أحدث الأخبار
الثلاثاء 03 كانون أول/ديسمبر 2024
1 2 3 41346
الممثلون السوريون المعارضون ممنوعون من العودة!!
25.11.2024

بيروت..عدنان حمدان....مع ظهور الفنانة يارا صبري في برنامج "عندي سؤال" مع الإعلامي محمد قيس، كانت التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي كثيرة، توزّعت بين من وافق رأيها ومن عارضها. صرّحت الممثلة من جديد عن موقفها المناهض للنظام منذ سنوات اندلاع الثورة حتى اليوم، وبأنها حرة في رأيها وليس هناك فصيل أو جهة تمثلها حتى من المعارضة السورية، الأمر الذي أيدها فيه عدد من السوريين من مختلف الاتجاهات السياسية، لكنّ المستائين الوحيدين هم المؤيدون للنظام، فاعتبروها مسيئة أو أنها وقفت مع المخربين والإرهابيين ضد بلادها. خلال كل هذه السنوات، كيف تعامل النظام مع الفنانين المعارضين له؟ أو حتى الذين وقفوا على الحياد؟في الوقت الذي يدعي فيه النظام رحابة صدره واستقباله لكل من يرغب في العودة إلى سورية، إلا أن الفنانين المعارضين لا يستطيعون المجيء إلى بلادهم بتُهَم مختلفة، منها دعم الإرهاب؛ فمن يرغب في العودة عليه أن يقدم فروض الطاعة للسلطة وإلا فليبقَ خارجاً وهو غير مرحب به.ثير من الفنانين السوريين المعارضين لم يستطيعوا العودة إلى سورية، مثل مكسيم خليل، وأصالة نصري، وجمال سليمان، وسوسن أرشيد، وفارس الحلو وزوجته سلافة عويشق، وكندة علوش. اليوم لا يمكنهم أن يخاطروا بحياتهم ليزوروا بلادهم خوفاً من الاعتقال والتهديد، رغم طمأنة السلطات.لم يتوقف الأمر عند الفنانين المناهضين للنظام، بل أيضاً الذين وقفوا على الحياد، فالفنان تيم حسن مثلاً كان "مغضوباً عليه" لفترة من الزمن لأنه لم يصرح عن تأييده لبشار الأسد في أي لقاء إعلامي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنه ابن الساحل السوري، بل اكتفى بالصمت والعمل خارج سورية، إلى أن عاد وسوّى وضعه في نقابة الفنانين عام 2020. الأمر نفسه حصل مع عابد فهد الذي لم يكن قادراً على زيارة سورية بسبب مواقفه "المعارضة"، لكن في عام 2019 سوّى وضعه، ليلعب في العام نفسه دورين في مسلسلي "دقيقة صمت" و"عندما تشيخ الذئاب" داخل سورية.باسل خياط الذي ابتعد كلياً عن طرح رأيه السياسي منذ بدء الثورة عام 2011، لا يستطيع أيضاً أن يدخل بلاده بسبب صمته، وعدم تصريحه بالتأييد العلني لبشار الأسد، وذلك الوضع يستمر حتى اليوم.العديد أيضاً من الفنانين المعارضين رحلوا خارج سورية من دون أن يكون لهم أي موطئ قدم أو قبر في بلادهم، ومنهم الراحلة مي سكاف والراحلة فدوى سليمان، والكاتب الراحل فؤاد حميرة، حتى إن التلفزيون السوري لم ينعهم أو يذكر أسماءهم أبداً.تجاهل التلفزيون السوري الحكومي، كذلك، حاتم علي وجنازته، رغم دفنه في سورية. وقتها، لم يتطرق التلفزيون السوري إلى ذكره على اعتبار أن مواقفه وأعماله كانت مناهضة لسياسة النظام، علماً أنه لم يصرح عن موقفه في أي لقاء أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسُمِح بدفنه في البلاد بعد دخول وساطات عديدة قدمها فنانون سوريون كي يحصل ذلك.حتى اليوم، يمنع التلفزيون السوري عرض أي مسلسل قديم لعب بطولته فنانون معارضون، وإن عُرض، يُزال اسم الفنان المعارض المشارك من شارة العمل، حتى إن مشاهده تُحذَف، متجاهلين أن الدراما السورية كانت قائمة على جميع الفنانين السوريين بمختلف آرائهم، رافضين فصل الفن عن السياسة كلياً. أما القنوات التلفزيونية الخاصة، فيمكنها بثّ بعض هذه الأعمال لكن بحذر، وهذا الأمر سارٍ حتى اليوم. وتُمنَع الإذاعات السورية من بث أي أغنية لأصالة لغاية اللحظة.كل هذا يثبت أن النظام ما زال غير قادر على التسامح مع أحد من الفنانين السوريين المعارضين.


1