أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
رانية حاتم تحلق في آفاق الأردن!!
بقلم : زياد جيوسي ... 29.09.2015

“يا قدس حدثينا متى النصر سيأتيك ويأتينا
يا قدس حدثينا متى سنشعل الارض تحت اقدام المجرمين
يا قدس قد حن التاريخ ان يخلد بسطوره طواغيت الارض راكعينا ..”
من تلال عمان السبعة كان صوت المقدسية رانيا حاتم يصرخ من أجل القدس ببوح روحها من شعر نثري وشعر محكي، لتكمل صرخاتها في مدينتي اربد والرمثا وهي مرتدية الثوب الفلسطيني ذو النقوش الكنعانية الذي يرافقها دوما، قبل ان تحمل روحها مجددا عائدة لجبل الطور في القدس، لتعانق الأقصى والقيامة من جديد، وتهمس من جبل الزيتون للقدس من جديد:
(لو سالتوني انت مين لتبسمت والدمع بالعين
انا بنت القدس بنت جبل الزيتون
بنتك يا فلسطين )
رانية حاتم التي تقف بشموخ جبل الطور والزيتون، أينما يممت وجهتها تبقى القدس بوصلتها وذاكرتها، فهي ابنة القدس بها عاشت ونمت وترعرعت ورضعت من حليبها فكانت القدس الأم والمدينة، المدينة التي تسكن الشاعرة والشاعرة تسكنها، وهي التي كانت أصغر طفلة تعتقل في الانتفاضة الأولى الكبرى، ويجري التحقيق معها وهي طفلة في الرابعة عشر من العمر ليليها اعتقال في سن الخامسة والسادسة عشر من عمرها، وكتبت عن ذلك بشهاداتها المحامية فليتسيا لانغر.
رضعت الشعر صغيرة وعشقت الشعر الجاهلي مرحلة ما قبل الإسلام ومنه استمدت روحها الشعرية ممازجة اياها بأنات القدس وآلامها، فلم يثنها الاعتقال يوما عن المقاومة وعشق المدينة والوطن، فأصبحت من الناشطات المتميزات في قضايا القدس وقضايا الأسرى في المعتقلات الجهنمية الاسرائيلية.
في أفاق عمّان ومدن الأردن الرئة الأخرى لفلسطين حلقت بروحها وشِعرها، وكانت القدس الحاضر الأكبر والأقوى فصفق لها الجمهور طويلا في كل أمسياتها، مصفقا ومناصرا للقدس من خلالها مع ما تعرضت له القدس وما زالت تتعرض من محاولات تهويد واستلاب واغتصاب من زناة الليل، في ظل الشعار العربي والإسلامي: للبيت رب يحميه.
(من يسمعنا
تنادي الجنة وللنداء اطعنا
تلوح المنايا بالعلم تكفننا
وان سألت الاغراب عنا
قالوا بالقدس
تعرف ان كل الكل يعشقنا
تبكينا صوامعنا
تناجينا شوارعنا
وان تاهت ببحور الغربة
مراكبنا
تتنحى الارصفة لملح الارض)..
هي رانية حاتم ابنة القدس وكما يطلقون عليها شاعرة القدس، وهي القدس التي أنهت رانية قصائدها بالقول: “تبقى القدس قصيدتي الاجمل وكحل عيني الذي يجملني ويقتلني”..
رانية حاتم التي لم تكتفي بالشعر مقاوما بل ارفقته بالنشاط اليومي، والتي كرست ديوانها الأول “همسات وترية” لتعزف على أوتار الألم والأمل للقدس، لا تتوقف عن التحليق في فضاءات زهرة المدائن، وتطل كل صباح من جبل الطور لتكتحل عيناها بالمشهد الشامل للقدس العتيقة وتسكب دمعاتها حبا وألما وأملا، فكان تكريمها بشهادات تقديرية تكريما للقدس.. للوطن.

1