أحدث الأخبار
السبت 04 أيار/مايو 2024
"طيرسون الحنين" ديوان أنثى تبحث عن معاني الوجود!!
بقلم :  رضاب نهار  ... 02.06.2015

تقدّم الشاعرة الإماراتية الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي من مواليد الشارقة، في ديوانها “طيرسون الحنين” الذي يحمل ترجمته باللغتين الإنكليزية والفرنسية في ذات الطبعة، مجموعة من القصائد التي تنوعت في مضامينها حتى استطاعت أن تعبّر عما في داخل الشاعرة من حنين وحب وضجيج وشوق وغضب في بعض الأحيان، مع إشارات رمزية تأخذنا إلى حالات تمزج بين الخيال والواقع.
اختارت الشاعرة الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي في ديوانها “طيرسون الحنين”، الصادر عن دار الرمك للنشر في جدة، اللغة البسيطة والسلسة التي تحمل في مفرداتها قدرا عاليا من الشعر، استطاعت أن تؤلفه وفق مقطوعات وجدانية تبحث في ذاتها الإنسانية أولا، وفي محيطها الذي يشغله الآخرون ممن تعرفهم ولا تعرفهم، ثانيا.
ولعل عناوين القصائد تخبرنا بما تخفيه بين السطور، وكأنها إشارات فاتحة، تدل على القليل من المعنى. الأمر الذي يثير الغموض لدى القارئ ويحثه على مطالعة الموجود خلف العنوان، ولكن بتوجس تحيله إليه المفردة في حدّ ذاتها.
فثمة تساؤلات كثيرة قد تتبادر إلى الذهن حالما نقرأ عنوان قصيدتها “بقايا نبوءة”، لكن سرعان ما تأتي الإجابة، حين نقرأ: “لغة الضاد/ متخمة بأوجاعي/ تناجي بقايا نبوءة/ أمطرتها غيمة ذات يوم”.
من دون شك، هي فرصة للبوح وللتعبير عن روح متخمة بمشاعر متناقضة لم تزل ترنو إلى الأمل على الرغم من أن الألم صديقها في معظم الأوقات، فتهرب من نفسها لتبحث عن ذات أخرى، وربما عن شيء آخر ليس له ذات أصلا. تقول الشاعرة الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي “هاربة أنا منّي إليّ/ من دوني.. من دونهم/ وحدي أناجي وحدي”.
القداسة والخشوع، هما ثيمات المجموعة الشعرية. فقد اختارتهما القاسمي بيئة محيطة لكل المشاعر والأحاسيس التي تجسدها في قصائدها. الأمر الذي يتجسد فضلا عن الأفكار والمواضيع، في المفردات وخاصة تلك التي تتصدر العناوين، مثل: “قداس خشوعي”، “”راهبة المطر”، “مزامير النور”. وبالتالي الحياة تمسي أكثر شفافية وطهرا في “طيرسون الحنين”.قدمت القاسمي كذلك في ديوانها، شيئا من شعر “الهايكو”، إذ قالت في أحد المقـاطع الشعرية “سيول عارمة/ ريح هوجاء/ شمس غائبة/ تنبت/ زنبقة”.
وللطبيعة في قصائد الديوان سحر مترامي الأطراف هنا وهناك، تناجيها القاسمي لتشاركها الحب والحنين والشوق. كما أنها تؤنسها في عزلة تفرضها على نفسها، حتى أنها تتماهى معها في الشعر والشعرية، فتكاد لم تخلُ قصيدة من عناصر الطبيعة التي تفرض أجواءها ومناخاتها على التراكيب، محوّلة إياها إلى مواكب تفيض بالمشاعر.

1