أحدث الأخبار
الاثنين 29 نيسان/أبريل 2024
حللت أهلا ووطئت سهلا..2016!!
بقلم : زين عالول ... 01.01.2016

خذني معك الى هناك،سأترك مضجعي الذي نبا وأرق
وعيني التي أبت أن تستزير الغمض.. لما مر أمامها من مشاهد الكرب والوجع ..والدم والألم..والهجرة والغرق..
لعام سابق..سالت فيه بحار من القهر والظلم..وعمت فيه حكايات الغدر والقتل..نبتلع الهراء
من أشجار الصحراء ونلمح الفرح من ثقوب الأبواب..
خذني معك..على أجنحة وأغاريد الطيور..وبساط الولوج
إلى بوابة عام جديد..
مع مساحات المطر أغني.. مع فراشات الحلم أطير..
مع أبيات الشعر أقرض على نوافذ شعاع الصبر ..لا تسألني عن لوني ولا ورقي وهويتي،ولا حتى عن حقيبة غربتي .فأنا مسافرة في سفينة المأساة…
هربت من عام فائت من عام غادر.. من خوف راصد..
أنتظرك عامي السادس بعد العاشر..على محطة الرحيل للفرح..للأمل..للتمني..كرهت الدم وكرهت الظلم وكرهت القنص..للحرية باب وليس لدي بطاقة دخول
للقلم حاشية ولا أملك حبر التوقيع…
أتأخذني معك فقد سأمت الجلوس وسأمت الخنوع من
التفتيش والترحيل والتهميش..
أرغب بالبكاء على ذراعيك يا عامي الجديد..ففي داخلي
قهر وعشق.. وحنين وشحوب..على وجه جدائل الماضي القريب..
جذري معروف ومع ذلك أنكروه ..إسمي محفور ولكنهم زيفوه..عقارب الساعة موقوف بعد سرقة ثواني التوقيت..هتكوا العرض..نسفوا زهور حديقة النسيم بعد أن طعنوا عصافير الكناري وعصافير الحب والحساسين.. وساروا بجثثهم على جدار التفرقة والعنصرية والتخريب. أخطاء ارتكبت،ومخادعات وتآمرات مرت على أوطاننا باسم الربيع وما هو إلا أعاصير وزمهرير..
حللت أهلا ووطئت سهلا ..
قد أشرق الصباح وبانت الشمس عن كبد السماء..وبان الرقم السادس عشر بعد الألفان ..
بعدد حروف ما كتبت..وعدد آهات من أصابه الوجع..وهديروقوقعة موجات البحر..التي رافقت الخائفين الهاربين لشواطئ وأمان بلاد الغرب..
أستقبل العام بهمسات تقود إلى الطموح والعبطةوالأمل والسرور..
أنحني لقادمي الجديد ليهب لنا هدايا من التفاؤل والإنبساط..ورسائل مطرزة بخيوط الذكريات
فقد ذبحتني سكاكين الأقوال بلا أفعال.. وسيوف الأشباح..وأنياب الكلاب..
حللت أهلا ووطئت سهلا..
دجلة والفرات يبكيان.. والقدس وغزة تحترقان وتعدمان.. والنيل عاجز الحركة .. بعد توزيع الأدوار..وأنا مرصوصة في محطة الإنتظار..أراقب الإمتحان أنسقط في مادة الإنتحار بعد سقوطنا في مخالب أعداء الحياة.؟؟ وبعد أن مزقنا صحيفة العروبه..وقتلنا لغة الضاد…
وضيعنا فلسطين والبلاد كما ضاعت غرناطه وقصور الحمراء..
حللت أهلا ووطئت سهلا ..
وطني المغطى بالجراح وكساء البارود والسلاح ..لو سألوك عن تمنياتك في العام القابض على
عظام الصغار..في أرض النفاق والفساد.. قل لهم أريد زفة أكاشف المستور من تذبذب الحكام
أريد محكمة تصم قضاة يلاحقون المجرمين وبائعي مفاتيح الدار..
أريد أن أواجه من بدلوا منهاج التربية والتعليم وانحراف للأجيال..
حللت أهلا ووطئت سهلا..
من بوابة دمشق وأنهار الشام التي تنبع من التاريخ..كفى استهتار بالإنسان الشمي والسوري!!،
من أسواق القدس العتيقة..التي التفت بالسواد ومن بين أحجار وأجراس الأحد ومنارة الشرائع.. وجمعة الرحمن والرسول ..
أنادي القدس عاصمة بلاد فلسطين..ولن نتخلى عنها..في سنين الذهاب والإياب لجبال الجليل والخليل ونابلس وجنين وكل بساتين الرمان والليمون..
من رئات أمهات الشهداء وأشجان بيوت العزاء..وحابسي الدمعات في الأحداق..
نقسم بالله رب العبادات..بأننا لو قرأنا درسنا في التاريخ بامتياز ما وصلنا إلى الأسوأ بالحال..
ولما جاعت فلسطين ورجعنا إلى الوراءحتى سقطت من بعدها بقية البلاد..
حللت أهلا ووطئت سهلا..
يا قنيطرة المجدل وعروبة الشام.. وأمطار العراق.. ووطنية قاهرة العز وبقية أمصار العرب.. أنفثي سم شياطينك وعودي للكرامة والعزة ..وانهضي من سباتك الطويل فقد تعلمنا التفكير منك قبل أن يقف التفكير، ويحل التكفير، ويسود الجند والتدعيش ..والوحل والطين…
عودي لنا عودي لنا فنحن في العناية المكثفة وبحاجة الى عمليات في التنفس وزرع نخاع وقلب وكبد جديد.. يضخ حبا.. يضخ كرامة.. يضخ أمان..لجيل مستباح دمه من خفافيش العتمة والظلام
حللت أهلا ووطئت سهلا..
طلع الفجر علينا بفرسان يقتحمون بصهيل الأحصنة جدارات الفرقة والعصيان والترهيب….
طلع العام علينا بجيل غاضب لا يسامح ولا يغفر الأغلاط والتغليط..
طلع اليوم علينا بأشبال لا يحيون ولا يموتون.. ولايبكون الدمعات..ولا الضحكات على اللحى.
عفوا عامي الجديد حللت أهلا ووطئت سهلا..،
لا بد وأن تعيد الأرقام والإحصاء والحساب فهم لا يهابون من زمان ولا مكان..ولا ساعات تعذيب
كل عام وأنتم بخير يا أولادي بكل مكان.. فأنا متفائلة بالتغيير والعودة للصدارة بدل التهميش..
لأننا شعوب لا تهاب الا من خالقها وباقون باقون..حتى لو قتلنا كل الصراصير..فنحن من شقوق الصخر وجبال الزيتون نولدون..كل عام وأنتم بالعافية تنعمون…

كاتبة فلسطينية
1