أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
دمشق..سوريا : واشنطن بوست : جيوش المرتزقة الروس تسيطر على سوريا!!
17.12.2017

قبل أن يقتله قناص في سوريا في سن الـ 23، كتب «إيفان سليشكين» رسالة مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي لخطيبته: «سنرى بعضنا البعض قريبا، وسأعانقك بشدة قدر الإمكان».إلا أننا لن نعثر على اسم «سليشكين» بين السجلات الرسمية لوزارة الدفاع الروسية للضحايا في الحرب ضد «الدولة الإسلامية».وذلك لأن الشاب الذي غادر مسقط رأسه أوزايورسك في جبال الأورال كان واحدا من آلاف الروس المنتشرين في سوريا من قبل متعاقد عسكري خاص غامض يعرف باسم «فاغنر»، والذي لا تتحدث عنه الحكومة.ويصور «سليشكين» على قبره يحمل بندقية رشاشة، ووفقا لموقع إخباري محلي أرسل مراسلا إلى الجنازة في 2 مارس/آذار، قال أصدقاؤه إنه انضم إلى «فاغنر» لكسب المال لدفع ثمن حفل زفافه.وقال صديقه «أندريه زوتوف» لوكالة أنباء أسوشييتد برس: «لقد كان في مجموعة فاغنر»، مضيفا أن «سليشكين» قتل بينما كانت قواته تتقدم في اتجاه حقل الشاعر النفطي شمال تدمر.وقال «زوتوف»: «هناك الكثير من المال هناك. وتطوع للانضمام إلى الشركة، حيث أراد – مثل العديد من المقاتلين الروس – أن يحل مشاكله المالية».وأفاد موقع فونتانكا – الذي يقع مقره في سان بطرسبرغ – أن نحو 3000 من الروس الذين تم التعاقد معهم مع مجموعة فاغنر قاتلوا في سوريا منذ عام 2015، أي قبل أشهر من الحملة العسكرية الروسية التي استمرت عامين في سوريا، والتي ساعدت على تحويل تيار الحرب الأهلية لصالح رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، حليف موسكو منذ فترة طويلة.وعندما توجه «بوتين» إلى قاعدة جوية روسية في سوريا يوم الإثنين، قال للقوات الروسية: «ستعودون إلى بلادكم بالنصر»، إلا أنه لم يذكر المرتزقة. ومن المتوقع أن تبقى القوات الروسية في سوريا لأعوام، بينما من المحتمل أن يبقى المرتزقة لحراسة حقول النفط والغاز المربحة، بموجب عقد مبرم بين الحكومة السورية وشركة روسية أخرى يزعم أنها مرتبطة برجل أعمال يعرف باسم «طباخ بوتين» في الكرملين.لقد لعب مقاتلو الشركات الخاصة مثل «سليشكين» دورا رئيسيا في سوريا. وبالإضافة إلى تعزيزهم للقوات التي أرسلتها موسكو رسميا، ساعد نشرهم السري على الحفاظ على عدد القتلى الروس الرسمي منخفضا، حيث يسعى بوتين إلى الترشح لدورة رئاسية أخرى العام المقبل.وذكرت وزارة الدفاع الروسية إن 41 من قواتها قد لقوا مصرعهم في سوريا. وقال فونتانكا إن 73 من المرتزقة الروس قتلوا هناك.وأثار الكرملين ووزارة الدفاع أسئلة حول الروس الذين يقاتلون في سوريا بصفة خاصة. واستخدمت دول أخرى مثل الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان المرتزقة لأعوام، ولكن يحظر القانون الروسي استخدام المرتزقة أو العمل كمرتزقة.لكن روسيا استخدمت هذه الشركات الخاصة من قبل في النزاعات، مثل استخدامهم لمساعدة الانفصاليين المؤيدين لموسكو في شرق أوكرانيا منذ عام 2014. وتفاخر أحد القادة الروس بالعمل إلى جانب القوات الروسية، التي قال إنها «في إجازة» أثناء القتال في أوكرانيا.ورفضت وزارة الدفاع تحديد عدد قواتها في سوريا، على الرغم من أن التقديرات التي استندت إلى إحصائيات الغائبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية الروسية العام الماضي أشارت إلى نشر 4300 فرد هناك. وربما ارتفع هذا الرقم على الأرجح هذا العام، لأن موسكو أرسلت الشرطة العسكرية الروسية للقيام بدوريات في «مناطق التصعيد».وقال «مارك غاليوتي»، وهو باحث كبير في معهد العلاقات الدولية في براغ: «لا يتحمس الشعب الروسي جدا إلى فكرة إمبراطورية من شأنها أن تشمل عودة أولادهم إلى ديارهم في الأكفان. ومن الواضح أن هناك عدم حماس لهذا الصراع».وأضاف: «ومن خلال امتلاك مثل هذه الشركة العسكرية (فاغنر)، يمكن امتلاك القوة اللازمة … ولكن عندما يموت الأشخاص، لا يتم الإعلان عنهم».وحصل فونتانكا – الذي يحظى بالاحترام لتقاريره المستقلة – على ما وصفه بجداول فاغنر واستمارات التوظيف التي تشير إلى أن الآلاف من الروس قاتلوا في سوريا.وقال «دينيس كوروتكوف»، وهو مراسل في فونتانكا، إن من بين نحو 3 آلاف من موظفي فاغنر – الذين تم نشرهم في سوريا على مر الأعوام – كانت أكبر وحدة في وقت واحد ضمت 1500 فرد.ومنذ عام 2015، قُتل ما لا يقل عن 73 منهم.ونشر كل من فونتانكا وسي آي تي صورا لما أسموه قاعدة تدريب فاغنر في منطقة كراسنودار في جنوب روسيا. وبدت بعض المرافق مماثلة لتلك التي وردت في صور وزارة الدفاع الرسمية لقاعدة عسكرية في مولكينو، في نفس المنطقة.ومنعت الاتفاقات الموقعة مع شركات الأمن الخاصة المرتزقة وأفراد أسرهم من التحدث إلى وسائل الإعلام عن أنشطتها. ويتلقى الناجون تعويضا سخيا عن الصمت، ولم تنجح معظم محاولات أسوشييتد برس للاتصال بأقارب وأصدقاء القتلى.وأفادت وسائل الإعلام في جنوب روسيا بوفاة «ألكسندر كارشينكوف» في سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016. وأظهر موقع «بيلبريسا» عمدة مسقط رأسه «ستاري أوسكول» وهو يعطي ميدالية لأرملة «كارشينكوف»، مارينا، وأمه.وقالت «مارينا كارشينكوف» إن زوجها ذهب إلى سوريا كجندي مرتزق، لأنه «كان لديه أطفال لرعايتهم».وفي أكتوبر/تشرين الأول، أصدر تنظيم الدولة الإسلامية مقطع فيديو عن اثنين من الأسرى الروس قالوا إنهما كانا يقاتلان في سوريا. ونفت وزارة الدفاع أنهم من الجنود الروس، وذكرت تقارير إعلامية أنهما يعملان لصالح «فاغنر».وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة «فاغنر» قد تأسست من قبل المتقاعد «ديمتري أوتكين»، الذي تعرض للعقوبات الأمريكية في يونيو/حزيران، بعد أن قالت وزارة الخزانة إن الشركة جندت جنود سابقين للانضمام إلى الانفصاليين الذين يقاتلون في أوكرانيا. وقد تم تصوير «أوتكين» قبل عام في مأدبة أقامها الكرملين قدمها «بوتين» لتكريم قدامى المحاربين العسكريين.كما فرضت عقوبات أمريكية على «يفغيني بريغوجين»، رجل أعمال سانت بطرسبورغ الذي يطلق عليه اسم «طباخ بوتين» من قبل وسائل الإعلام الروسية، بسبب مطاعمه وشركات التموين التي استضافت عشاء الكرملين مع كبار الشخصيات الأجنبية. وخلال أكثر من 10 أعوام منذ أقام العلاقات مع بوتين، توسعت أعماله إلى خدمات أخرى للجيش.وفي وقت سابق من هذا العام، كشفت مؤسسة لمكافحة الفساد – يديرها زعيم المعارضة «أليكسي نافالني» – كيف أن شركات «بريغوجين» قد أصبحت تهيمن على عقود وزارة الدفاع. ووضعت وزارة الخارجية الأمريكية «بريغوجين» على قائمة العقوبات عام 2016 – المتعلقة بالنزاع الأوكراني – مستشهدة بـ «تعاملاته التجارية الواسعة» مع وزارة الدفاع.ومن بين الشركات المرتبطة بـ «بريغوجين» شركة إيفرو بوليس، وهي شركة مسجلة في موسكو ذكر فونتانكا أنها أصبحت واجهة لعمليات فاغنر في سوريا.وفي عام 2016، أدرجت إيفرو بوليس بيع المنتجات الغذائية باعتبارها نشاطها الأساسي، وفقا لقاعدة بيانات سبارك إنترفاكس. ولكن هذا العام، أدرجت الشركة قائمة من النشاطات مثل التعدين وإنتاج النفط والغاز، وفتحت مكتبا في العاصمة السورية دمشق.وحصلت الوكالة على نسخة من عقد من 47 صفحة بين شركة إيفرو بوليس وشركة البترول العامة المملوكة للدولة في سوريا، أوضحت أن الشركة الروسية ستحصل على 25% من عائدات إنتاج البترول والغاز في الحقول التي يقوم جنودها بالسيطرة عليها وتأمينها من الإسلاميين. وعلى الرغم من عدم إمكانية التأكد من موثوقية العقد الذي يستمر لـ 5 أعوام، كان فونتانكا قد أبلغ عن نفس الصفقة في يونيو/حزيران.وقال «كورونتكوف: «إن الارتباط بين إيفرو بوليس وبريغوجين كبير ولا شك فيه. ونعتقد أن هذه الشركة مجرد غطاء لشركة فاغنر الخاصة، وقد تكون محاولة لإضفاء الشرعية على هذه المجموعة، ربما للاستخدام التجاري في وقت لاحق».ووجد مراسل أسوشييتد برس – الذي ذهب إلى مكتب إيفرو بوليس في دمشق – المكتب مغلقا، دون أي إشارة على الباب.ورفضت وزارة البترول والثروة المعدنية السورية التعليق عندما سئلت عن صفقة إيفرو بوليس. وردا على سؤال حول العقد، قالت وزارة الطاقة الروسية لـ(فونتانكا) إنها لا يمكنها الكشف عن «الأسرار التجارية»، ورفضت التعليق على أخبار أسوشييتد برس.ومع اقتراب انتهاء الحملة الروسية في سوريا، يبقى عمل شركات المرتزقة مستمرا، بحسب ما يقول المحللون.!!


1