أحدث الأخبار
الخميس 12 كانون أول/ديسمبر 2024
1 2 3 41066
صحافة : كواليس الأيام الـ12 التي أطاحت بنظام بشار الأسد!!
10.12.2024

تحت عنوان: “الأيام الـ12 التي أطاحت بنظام بشار الأسد”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية في عددها الورقي لهذا الثلاثاء، والذي خصصته تقريباً لسوريا، إن 12 يوماً كانت كافية لإنهاء نصف قرن من الدكتاتورية. وإذا كان الهجوم الذي شنته فصائل المعارضة قد فاجأ النظام، فقد تم الإعداد له منذ عدة أشهر، وتلقّى الدعم من تركيا.
عندما بدأ هذا الهجوم، الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني، والذي شنه تحالف من الفصائل السورية المسلحة من محافظة إدلب، بما فيها فصائل موالية لتركيا، كانت كل الأنظار متجهة نحو الحدود اللبنانية الإسرائيلية، في ضوء دخول الهدنة بين “حزب الله” والدولة العبرية حيّز التنفيذ للتو، بعد شهرين من الهجوم الإسرائيلي على أرض الأرز، تضيف “لوموند”.
من حلب إلى دمشق، ستظل صور السجناء السياسيين المفرج عنهم، وهم يسيرون منهكين ولكنهم سعداء في الشوارع، بمثابة إحدى اللحظات المميزة لهذه الأيام المجنونة
في خضم ذلك، – تضيف الصحيفة الفرنسية – كان التحالف المناهض لبشار الأسد يتقدم بسرعة، ويسيطر على القرى، وعلى الطريق السريع الذي يربط مدينتي حلب ودمشق. وخطوط دفاع الجيش السوري ضعيفة حول حلب، ثاني أكبر مدن البلاد، في شمال غرب البلاد. وكان المفترض أن يتم الدفاع عن المدينة على الأرض من قبل الميليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني، وفي الجو من قبل القوات الجوية الروسية. لكن الأخيرة، التي كانت قد كثّفت مع ذلك غاراتها في الأسابيع الماضية على إدلب، بدت سلبية. أما القوات الموالية لإيران فقد انسحبت. وكان “حزب الله” قد أعاد نشر غالبية رجاله على الجبهة اللبنانية بسبب الحرب مع إسرائيل. وغادر الجيش السوري بدوره حلب، يوم الجمعة 29 تشرين الثاني/نوفمبر، فيما دخل المتمردون ضواحيها.
مشاهد فرح عظيمة
في يوم الـ5 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل المعارضة، المجهزة تجهيزاً جيداً والمسلحة بطائرات بدون طيار، على مدينة حماة، التي يُذكر أنها رمزٌ لقمع نظام الأسد. وبينما استُقبل وصول تحالف الفصائل المسلحة في حلب قبل بضعة أيام بالحذر، وحتى بالدهشة، فإن الاستيلاء على حماة أدى إلى ظهور مشاهد فرح عظيمة بين السكان الذين بقوا هناك.
وفي اليوم التالي، أي يوم الـ6 من الشهر الجاري، – تواصل “لوموند” – انسحب الجيش السوري من دير الزور، شرق البلاد، واستعادت القوات الكردية السيطرة عليها على الفور. وغادر جنود دمشق أيضاً درعا والسويداء في الجنوب، حيث تنتشر فصائل المعارضة. كما أن النظام، الذي لم يعد يسيطر، منذ اثني عشر عاماً، على الحدود مع تركيا، لم يعد كذلك يسيطر على نقاط العبور مع العراق والأردن.
ومن علامات انهيار النظام رؤية الجنود السوريين يفرّون عبر الحدود مع العراق.
وبعد سلسلة من القصف الإسرائيلي على المعابر بين لبنان وسوريا، ما تزال نقطة حدودية واحدة فقط نشطة: معبر المصنع الحدودي مع لبنان، والذي تخلّت عنه الأجهزة الأمنية في الجانب السوري، خلال ليلة السبت إلى الأحد الماضية.
تخلّى الجيش عن حمص، ثالث مدينة في البلاد، يوم السبت. ودخلت الفصائل المسلحة دمشق، يوم الأحد، حيث سُمع دوي إطلاق نار كثيف في الصباح الباكر. وبعد ساعات قليلة، توجّهَ أبو محمد الجولاني، رئيس “هيئة تحرير الشام”، الذي شوهد في زيارة مفاجئة إلى حلب، يوم الأربعاء، إلى الجامع الأموي، الذي يُعدّ مكاناً رمزياً في العاصمة السورية. وقد هرب بشار الأسد، الذي أعلنت وسائل الإعلام الروسية، مساء الأحد، عن استقباله وعائلته في روسيا، ومنحهم اللجوء “الإنساني”.
إنها نهاية أكثر من نصف قرن من حكم عائلة الأسد، وانتصار هجوم مبهر لدرجة أن أي تحليل يصبح عفا عليه الزمن بعد ساعات قليلة من صياغته، تقول “لوموند”، مضيفة أنه من حلب إلى دمشق، ستظل صور السجناء السياسيين المفرج عنهم، وهم يسيرون أحياناً منهكين ولكنهم سعداء في الشوارع، بعد سنوات عديدة قضوها في الأسر، بمثابة إحدى اللحظات المميزة لهذه الأيام المجنونة.
الضوء الأخضر من أنقرة
ومضت “لوموند” موضحة أن الهجوم، الذي تم تقديمه في البداية على أنه ردّ على الغارات الجوية الروسية والسورية في الأشهر الأخيرة، قبل أن يقول أبو محمد الجولاني لوسائل الإعلام الأمريكية أن هدفه هو الإطاحة بالنظام، تم التفكير فيه مسبقاً. حتى قبل الصيف، تم الانتهاء من الاستعدادات، وتنشيط الخلايا النائمة في عدة مدن. وصب إضعاف “حزب الله”، الذي تم قطع رأس قيادته في لبنان على يد الجيش الإسرائيلي، في صالح الفصائل السورية المسلحة. ودرجة تنظيم الهجوم لا تترك مجالاً للشك حول وجود خطة شاملة، على الأقل حتى الغارات الخاطفة على حلب، أو حتى حماة.
تبرز تركيا كقوة رابحة في الإطاحة ببشار الأسد. فعلى أقل تقدير، أعطت الضوء الأخضر للعمليات التي انطلقت من إدلب.
وفي يوم 27 من نوفمبر الماضي، لم تعارض أنقرة، هذه المرة، عندما وقع الهجوم. ونشرت تركيا ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف جندي في منطقة إدلب، وهو رقم يختلف باختلاف الديناميكيات العسكرية والأمنية. وتتوزع هذه القوات على أكثر من 50 قاعدة أو نقطة عسكرية، وفق اتفاقيات خفض التصعيد الموقعة مع روسيا وإيران. ويكفي أنه لا يمكن تنفيذ أي عمل عسكري كبير دون الضوء الأخضر من أنقرة، التي تتولى قواتها السيطرة على المداخل والمخارج بين أراضيها ومنطقة إدلب، وإيصال المواد الغذائية والسلع والبنية التحتية والأسلحة والمعدات.
كان الأسد يعتقد بلا شك أن لديه أوراقاً تمنعه من الاضطرار إلى التنازل، لا سيّما بعد حصوله على الدعم الذي قدمته له دولة الإمارات
وحتى لو لم تكن فصائل “هيئة تحرير الشام” مرتبطة مباشرة بأنقرة، مثل فصائل “الجيش الوطني الحر” السوري، وحتى لو كانت هناك اشتباكات عديدة مع جنود أنقرة في السنوات الأخيرة، فإن الاتصالات والتبادلات مع الجيش والاستخبارات التركية تتم يومياً.
ولم تنكشف مشاركة “الجيش الوطني السوري” إلا بعدما أصبحت حلب في قبضة الفصائل المسلحة. وامتنعت الجماعة التابعة لأنقرة في البداية عن الإعلان عن وجودها في القتال. وبمجرد سقوط ثاني أكبر مدينة في سوريا، اتجه معظم مقاتلي “الجيش الوطني الحر” شمالاً، يوم الأحد 1 ديسمبر/كانون الأول، لإغلاق الممر من تل رفعت إلى منبج، الخاضع لسيطرة القوات الكردية. في حين اتجه مقاتلو “هيئة تحرير الشام” جنوباً بطريقة منسقة بنفس القدر. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره في المملكة المتحدة، سمحت الفصائل السورية معاً بالسيطرة على 21 قرية غرب حلب. وتضم الفصائل المسلحة الممولة من تركيا مجموعات ووحدات محلية من مناطق دمشق وحمص ودرعا. وكان بعض الفصائل من جنوب البلاد قد تبعوا، بحسب عدة مصادر، وحدات “هيئة تحرير الشام” في سباقهم نحو دمشق.
الحياة الطبيعية المفاجئة، وحتى الغريبة
وسرعان ما انتشرت المنظمات المدنية في جيب في إدلب في حلب، في مؤشر آخر على درجة الاستعداد. وقامت بتوزيع الخبز على الناس الذين ما زالوا في حالة صدمة وغير متأكدين من تطور الأحداث. وتمت زيارات للزعماء الدينيين للأقلية المسيحية لطمأنتهم. وفي غضون أيام قليلة، تشير الشهادات الأولية إلى عودة الحياة الطبيعية المفاجئة، بل والغريبة. واختفى الجنود، وتقوم سيارات الشرطة بدوريات في الشوارع كما هو الحال في أي مدينة عادية، توضح “لوموند”.
وحتى قبل إعلان سقوط دمشق، حرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الاحتفال، السبت 7 كانون الأول/ديسمبر، بـ”وجود واقع سياسي ودبلوماسي جديد في سوريا الآن”. وأثناء زيارته إلى غازي عنتاب، وهي بلدة تبعد أقل من ساعة بالسيارة عن الحدود السورية، أوضح الرئيس التركي أن “الهجمات المتزايدة ضد المدنيين” في محافظة إدلب، بشمال غرب سوريا، “أثارت الأحداث الأخيرة مثل القشة التي كسرت ظهر البعير”.
تركيا تدعم الجماعات المسلحة
وواصلت “لوموند” موضحة أنه قبل أسابيع من الهجوم الخاطف على حلب، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، من قبل الفصائل المسلحة، قصفت الطائرات المقاتلة الروسية والسورية المنطقة بشكل متكرر. وأوضح الرئيس أردوغان، في خطابه الذي بثه التلفزيون، في شكل شبه اعتراف، أنه “لم يكن من الممكن لتركيا أن تتجاهل التطورات في بلد تشترك معه في حدود تاريخية طويلة، ولن تسمح بأي تهديد لأمنها القومي”.
وشدد الرئيس التركي على أن الرئيس بشار الأسد كان مخطئاً بتأجيل جهود أنقرة لاستعادة العلاقات مع دمشق وإيجاد طريقة تفاوضية للخروج من الأزمة إلى أجل غير مسمى. وأضاف أن دمشق لا تستطيع “تقدير قيمة اليد التي مدتها تركيا أو فهم ما تعنيه”. واختتم رئيس الدولة بارتياح: “تركيا اليوم تقف على الجانب الصحيح من التاريخ، كما كانت بالأمس”.
ولم ينسَ بشار الأسد أبداً الدور الذي لعبته تركيا في دعم الانتفاضة الشعبية ضد نظامه في عام 2011. وجعل انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية شرطاً لا غنى عنه لبدء التقدم الدبلوماسي. ورفض أي تغيير تجاه المعارضة.
كان الأسد يعتقد بلا شك أن لديه أوراقاً تمنعه من الاضطرار إلى التنازل، لا سيّما بعد حصوله على الدعم الذي قدمته له دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2018، من خلال تمهيد الطريق لإعادة دمج سوريا في الجامعة العربية، وهو ما حدث في عام 2023.
خيانات داخل الجيش
وشكل اللاجئون المستوطنون على الأراضي التركية الدافع وراء سياسة التدخل التي ينتهجها أردوغان في سوريا. وتُوّج ذلك باحتلال المناطق الشمالية من البلاد، اعتباراً من أغسطس 2016، من قبل القوات المسلحة التركية وحليفها “الجيش الوطني الحر” والفصائل التابعة له.
وتابعت “لوموند” القول إنه بينما كانت هيئة الأركان ما تزال تؤكد، السبت 7 ديسمبر/كانون الأول، مطلع المساء، أن الجيش يراقب الدفاع عن دمشق، فرّ الضباط باتجاه لبنان. فكل من إيران و”حزب الله” يعرفان شيئاً عن هذه الخيانات. وتعرّضت مواقعهم في سوريا لقصف من الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، وتكثفت الغارات إلى جانب الصراع في لبنان، في الفترة من 23 سبتمبر/أيلول إلى 27 نوفمبر/تشرين الثاني.
مقارنةً بمشاهد الفوضى التي شهدتها بغداد بعد الغزو الأمريكي والإطاحة بصدام حسين، فإن المراحل الأولى، من حلب إلى دمشق، كانت أفضل
مع الجيش السوري، حافظ “حزب الله” دائماً على علاقة عدم ثقة. فهل أُخذ هذان الداعمان المهمان للنظام السوري أيضاً على حين غرة من هجوم تحالف الفصائل السورية الذي تهيمن عليه “هيئة تحرير الشام”؟ لقد كان بشار الأسد ضعيفاً للغاية، عشية هجوم الفصائل، لدرجة أنه كان في وضع لا يمكن الدفاع عنه، وكان من المفترض أن يقدم تعهدات لحماته، وهدده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء، 26 نوفمبر/تشرين الثاني، بأنه “يلعب بالنار”، مشيراً إلى عمليات نقل الأسلحة التي يسمح بها نظامه لصالح “حزب الله”.
بشار الأسد “رجل الزمن الضائع”
وعبر عددٌ من الدول العربية، مثل الإمارات العربية المتحدة والأردن والعراق، عن دعمها لـ”سيادة” سوريا، بعد وقت قصير من سقوط حلب. حتى أن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد اتصل ببشار الأسد مباشرة.
وقيل إن الإمارات كانت، وراء الكواليس، تمارس ضغوطاً نشطة من أجل أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على النظام، وهي نفس العقوبات التي وضعت سوريا تحت حصار فعلي، ما منع أي إعادة إعمار. فتراجع إيران في الأراضي التي يسيطر عليها النظام كان دائماً هدف الإمارات، في إعادة إطلاق علاقاتها مع دمشق، تقول “لوموند”.
إذا كان التقارب العربي مع النظام السوري قد تم لأسباب عملية- محاولة الحد من النفوذ الإيراني، وإدارة الحدود وتدفق اللاجئين السوريين- فإن بشار الأسد ظل في الحجر الصحي في نظر معظم أقرانه. ومع ذلك، فإن النقاط التي سجلتها أنقرة بعيدة كل البعد عن أن تكون مصدر احتفال في الممالك العربية. ولا يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة، المعادية للإسلام السياسي، إلا أن تنظر بشكل قاتم إلى صعود الفصائل المسلحة، لا سيّما الإسلامية. وقد تخشى الدول العربية تأثيرات الدومينو التي قد يخلّفها الوضع الجديد في دمشق، وفق “لوموند” دائماً.
استعادة وحدة البلاد
لا يوجد نقص في التحديات التي تواجه المرحلة الانتقالية التي تبدأ في سوريا. ومقارنة بمشاهد الفوضى التي شهدتها بغداد بعد الغزو الأمريكي والإطاحة بصدام حسين عام 2003، فإن المراحل الأولى، من حلب إلى دمشق، كانت أفضل، تشير “لوموند”.
وفي العاصمة، كما هو الحال في مدن أخرى، أطاح المتظاهرون وداسوا تماثيل حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من عام 1971 حتى وفاته عام 2000، وابنه بشار. كما تم نهب مساكن عائلة الأسد، في مشاهد متوقعة.
واعتبرت “لوموند” أن هناك أيضاً خطر التنافس بين الجماعات المسلحة ذات التوجهات المختلفة، والاستجابة لمختلف أشكال الدعم في بلد يعمل فيه العديد من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وتركيا. فماذا ستكون خطط أنقرة في مواجهة القوات الكردية المدعومة من واشنطن؟ تتساءل “لوموند”، مشيرة إلى أن مصدراً أمنياً تركياً، أفاد يوم الأحد 8 كانون الأول/ديسمبر، أن فصائل “الجيش السوري الحر” اقتربت من السيطرة على بلدة منبج شرق حلب. وتفيد التقارير أنها تسيطر على ثمانين في المئة من هذا الجيب الذي يقوده الأكراد غرب الفرات. ويبدو أن أحد الأهداف التي لم تغب عن بال أنقرة قط بدأ يتشكل بعد عشرة أيام فقط من الهجوم: وهو دفع القوات الكردية إلى الضفة الشرقية للنهر.
أظهرت الحركة عند معبر المصنع الحدودي رؤيتين مختلفتين جذرياً للوضع الجديد في دمشق: تدفق العائدين بقلوب فرحة، وخوف أولئك الذين يحاولون الوصول إلى لبنان
لكن التحدي الأكبر هو بلا شك استعادة وحدة سوريا. لقد تم إضعاف المجتمع السوري وتدميره بسبب القمع والحرب، بين خسائر بشرية فادحة ونفي قسري واسع النطاق. وبينما دعا الحكام الجدد إلى عدم القيام بأي أعمال انتقامية، فإن القلوب مثقلة بالحزن. واستمرت حالات الانسحاب الطائفي في التزايد خلال النزاع.
وأظهرت الحركة عند معبر المصنع الحدودي، يوم الأحد، رؤيتين مختلفتين جذرياً للوضع الجديد في دمشق: تدفق العائدين بقلوب فرحة، وخوف أولئك الذين يحاولون الوصول إلى لبنان، توضح “لوموند”.
وتم إرجاع العديد منهم من قبل الأمن العام (جهاز الأمن اللبناني المسؤول عن الحدود)، الذي أكد عناصره أنهم لا يملكون أوراقاً سليمة، لعدم تمكنهم من الحصول على ختم الخروج من الجانب السوري، بسبب الوضع الفوضوي. لكن في الواقع، لا ترغب بيروت في تدفق أعداد كبيرة جديدة من السوريين. لقد أصاب لبنان الضعف بسبب الأزمة المالية التي دامت خمس سنوات، وبسبب الحرب الأخيرة بين إسرائيل و”حزب الله”. وبينما قوبلت الإطاحة ببشار الأسد بإطلاق النار في المناطق السنية المؤيدة للفصائل، فإن الشعور بعدم الثقة يهيمن على المناطق الشيعية الموالية لـ “حزب الله”. وانتشر الجيش اللبناني، يوم الأحد، في منطقة البقاع المتاخمة لسوريا. ويعدّ سقوط النظام السوري، بعد أكثر من خمسين عاماً في الحكم، بمثابة زلزال في الشرق الأوسط، ما تزال توابعه مجهولة، تقول “لوموند”.