أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41345
همة فريق كرة عراقي لقِصار القامة تتعلق ببطولة عالمية!!
05.12.2021

بغداد - حرص عمر عبدالرحمن أحد لاعبي منتخب العراق لكرة القدم لقصار القامة على الحضور مرّتين في الأسبوع للتدريب مع بقية زملائه، من أجل حلم المشاركة في أوّل بطولة عالمية لهم في الأرجنتين.وعلى الرغم من الإمكانيات المتواضعة لدى الفريق، ينسى اللاعبون الـ25 القادمون من جميع أنحاء البلاد المتاعب اليومية والتمييز والسخرية التي يواجهونها أحياناً.ويقول مهاجم الفريق عبدالرحمن الذي يدير أسرة تضمّ زوجة وثلاثة أولاد “أصبح للفريق دور في تغيير مسار حياتي وبقية اللاعبين”.الرجل الأربعيني الذي يُعدّ أبرز لاعبي الفريق في مركز الهجوم، يعمل في مقهى عائلي يقدّم فيه النرجيلة إلى الزبائن.ويذكر عبدالرحمن البالغ طوله 1.42 م “لديّ مواهب في كرة القدم لكن نظرة الازدراء تجاه هذه الفئة حرمتنا من إمكانية اللعب مع الفرق الشعبية.. أما الآن فقد تغيّر الحال”.ومع صيحات إعجاب الزملاء لما يقدّمه عمر، يواصل بقية اللاعبين عروضهم التدريبية الجميلة وتحاكي لمسات اللاعبين الأسوياء لما تتمتع به من أسلوب ممتع في تمرير الكرات وطريقة تسديدها إلى المرمى بمهارة.“الجميع مطالبون بتخفيف الأوزان” بهذه النصيحة يبدأ المدرب مهمته بعد تجمّع اللاعبين في منتصف قاعة، يقوم بمصافحتهم قبل بدء الحصّة التدريبية.عاد الفريق أخيراً من مباراة ودية في الأردن، وفي عام 2022، يخطط للسفر إلى الأرجنتين للمشاركة في بطولة عالمية مخصّصة لقصار القامة.ويُعدّ منتخب العراق لقصار القامة ثاني فريق عربي من قارة آسيا، إلى جانب الأردن، يستعد للمشاركة في بطولة تشهد أيضاً مشاركة فريقين عربيين من أفريقيا هما مصر والمغرب.ولم يتمّ تحديد موعد بطولة العالم 2022 بعد، كما يوضح فاكوندو ماريانو روخاس، رئيس “الاتحاد الدولي لكرة القدم لقصار القامة”، ومقرّه الأرجنتين.ويضيف أن هذا سيعتمد على القيود المرتبطة بجائحة كورونا. “نحن نبحث أيضًا عن موارد مالية لمساعدة لاعبي كل بلد على القدوم” والمشاركة في البطولة.وتقام المباريات في ملاعب مغلقة وعلى أرضية ملاعب كرة الصالات، مع فرق من سبعة لاعبين.وتأسّس الفريق العراقي عام 2019 بمبادرة تبناها مدير الفريق حسين جليل الذي اعتاد على حضور التدريبات وهو أيضاً من قصار القامة حيث قال “ظهور هذه الفرق في بلدان أخرى شجعني لتأسيس الفريق”.وعلى الرغم من كون أغلب لاعبي الفريق من بغداد، لكنه يتميّز بالتنوّع. فهناك لاعب من أربيل وآخر من كركوك وكذلك لاعبون من الكوت والسليمانية وذي قار. وهم يتحملون أعباء الوصول إلى بغداد لحضور التدريبات.ولا يختلف حال عبدالرحمن عن زميله مدافع الفريق صلاح أحمد الذي يعمل ميكانيكياً لتصليح الدراجات الهوائية، من أجل تأمين متطلبات أسرة مؤلفة من زوجته وابنه الذي يواصل دراسته الابتدائية.ويقول أحمد (37 عاما) الذي لا يتردّد في ترك عمله أحياناً لحضور التمارين “أريد مع زملائي أن نمضي بتحقيق حلم المشاركة العالمية”.ويضيف أحمد، وهو رب أسرة أيضا، “قبل أن ألتحق بالفريق، كنت أعاني من نظرة المجتمع لقصار القامة إلى الحد الذي لا أستطيع فيه مشاركة لاعبين أسوياء لعبة كرة القدم رغم ما أمتلكه من موهبة فيها”.منتخب العراق لقصار القامة يُعدّ ثاني فريق عربي من قارة آسيا، إلى جانب الأردن، يستعد للمشاركة في بطولة تشهد أيضاً مشاركة فريقين عربيين من أفريقيا هما مصر والمغرب بدوره، يتابع حسين جليل “البعض من لاعبي الفريق كانوا يعانون من ظاهرة التنمر في الأماكن العامة وفي الشارع، إلاّ أنّ الحال اختلف، كرة القدم منحتهم ثقة في تحدي هذه المظاهر من جهة، ونظرة الآخرين اختلفت أيضا”.كما يعاني الفريق أيضاً من مشكلة تجهيزاته، فالملابس الخاصة باللاعبين عادة ما تكون مقاساتها غير متوفرة في متاجر الملابس الرياضية، فيضطرون إلى شراء ملابس يقومون بتفصيلها بمقاسات ملائمة وهذا ما يضيف أعباء مالية عليهم.ويقول عمر عبدالرحمن الذي يأمل بالمزيد من التقدير للفريق في العراق “في دول العالم، مثل هذا الفرق تحظى برعاية نجوم كرة القدم في تلك البلدان، أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي وغيرهما، أما في العراق فنجوم اللعبة لا يعلمون بوجود هذا الفريق”.


1