد السيطرة على الجنوب السوري قبل أسابيع بموجب هدن واتفاقيات وقعتها فصائل المعارضة في الجنوب التي صالح معظمها وانضم لجيش النظام السوري، بدأت أنظار النظام تتجه لآخر وأكبر المعاقل التي تسيطر عليها المعارضة والفصائل الإسلامية في الشمال السوري (مدينة إدلب وأرياف حلب الشمالي والغربي) تحت حملة جديدة أطلق عليها النظام كغيرها (حملة تطهير إدلب) وفق ما تداولته مصادر إعلام النظام السوري.ربما سير الأحداث كان سريعاً للغاية لا سيما وأن التوقعات كانت تشير إلى أن معركة الجنوب ستكون من أعتى المعارك وأصعبها على النظام فيما كان الواقع بعكس ذلك تماماً، خسائر بشرية ومادية لا تكاد تذكر للنظام ومقاومة لم تتعد بضعة أيام قبل أن تبدأ الفصائل بل وحتى أبناء بلدات حوران بالانشقاق تباعاً وتسليم المناطق لقوات النظام تحت ما وصفوه بـ (تجنيب الجنوب القصف والتدمير)، ولكن الحقيقة بدأت تظهر لاحقاً في سلسلة أشرطة مصورة أظهرت عناصر الفصائل التي من المفترض أنها (معارضة).يقول القيادي في أحرار الشام الملقب بـ «أبو أحمد المعراوي» ، إنه و «منذ أيام تم رصد تحركات عسكرية للنظام السوري من ريف حلب الجنوبي وتحديداً من بلدة (الحاضر) في اتجاه مطار «أبو الظهور»، تضمنت رتلين عسكريين يضمان آليات ومجنزرات ومئات العناصر وقد توجه الرتل عبر الطريق الجنوبي عبر طريق (أم الكراميل – براغيتة) وصولاً لمطار أبو الظهور العسكري»، مشيراً إلى أن هذه التحركات جاءت بعد إعلان النظام سيطرته المطلقة على درعا والجنوب بشكل كامل ونشر مصادر إعلامية موالية أن قوات تابعة للقوات الخاصة والحرس الجمهوري توجهت إلى حماة استعداداً لمعركة إدلب.مصادر خاصة رفضت الكشف عن اسمها لدواع أمنية ، إن «قوات النظام استقدمت المئات من أبناء البلدات التي صالحت النظام وبخاصة في درعا والقلمون وريف حمص الشمالي إلى مطار حماة العسكري وعينت عليهم رئيس المخابرات العسكرية بحماة العميد وفيق ناصر والذي كان رئيساً لفرع الامن العسكري في السويداء، في حين سيردف تلك القوات (ميليشيا النمر) التي يقودها سهيل الحسن، والتي ستتحرك في حال آلت الاتفاقيات والأوضاع إلى حرب على إدلب».وتضيف: «النظام سيعتمد بشكل خاص على أبناء المصالحات في القتال ضد قوات المعارضة في الشمال، فمن وجهة نظره فإن هؤلاء خاضوا المعارك إلى جانب عناصر المعارضة أو كانوا على دراية بالطريقة التي تقاتل بها الفصائل وهذا يمنحهم خبرة إضافية (تكتيكية) عن غيرهم، كما أن النظام لا يريد شن المزيد من الاعتقالات (علناً) في ظل عمليات تبييض السجون التي جرت مؤخراً والتي تم خلالها إصدار آلاف شهادات الوفاة لمعتقلين قتلوا تحت التعذيب في أقبيته المخابراتية وادعى أنهم ماتوا بأمراض مختلفة»، مشيرة إلى أن ذلك لم يمنعه من شن حملات اعتقالات جديدة بحق من صالح وهادن وقد تم شن اعتقالات بحق العشرات من أبناء مدينة دوما الذين سلموا أنفسهم بغية تسوية وضعهم.ورغم جميع التوقعات التي تشير إلى أن معركة إدلب باتت وشيكة، ما زالت الأنظار تتجه إلى طاولة التفاوض بين الروس والأتراك، فتركيا التي هي إحدى (دول المراقبة) الراعية لمسار أستانة العسكري، في الوقت الذي تعتبر دول عدة على رأسها روسيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول «تحرير الشام» تنظيما إرهابيا مرتبطا بتنظيم القاعدة، لاسيما وأن تحرير الشام تعد أقوى فصيل في الشمال إضافة إلى أن الوقت الذي كان ممنوحاً لتركيا لحل هذه المعضلة ضاق بشكل كبير بعد تفرغ النظام تماماً لمسألة إدلب في ظل مصالحات الجنوب والتحالف مع قوات «قسد» الكردية التي وقعت اتفاقيات معه تقضي بتسليم مناطقها للأخير والاعتراف بمؤسساته رسمياً كـ»مؤسسات حكومية سورية».يضيف «المعراوي»: «الوضع في إدلب مربك جداً ولا أحد يعلم ماذا تخبئ الأيام المقبلة وكل الأمور الآن معلقة بالمفاوضات بين تركيا وروسيا حول مصير إدلب، فتارة ترد أخبار بأن الحل بات قريباً وأن النظام لن يقترب من إدلب إطلاقاً، وتارة أخرى ترد أخبار أن المفاوضات تعرقلت وأن الامور تؤول من سيئ إلى أسوأ»، لافتاً إلى أنه وبشكل عام لا يمكن التنبؤ ما دامت زمام الأمور كلها محصورة بيد دول خارجية أما الوفود في أستانة فهي شكلية أو ربما لتبادل الآراء لا أكثر والقرار الفعلي الذي سيصدر مهما كانت نتيجته بيد الروس والأتراك فقط.ويرى مراقبون أن موضوع المفاوضات حول إدلب مرتبط بعدة ملفات رئيسية على رأسها ملف الطرقات الذي من المفترض أنه سيدخل حيز التنفيذ قريباً، حيث سيتم فتح طريق حلب – دمشق الدولي مروراً بدرعا والأردن بعدها ولكن هنا يبقى شكل الاتفاق وماهيته وكيفية ذلك، إضافة لملفات أخرى حول «وجود خلايا تنظيم الدولة ومحاربته في بعض مناطق إدلب» وملف «التجارة الحدودية وتأمين خط الساحل لحماية قاعدة حميميم العسكرية وغيرها من الملفات الأخرى.!!
دمشق..سوريا : الحملة على إدلب … «أبناء المصالحات» يشاركون فيها و«قسد» الكردية مستعدة لخوضها إلى جانب قوات النظام!!
14.08.2018