أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41345
عمارة للفقراء والكوارث: منازل صلبة من الورق المقوى !!
05.10.2015

طوكيو – يرى المهندس المعماري الياباني شيغيرو بان أن فن العمارة له اتجاهان، أحدهما بناء المباني الكبيرة والفخمة للحكومات والمؤسسات والأغنياء، والثاني العمارة للفقراء ولمناطق الكوارث، واختار هو الاتجاه الثاني وذلك ببناء منازل من الورق المعاد تدويره في مغامرة أثارت الكثير من الجدل.ويتمثل الجدل في مدى صلوحية هذه المنازل والمدة التي يمكن لها أن تظل صامدة ومقاومة للظروف المناخية المتقلبة، خاصة وأن البعض يعتبر أن الورق من أضعف المواد ذات الهيئة الصلبة.ورد المهندس الياباني على هذا الجدل باستخدام إسطوانات من الورق المقوى المعالج بمادة معينة تجعله يتحول إلى قاعدة صلبة لإقامة الملاجئ والمساكن المؤقتة التي تحتاج إلى السرعة في التنفيذ بأقل تكلفة.ومنذ منتصف الثمانينات أبدى شيغيرو اهتمامه بالورق واستخدامه للبناء، وطور أسلوبا للاستفادة من الورق المقوى لإنشاء مبان مؤقتة يمكنها أن تصمد لعقود، وكونها من الورق لا يعني أنها ستنهار من أول قطرة مطر، فهي مصنعة لكي تتحمل المطر والرطوبة، وفوق ذلك فالسقف عادة يصمم لكي يبعد المطر عن أعمدة الورق، ويمكن تصميم أعمدة الورق لكي تكون مقاومة للحريق.ويريد شيغيرو في مشاريعه هذه استخدام أبسط الوسائل وأسرعها لإنشاء مبان يحتاجها الناس وفي نفس الوقت تكون هذه الوسائل صديقة للبيئة ويمكن إعادة استخدامها. وهذا ما أثبته مشروع كاتدرائية يابانية نقلت وأعيد استخدامها في تايوان، والورق المقوى يمكن إعادة تصنيعه وإن رمي في أي مكان فهو قابل للتحلل.وكان المهندس الياباني قد جذب الانتباه على نطاق واسع للمرة الأولى بعدما صمم منزلا من الورق استخدم في أعقاب الصراع في رواندا عام 1994 وزلزال 1995 في مدينة كوبي في اليابان، إذ قام بتطوير نظام ورقي يسمح بسرعة تثبيت أسرة مخصصة للناجين من الكوارث، وتخصيص مساحة شخصية للحفاظ على خصوصية كل شخص.وتنبع تصرفات شيغيرو من إيمانه بأن فن المعمار يجب أن يتم استغلاله لتحسين المجتمع وليس “لإظهار السلطة وثروة الطبقة الغنية عن طريق بنايات ضخمة”. لكن ذلك لا يعني أنه لا يصمم المنازل الفخمة والقصور للأغنياء وميسوري الحال.ويقول شيغيرو إنه يسعى إلى موازنة بين عمله مع الأغنياء من أجل جني الأرباح وبين التزاماته الإنسانية، فشيد في فرنسا مركز بومبيدو دو مِتز وسطحه الأبيض الرخو سمته وسائل الاعلام بـ “منزل السنافر”.وأوضح المهندس الياباني أن من ضمن أهدافه المستقبلية تشييد مصنع لإنتاج “المنازل المؤقتة”، وذلك لتوفيرها في أسرع وقت للمتضررين عقب حدوث الكوارث الطبيعية.يذكر أن إعادة التدوير من أفضل الطرق لتحويل النفايات أو المنتجات العديمة الفائدة لمواد لها فائدة بيئية، ومن أشكال إعادة التدوير استخدام القارورات البلاستيكية و الزجاجية، الورق، الكرتون، إطارات السيارات، و مواد الألمنيوم، و من فوائد إعادة التدوير الحفاظ على البيئة والحد من النفايات، وتنظيف الطبيعة من النفايات الصناعية.وفاز شيغيرو بان بأرفع جائزة تمنح سنويا للمبدعين في مجال المعمار. ومنحت لجنة “جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية” 2014 الجائزة للمهندس بان الذي يبلغ من العمر 56 سنة عن بناء ما “يوفر مأوى ومنازل ومراكز مجتمعية وأماكن روحية لمن تكبدوا خسائر فادحة ودمارا”. وقالت اللجنة “لعشرين عاما، كان بان يسافر إلى المواقع التي تشهد كوارث طبيعية أو بشرية بأنحاء العالم، للعمل مع السكان المحليين والمتطوعين والطلاب لتصميم وبناء مساكن ومنشآت اجتماعية بسيطة وكريمة ومنخفضة التكلفة وقابلة لإعادة تدويرها لضحايا الكوارث”.ومن ضمن الابتكارات التي منح بان الجائزة من أجلها تشييد كاتدرائية في كرايستشيرش بنيوزيلندا من الورق المقوى، بعدما انهارت كنيسة وسط المدينة جراء زلزال عام 2011. وشيد المبنى المرتفع الذي يستقبل الجماهير باستخدام أغطية بلاستيكية وقوالب من الورق المقوى لصب أعمدة إسمنتية.!!


1