أحدث الأخبار
الأربعاء 11 كانون أول/ديسمبر 2024
1 2 3 41347
بيلا حديد: الجمال والروح الفلسطينية المقاومة!!
08.11.2023

كتبت*مروة صلاح متولي..لا تعد بيلا حديد من أهم وأشهر عارضات الأزياء في العالم وحسب، بل هي من الشخصيات المئة، الأكثر تأثيراً في عام 2023، ضمن قائمة مجلة «تايم» الأمريكية. ولا تقتصر شهرة العارضة الأمريكية الفلسطينية، على عالم الجمال والموضة، وإنما تمتد إلى مجالات وأنشطة أخرى، منها الخيري والإنساني والسياسي. وقضيتها الأولى بطبيعة الحال، هي القضية الفلسطينية، التي تعمل على دعمها بكل السبل، من مكانها حيث توجد في أمريكا، ومن خلال مكانتها وشهرتها العالمية. قد تكون بيلا حديد العارضة الأولى في العالم حالياً، بعد أن استطاعت، وهي لا تزال في السادسة والعشرين من عمرها، أن تحقق النجاح الهائل، وأن تكون من العارضات المتميزات بشكل نادر، اللاتي لا يتكررن كثيراً في هذا الميدان.
بدأت بيلا حديد مسيرتها مبكراً، ودخلت عالم الموضة وعروض الأزياء، منذ أن كانت في سن السادسة عشرة، وانطلقت بقوة لافتة في العمل، مع بيوت الأزياء الراقية وأهم المصممين العالميين. فتعرف العالم على جمالها الفريد النادر، ومواصفاتها المثالية تماماً، التي يجب أن تتوفر في عارضة الأزياء. تتمتع بيلا حديد بكل شيء، من الجمال الشديد والبشرة المشرقة، وفرادة ملامح الوجه، وخطوطه وتقاسيمه الواضحة البارزة، والشعر الذي يبدو جميلاً في كل ألوانه، ويعزز جمالها ويمنحها مظهراً خيالياً ساحراً، والعينين الساحرتين ونظراتهما الحادة القوية، وطول القامة ورشاقة الجسد، والجاذبية وسحر الحضور، وانضباط الحركة والخطوات، والشخصية والروح التي تضفي على كل هذه الأمور، المزيد من السحر والجمال، بل تجعل هذا الجمال حياً وعميقاً ومؤثراً.
نجمة من نوع خاص
بدأت بيلا حديد كبيرة مع الكبار، وقدمت مشاركات ناجحة، في عروض الأزياء العالمية الكبرى، ومثلت أرقى دور الأزياء، وأشهر المصممين، والماركات العالمية المرموقة. وصارت أيقونة من أيقونات الجمال والموضة. وبيلا حديد كعارضة أزياء، تعد نجمة من نوع خاص، فدورها هو عرض الملابس والأكسسوارات، والمجوهرات وغيرها من المنتجات، المرتبطة بصيحات الموضة النسائية. هذه المهنة تتطلب الكثير من الجدية والالتزام والانضباط، فالحفاظ على الجسد ورشاقته، هو أمر صارم لا مفر منه، والسير على الكات ووك أو الممر، ليس نزهة، أو مجرد استعراض للجمال، وافتخار بالجسد. ويسبق عروض الأزياء الكثير من التحضيرات، بداية من قياس الملابس، والبروفات على الكات ووك، والكات ووك اسم يطلق على خطوة عارضة الأزياء وطريقة سيرها، ويطلق أيضاً على الممر الذي تمشي فوقه العارضة. ويكون على العارضة إلى جانب إتقان الخطوات، وإظهار الملابس للجمهور بأفضل إطلالة ممكنة، أن تحسن التفاعل مع الكاميرات والمصورين، من حيث التواصل البصري والنظرات الواثقة، وأوضاع الجسد ووقفاته. ويعد التوازن من الاعتبارات، الواجب الحفاظ عليها أثناء المشي على الممر، وهذا يتطلب المرونة والقوة في الوقت نفسه، كما يجب الحفاظ على تعبيرات الوجه الحادة الواثقة، وعدم التشتت والانتباه للجمهور، وللعارضة إيقاع يجب أن يتناغم، مع إيقاع الموسيقى المصاحبة للعرض، حيث تنضبط الخطوات على هذا الإيقاع، دون أن يتحول الأمر إلى رقص أو تمايل. هذا ما تفعله وتقوم به بيلا حديد، وهذا أيضاً ما تجيده وتتقنه تماماً.
تتمتع بيلا حديد بجمال كلاسيكي، يبدو حديثاً في الوقت نفسه، فهي تظهر أحياناً كأميرة من العصور القديمة، وبطلة من بطلات الحكايات الخرافية، وفارسة من فارسات الأساطير، عندما تكون على ظهر جوادها، والمعروف أنها تمارس رياضة ركوب الخيل منذ طفولتها، وشاركت في بعض المسابقات والمنافسات الخاصة بالفروسية. وتظهر أحياناً كنموذج من أحدث نماذج الجمال، المتجاوز حتى لعصرنا الحالي، نحو العصور المستقبلية، كأنه أحدث صيحة من صيحات الجمال، وهي على الرغم من الجانب الكلاسيكي في جمالها، تعد عارضة أزياء عصرية للغاية، تجمع بين قوة الشخصية والأنوثة الشديدة. هناك الكثير من عارضات الأزياء في العالم، لكن قليلة هي الأسماء التي تحقق النجومية الساحقة، وتحفظ مكانها في ذاكرة هذا المجال، وتمكنت بيلا حديد من الوصول إلى القمة، بسرعة صاروخية، بفضل ملامحها الجذابة وجسدها المثالي، وأسلوبها الرفيع وموهبتها اللافتة، وشخصيتها المؤثرة. ولا شك في أنها من أجمل العارضات اللاتي سيذكرهن التاريخ، مثل كلوديا شيفر وناعومي كامبل، لكن بيلا تتفوق على الجميع، وتختلف عن الأخريات، بتجاوزها للقالب النمطي لعارضة الأزياء، واشتباكها مع الواقع والعالم من حولها.
الدفاع عن فلسطين
ولدت بيلا حديد سنة 1996 في الولايات المتحدة الأمريكية، لأب فلسطيني هو الملياردير محمد حديد، وأم هولندية هي عارضة الأزياء السابقة يولاندا حديد، لذا يرى البعض في جمال بيلا حديد، مزيجاً من الجمال الفلسطيني والجمال الهولندي، وأن هذا المزيج يعد سراً من أسرار جمالها الفريد. واسم بيلا حديد عند الميلاد، هو «إيزابيلا خيرية حديد» فهي تحمل اسماً أجنبياً واسماً عربياً، وخيرية هو اسم جدتها لأبيها. ولد الأب محمد حديد في فلسطين، تحديداً في مدينة الناصرة، ثم فارق فلسطين طفلاً، بعد أن تم تهجير عائلته إلى سوريا، وفقدت أسرته بيتها الذي استولى عليه الاحتلال الإسرائيلي. ومن سوريا هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليبدأ مسيرة النجاح من الصفر، ويتدرج من ممارسة المهن الصغيرة، إلى العمل كمطور عقاري ناجح. يتحدث محمد حديد دائماً عن أصوله بفخر شديد، وعن وطنه فلسطين بفخر أكبر وأشد، ويصف فلسطين دائماً بالجنة، التي يجب استعادتها وتحريرها كاملة من المحتل الإسرائيلي. وكما يفعل الأب تفعل الابنة، فهي تفتخر دائماً بأصولها الفلسطينية، وبديانتها الإسلامية، وعروبتها وإن كانت لا تتقن اللغة العربية، لكنها عندما اختارت أن ترسم وشماً، على كتفها الأيمن، رسمت كلمة «أحبك» بالأحرف العربية، أما دفاعها عن قضية فلسطين، فهو أمر يثير الكثير من الإعجاب والتقدير.
ولدت بيلا حديد سنة 1996 في الولايات المتحدة الأمريكية، لأب فلسطيني هو الملياردير محمد حديد، وأم هولندية هي عارضة الأزياء السابقة يولاندا حديد، لذا يرى البعض في جمال بيلا حديد، مزيجاً من الجمال الفلسطيني والجمال الهولندي، وأن هذا المزيج يعد سراً من أسرار جمالها الفريد.
لا تؤثر العارضة العالمية الجميلة، من خلال الموضة فقط وذلك العالم الخلاب، فكما هي رمز للجمال، هي كذلك رمز للقوة والجرأة، والحرية في التعبير عن الرأي، والوقوف إلى جانب الحق، وبالإضافة إلى القضية الفلسطينية، تدعم بيلا حديد العديد من القضايا المجتمعية، من حقوق المرأة، والصحة النفسية، وبعض الأمراض المزمنة، وتشارك الآخرين آلامهم، من خلال الإعلان عن معاناتها الخاصة، سواء مع الآلام النفسية أو الجسدية، التي تمر هي بها شخصياً، كما تدافع أيضاً عن السوريين وتتحدث عن مأساتهم الهائلة، وتتعاطف مع المهاجرين من جميع الجنسيات في هذا العالم، وكانت من أشد المعارضين لسياسات، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأفكار الكراهية والعنصرية ضد الأجانب. ومنصات بيلا حديد على وسائل التواصل الاجتماعي، ليست لعرض الصور الجميلة المبهجة فقط، وإنما للتعريف بهذه القضايا، وإثارة الانتباه إليها، والحث على التفاعل الإيجابي بشأنها. تلعب بيلا حديد دوراً مهماً في مساندة القضية الفلسطينية، وتسخر شهرتها العارمة، ومنصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تعريف عشرات الملايين الذين يتابعونها، بالقضية الفلسطينية وإطلاعهم على معاناة الفلسطينيين، فتقوم بنشر المعلومات والصور والقصص، التي تسلط الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وما يمارسه من انتهاكات وحشية، في حق الفلسطينيين والإنسانية. ولا تكتفي بيلا حديد بهذا النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو نشاط شديد الأهمية لا يستهان به في زمننا الحالي، لكنها تشارك على الأرض أيضاً، وتنضم إلى المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية، التي تقام في الولايات المتحدة الأمريكية، دعماً للقضية الفلسطينية، وتوثق هذه المشاركات، وتنشرها على منصات التواصل الاجتماعي، ونراها في بعض هذه المقاطع، ترفع علم فلسطين، وتضع الشال أو الكوفية الفلسطينية على رأسها. وتقدم بيلا حديد الدعم المالي للمنظمات الخيرية، والمؤسسات التي تعمل على مساعدة الفلسطينيين، المتضررين من جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وتشارك في حملات جمع التبرعات، مما يكون له الأثر الكبير بطبيعة الحال. كما أنها متحدثة ناشطة، تشارك في الحوارات والنقاشات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، سواء مع الجمهور أو الناشطين أو الخبراء السياسيين، وتشتبك في سجالات قوية مع بعض المتطرفين، واليمينيين الإسرائيليين الذين يهاجمونها بضراوة، لكنها لا تتوانى عن الدخول في هذه الصراعات، ومواجهة عناصر الاحتلال الإسرائيلي، وتعبر عن وجهة نظرها، وإيمانها العميق بالقضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، وهكذا يتنوع الجمال عند بيلا حديد، بين الشكل والأفكار والمواقف.


1