أحدث الأخبار
السبت 18 أيار/مايو 2024
1 2 3 47353
القدس..فلسطين : أم باسم.. حكاية عطاء متواصل!!
13.05.2015

من هيام القاسم- لم تتب الحاجة أم باسم عن أحلامها الكثيرة رغم الانكسارات التي تعرضت لها في مشوار عملها الطويل، فسنوات عمرها الـ65 لم تمنعها من الخروج قبل طلوع الشمس يوميا من قريتها كفر نعمة، مُولية وجهها نحو رام الله، لبيع ما تيسر في سوق الخضار المركزي بالمدينة.على مدار 35 عاما، تواصل الحاجة عزيزة الديك، الجلوس على رصيف شارع القدس، لتسويق الخضار وبعض الاصناف من الفواكه، كي تساعد زوجها في تربية أبنائها العشرة، مؤمنة بأن التاريخ يخطه الأشخاص بأعمالهم وكفاحهم.الحاجة أم باسم التي أصبحت شاهدة على المكان بكل تفاصيله، حجارته وأشخاصه، تكابد في سبيل توفير حياة كريمة لأبنائها، وتقول: "الفلوس اليوم بتصنع الناس، يلي معاه قرش بيسوى قرش، وبفلوسي بشتري يلي بدي اياه".سنوات عمل أم باسم لم تقتصر على بيع الخضار، "ما خليت اشي في الدنيا الحمد لله إلا بعته، خبز الطابون بعته، كنت أخبز على إيدي عجنتين وولادتي في المدرسة وقبل ما يحلوا من المدرسة يكون جاهز، عجنة لمحل وعجنة للدار، وبعت في القدس برضه، وسنيين بعت فالقدس، وبعدها أجي على رام الله أبيع خضرة، وأروح في نص الليل" وتلتقط الستينية أنفاسها وتكمل "مرة انزل سيارة طلب ومرة انزل مقطوعة ، والحمد لله رب العالمين، الله يتممها بالستر".وتوضح ام باسم أن عملها في بيع الخضار أدخل عليها المال الوفير، "سويت مصاري كثير، الله يرضى عليهم ولادي، ربيتهم وشريت الهم ارض وسيارات وزوجتهم، حتى في اثنين زوجتهم وحدة تانية، كله من شغلي الخضار والخبز المفتول".وواجهت عزيزة الديك صعوبات في عملها لم تزدها إلا قوة وإصرارا، وتضيف وفي وجهها يرتسم الغضب "عمال البلدية كانوا يصادروا البضاعة، بس ما كنت اسكتلهم وكنت اخذ البضاعة وما افرط بحقي"، غير أن ملاحقات جيش الاحتلال كانت هي الهاجس الأكبر في حياة أم باسم، " لما كنا نبيع في القدس كان الجندي الاسرائيلي يجي ويخبط على كرتونة العنب وما يضل منها حبة، وكل يوم يعمل نفس الاشي، بس ما زهقنا لحد ما هم زهقوا"ورغم اجتيازها منتصف عقدها السابع، إلا أن أحلامها كثيرة، فقالت والدمعة تستقر في تجاعيد خدها: " نفسي ازور مدينة النبي، وأزوج هالولد يلي عندي قبل ما اموت".ورغم مرارة سنوات العمل الثقيلة على جسد ومخيلة أم باسم، إلا أن"مواقف حلوة حصلت.. والحياة ما بتخلى من المنيح، لما زوجت ولادي ولما تخرجوا من الجامعة كانت من أسعد لحظات حياتي".عانت وما تزال ام باسم كغيرها من الفلسطينيات اللواتي عملن من أجل تربية أبنائهن، فزرعت وحصدت، وما زالت تخط في سطور تاريخها بالكفاح. المصدر: القدس دوت كوم!!

1