أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين بيانًا في الذكرى السنوية 49 لاستشهاد غسان كنفاني.وقال الاتحاد” “بوسعنا أن نكمل المشوار، وأن نمهد للأجيال ما يجب علينا قبل انشراح السماء في دفتر الضوء، وولوج الليل من ثقوب فتحناها بالكد والجهد، فنحن من جيل تربى على حِجر “أم سعد” ورفض الهوان من قبل ومن بعد “رجال في الشمس” وكتب العهدة المقدسة تطريزا مبدعا في”أرض البرتقال الحزين” ولم ننس لوهلة أن الموانئ شرايين مغلقة أمام القلب، لطالما خرجنا عن “عائد إلى حيفا”، وأعدنا خلايا النحل لولادة عسل الوطن فوق “جسر إلى الأبد”، ونحن نرتب الكلام الجريح في ضمادة الأمنية لنقول “ما تبقى لنا” كل هذه البلاد ولو رجعت إلينا بذكريات يحملها فزاعة يحملون بأيديهم “القنديل الصغير” قرب نهر توعّك بالحنين، فدخل المستشفى ونام قرب “موت سرير 12” ليجعل البقاء ممكنا كلما اجتاحنا “عالم ليس لنا”، ونغني على سومطرة الكرمل وهي تهتدي إلى قلب “العاشق” وهو يحكي لنا عن “القبعة والنبي”.
وأضاف “ونحن نقرأ غسان كنفاني في كل عام نقرأ الوطن المجيد في وهج عنفوانه؛ الوطن الذي اقترب أكثر من المخيم تأكيدا على ثابت العودة، الوطن الذي ولد من نبرات صوته وهو يجري في فلوات الدنيا وقُحَال الضمائر لتسقى بماء الحق، الوطن الذي لم يتعب من الانتظار وغسان يغير في كل ساعة نحوه ليطرد الاحتلال الوقواقي ويعيد زغاب الطير لعشاشها، والهواء للجليل، وعلى مسرحه السهول تتورد بالسنابل والميجانا، وتجري الغيمات في السماء المطلة على القصائد لتبللها بالمسك والعود، ومن صوبه تأتي المراعي على شبابةٍ، خلف قطعان الماعز الراوي والمروي في كتاب البقاء السرمدي خارج منغصات الدخلاء”.
وتابع: “ما زالت ساعة يد غسان كنفاني تدقّ معلنة صيرورة الفعل وتدفقّ الزمن الفلسطيني الذي يشقِّق اليباس والمحل وينتصر”.
غسان كنفاني:
ولد غسان في عكا بتاريخ 9 أبريل/نيسان عام 1936، سنة الثورة الكبرى.
انتقل مع والده فائز محمد كنفاني الذي كان يشتغل محاميا إلى مدينة يافا وتحديدا حي المنشئة.
وفي يافا قطع غسان المرحلة الابتدائية من مراحل حياته ودراسته فعندما بلغ الثانية من عمره ألحقه أبوه بروضة الأستاذ وديع سري حيث تلقى دروسه الأولى في اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية، وبعد ذلك التحق بمدرسة الفرير.
بعد نكبة 1948 هاجرت أسرته إلى لبنان ومنه إلى سوريا وهناك حصل على الثانوية العامة.
تعرف على الحكيم جورج حبش وتأثر بأفكاره والتحق بحركة القوميين العرب.
سافر إلى الكويت وعمل مدرسا ومحررا صحفيا وكاتبا في إحدى كبريات الصحف العربية وفي هذه المرحلة كتب أول مجموعاته القصصية ” القميص المسروق”، و”أرض البرتقال الحزين”.
عاد إلى دمشق وكتب روايته “رجال في الشمس”، وانخرط بالعمل الكفاحي من خلال الإعلام والصحافة حيث عين ناطقا باسم الجبهة الشــــعبية لتــــحرير فلسطين، وأصبح عضواً في مكتبها السياسي.
استشهد على يد الغدر (الموساد) الإسرائيلي في 8/7/1972 في بيروت وكانت ترافقه ابنة أخته لحظة انفجار سيارته واستشهدا معا.
مؤلفاته:
صدر لغسان كنفاني خمس دراسات وبحوث، “أدب المقاومة في فلسطين المحتلة” عام 1966 في بيروت، و”الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 48 – 68″ عام 1968 في بيروت، و”فى الأدب الصهيونى” عام 1967 في بيروت، و”المقاومة ومعضلاتها”، و”ثورة 36 – 39 في فلسطين، خلفيات و تفاصيل”.
المسرحية: أخرج غسان كنفاني ثلاث مسرحيات “الباب” عام 1964، و”جسر إلى الأبد” عام 1965، و”القبعة والنبي” عام 1967.
رواياته: أخرج غسان كنفاني في طول حياته أربع روايات مختصرة كاملة “رجال في الشمس” عام 1963، و”ما تبقى لكم” عام 1966، و”أم سعد”عام 1969، و”عائد إلى حيفا” عام 1969. وكتب، ما عدا هذه الروايات الأربع، ثلاث روايات أعجلته المنية قبل أن يكملها العاشق، الأعمى والأطرش، وبرقوق نيسان، وهناك رواية تم إصدارها عام 1980 بعد استشهاده بعنوان “الشيء الآخر أو من قتل ليلى حائك”.
قصصه القصيرة: صدر لغسان كنفاني خمس مجموعات قصصية وهي: “موت سرير رقم 12″ عام 1961، و”أرض البرتقال الحزين” عام 1962، و”عالم ليس لنا” عام 1965، و”عن الرجال والبنادق” عام 1968، و”القميص المسروق وقصص أخرى” نشرت بعد وفاته.
فلسطين الاتحاد العام للكتّاب والأدباء: غسان كنفاني الكلمة الباقية والحكاية الثابتة!!
بقلم : الديار ... 08.07.2021