أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41345
مكسيكي يشبه الذئب اشتغل في سيرك الرعب ليتحدى السخرية !!
12.10.2015

مكسيكو- في ظاهرة غريبة ومثيرة للفضول يعاني المكسيكي خيسوس اسيفيس الملقب بـ”شوي الرجل الذئب” من مرض نادر هو فرط الشعر الخلقي، الذي يجعل وجهه مكسوا بشعر غزير يلقي الرعب في قلب من ينظر إليه أول مرة.وفي كل مرة كان يخرج فيها شوي من بيته كان يرى ملامح الدهشة والذعر على وجوه الناظرين إليه. وفي سن الحادية والأربعين اعتاد على هذا الأمر وعلى المضايقات التي يتعرض لها منذ طفولته بسبب وجهه الذي يشبهه البعض بوجه الذئب.ومنظر شوي الغريب جعله يعيش معاناة لا مثيل لها منذ زمن الطفولة الأول، وأمضى عمره وهو يتساءل “لم خلقني الله هكذا؟ لم لست مثل الآخرين؟”.وخلال أيام المدرسة، عانى الرجل الذئب من سخرية رفاقه، وكان بعضهم ينتزع شعرا من وجهه على سبيل الدعابة. وإزاء هذه المعاناة، لم يجد شوي سوى اللجوء إلى الكحول، وبدأ بعد ذلك العمل في سيرك مع إثنين من أبناء عمه مصابين بالمرض نفسه.ويعد هذا المرض نادرا جدا، فلم تسجل أكثر من 50 حالة منه في العالم في التاريخ. وينتمي 13 من المصابين به إلى عائلة واحدة من منطقة لوريتو في ولاية زاكاتيكاس وسط المكسيك، هم 7 رجال و6 نساء.ومع أن المصابين بهذا المرض لا يعانون من أعراض أخرى سوى الشعر الكثيف جدا في الوجه، فإن ذلك يجعل من حياتهم اليومية أمرا صعبا جدا.وحال شكل شوي الذي يعمل حاليا في جمع العبوات الفارغة الملقاة في الشوارع دون إتمام دراسته، حيث أوصدت الأبواب كلها في وجهه بسبب الشعر الذي يكسو وجهه ورقبته، فاتجه آنذاك إلى العمل في سيرك الرعب بلندن، حيث كان يتقاضى 8 دولارات في اليوم.وأصابته حياة السيرك هذه على مدى 20 عاما بأضرار نفسية كبيرة، وأطاحت بثقته في نفسه، وهو أمر لم يدركه إلا متأخرا، إذ كان سعيدا بها في البداية، كما يقول.وتعرف في السيرك على امرأة لا تعاني من مرضه، قبلت الزواج منه، لكنه أنجب طفلة مصابة بالداء نفسه، هي اليوم في الثالثة عشرة من العمر.وأنجزت المخرجة إيفا آريدجيث فيلما وثائقيا “شوي ال هومبري لوبو” (شوي الرجل الذئب) تطرقت خلاله إلى الصعوبات التي يتعرض لها مثل هؤلاء الأشخاص في حياتهم، حيث أمضت عاما ونصف العام مع شوي وعائلته لتنجز فيلما تأمل أن يوقظ الضمائر إزاء هذه المعاناة.ويثير هذا المرض لدى المكسيكيين ذكرى قصة أليمة وقعت مع خوليا باسترانا التي كانت مصابة بفرط الشعر الخلقي وبتشوهات خلقية جعلتها مادة للعرض في أوروبا في القرن التاسع عشر على أنها “المرأة القرد”، ثم بقي جسمها معروضا في النرويج حتى العام 2013، حين أعيدت إلى بلدها ودفنت فيه.في سن الحادية والأربعين، يبدو أن شوي غير قناعاته وتغلب على عقدة النقص بعدما أرهقته على مدى سنوات عمره نظرات السخرية والتمييز. وقد ترك الكحول جانبا وقرر أن يعيش حياته وأن يواجه نظرات الناس بتحد وقوة لا أن يخفي وجهه بيديه في الشارع. ويقول “إذا كان الله قد خلقنا مختلفين، فإن ذلك لا بد وأن يكون لحكمة”.!!


1