استنكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قيام بعض الرجال المحليين العاملين في المنظمات الدولية في سوريا باستغلال النساء والفتيات السوريات مقابل تقديم المساعدات الإنسانية، معبرا عن بالغ قلقه إزاء تكرار هذا النوع من الانتهاكات التي أضحت تسجَّل في العديد من مناطق العالم بين حين وآخر.وقال المرصد الحقوقي الدولي الذي يتخذ من جنيف مقرا له في بيان صحفي اليوم، إن الخطورة في هذا النوع من الانتهاكات تكمن في استغلال العاملين في المنظمات الدولية لسلطتهم وابتزاز النساء في مناطق الأزمات من خلال مقايضة المساعدات الإنسانية المكلفين بتوزيعها مقابل الحصول على الجنس، في انتهاك واضح وصريح لقواعد السلوك الوظيفي وأخلاقيات الوظيفة، فضلاً عن مساسه الخطير بحقوق الإنسان وحريته في صون جسده.وأوضح الأورومتوسطي أن الاستغلال الجنسي في سوريا أصبح واسع الانتشار لدرجة أن النساء السوريات يعانين من أجل الحصول على المساعدات الإنسانية، بل وترفض الكثيرات منهن الذهاب إلى مراكز التوزيع خوفا من أن يفترض الناس أنهن يعرضن أجسادهن مقابل الحصول على هذه المساعدات.ولفت المرصد إلى أن الدراسة التي صدرت عن صندوق الأمم المتحدة بعنوان "أصوات من سوريا 2018"، أكدت على أن مقايضة الجنس مقابل المساعدات الإنسانية هي ممارسة متبعة في مختلف المحافظات السورية، وبصورة أكثر انتشارا في جنوب سوريا. وبحسب التقرير، تم استغلال حاجة مجموعة من النساء والفتيات السوريات للمساعدات الإنسانية ما دفعهن إلى قبول الارتباط بمسؤولين عاملين في المنظمات الدولية لفترة قصيرة، مقابل تقديم أجسادهن. ولفت التقرير إلى أن العديد من القائمين على توزيع المساعدات كانوا يعرضون تقديم المساعدات للنساء والفتيات أو إيصالهن لمنازلهن بسياراتهم مقابل استغلالهن جنسياً.وبين المرصد أن الفقر والحاجة المادية تدفع النساء والفتيات لقبول هذا النوع من الانتهاك، منوهاً إلى أن النازحات داخليا واللواتي ليس لديهن عائلة لحمايتهن هنّ أكثر الفئات تعرضا للاستغلال الجنسي، ففي حين تعاني هؤلاء من أكثر الظروف ضعفاً، يمتلك العاملون في المنظمات الدولية الموارد وسلطة الإشراف على توزيع المساعدات، الأمر الذي يساهم في إمكانية ارتكاب هذه الانتهاكات مع عدم وجود رقابة صارمة.وأشار الأورومتوسطي إلى أن ما تسجله سوريا اليوم هو مشهد مؤسف من عدة مشاهد تكشفت مؤخراً في بعض المنظمات الدولية، والتي كانت كشفت في الآونة الأخيرة عن شكاوى تتعلق بممارسة الاستغلال الجنسي من قبل موظفيها في مناطق الأزمات مقابل تقديم الخدمات الإنسانية، وكان آخرها اللجنة الدولية للصليب الأحمر "ICRC"، والتي ذكرت قبل أربعة أيام فقط أن 21 شخصاً من موظفيها إما فُصلوا أو استقالوا منذ العام 2015 بسبب "دفع أموال لقاء خدمات جنسية".وكانت منظمة أطباء بلا حدود أعلنت في العام 2017 عن أنها تلقت 40 شكوى تتعلق بالتحرش والاعتداء الجنسي، قام بها موظفون يتبعون لها. كما ذكرت تقارير عن وجود دلائل على ممارسة موظفي منظمة "أوكسفام" البريطانية للاستغلال الجنسي في "هايتي" وربما في "تشاد" و"جنوب السودان".ونوّه المرصد الأورومتوسطي إلى أن تقرير الأمم المتحدة بخصوص الاستغلال الجنسي من قبل الموظفين العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية ليس الاول، حيث كان صدر تقرير مشابه عن هيئة الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين بالتعاون مع منظمات محلية في مارس العام الماضي يكشف عن تورط العاملين في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين في مقايضة النساء في راواندا على الجنس مقابل حاجات إنسانية أساسية كالغذاء.ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المنظمات الدولية، ولا سيما الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة العاملة في المجال الإنساني إلى تفعيل آليات الرقابة على هذه الانتهاكات، والعمل بكل ما تملك من صلاحيات لوقف الانتهاكات الجنسية والاستغلال الذي تتعرض له النساء والفتيات السوريات وغيرهن من الفئات الأكثر ضعفاً في العالم. وطالب الأورومتوسطي بوضع آلية فعَالة لقبول الشكاوى ممن يتعرضون لهذا النوع من الانتهاكات، والعمل على حمايتهم من التعرض للعقاب نظير تقديم تلك الشكاوى!!
جنيف..سويسرا : الاورومتوسطي : مقايضة الاستغلال الجنسي بالمساعدات الإنسانية في سوريا مشين !!
27.02.2018