أحدث الأخبار
السبت 21 كانون أول/ديسمبر 2024
دخيلك (ساكو)..وصلت للعرس!!
بقلم : بشرى الهلالي ... 31.05.2013

خلال الايام الثلاثة الماضية، عدنا وبجدارة الى المربع (الذهبي) بالنسبة للارهابيين، و(الأول) كما يقول سياسيينا الذين تكرموا علينا، نحن عباد الله الجهلاء بالسياسة، بتعليمنا مصطلحات تليق بسنوات التغيير الكارثي بعد 2003. فخلال هذه الايام الثلاثة سال من الدم مايكفي لملئ مصارف. ولايعني هذا ان الجو السياسي كان ربيعا قبل ذلك، فقد كانت نعمة الانفجارات تهل علينا كل شهر او اسبوع، مرة في اليوم، في الصباح فقط، او في المساء، اما خلال هذه الأيام فقد كان الموت (انفجاريا) كموازنتنا التي من المؤكد انها لم تضع هذا (الضيم) في حسابها للعام 2013، رغم ان حكماء آل حكومتنا كانوا يعلمون بأن ماحدث سيحدث.
لقد سمعتها من أحدهم في لقاء صحفي في مطلع شهر كانون الثاني، هل تصدقون؟ حدثنا هذا السياسي الحكيم (بينا وبينه) بأن الوضع الامني سيسوء في 2013!! (وكاتم في قلبك وساكت؟) كنت اظنه يبالغ او يحاول استعراض عضلاته ليثبت عجز زملاءه من ذوي العقول السياسية الخطرة، لكنه كان جادا. وكما قال شاعر، ان كنت تدري فالمصيبة اعظم.
هل كان الحكيم الخبير في الشؤون الامنية يعلم أيضا ان الخطة صارت لعبة حية ودرج، يوم للاحياء السنية وآخر للاحياء الشيعية، جمعة للحسينات وجوامع الشيعة واخرى لجوامع السنة؟ وعلى العراقيين ان يحمدوا ربهم على التوزيع العادل في الموت، فلماذا يتّهم الارهابيون باثارة الطائفية وهم يوزعون الموت بالتساوي؟ لكن حصة الأحياء السنية بالأمس كانت جرحا وجرما لايغتفر ليس لسبب سوى ان العقول المظلمة من مصاصي الدماء اختارت عرسا في حي الجهاد لتهدي اصحابه سيارة مفخخة، ليصطبغ ثوب العروس الأبيض بنزيف جراحها، ويسقط العشرات بين قتيل وجريح. والغريب ان وسائل الاعلام لم تذكر الخبر في نفس اليوم عند استعراضها لتفجير سوق في الغزالية وغيره، فهل كان انفجار ماراثون بوسطن الذي أقام الدنيا واقعدها أكثر أهمية!
مالذي يريده السياسيون وزعماء الكتل واعضاء البرلمان الذين يتمتعون بعطلتهم الآن بعيدا عن حر العراق ومفخخاته ولياليه المظلمة، بالأمس فقط اكتشف رئيس الوزراء ونوابه ان (الوضع خطير)!! لا بالله؟ حتى الطفل في العراق يصرخ بأن الوضع خطير منذ ستة أشهر تقريبا...
فهل كان خروج رئيس الوزراء علينا مع نوابه (نعمة) ليطالب القوات الامنية بالضرب بيد من حديد؟ لو كانت القوات تضرب بيد من (بلاستك) لربما حققت نتائج أفضل.
وأمام شلال الموت الذي يجرف البسطاء، تمطر علينا خيرات التصريحات والاتهامات والمبادرات، فالكل قادر على الكلام، حتى السماء أمتلأت من صدى تصريحاتهم وكتاباتهم ومبادراتهم، مالذي سيخسرونه، فليطبخوا على شمعة لأجل الفقراء طالما انهم يتلذوون بكل أطايب بلد النفط.
وأمام كل هذا الزيف ينتخي رجل عراقي (لويس ساكو) رئيس الطائفة الكلدانية في العراق والعالم، ليعرض مبادرة لحل الأزمة أمام رئيس الوزراء الذي رحب بالمبادرة كما ذكرت وسائل الاعلام. ومن الواضح ان العراقي (المسيحي) قد (غسل يديه) من مبادرات أصحاب الأزمة ومشعلي الحرائق، فلم يقل (وآني شعلي) كما يفعل الجميع، بل هو يحاول كعراقي أن يصون دماء أبناء شعبه. وبعد ان وصل مسلسل التفجيرات الى حلقة تفخيخ الأعراس لم يتبق لنا الا أن نستنجد بالبطريرك ساكو، فقد يكون أكثر (غيرة) على دم العروس..

1