
أدانت المحكمة المركزية في حيفا، ربيع كناعنة (49 عاما) من مدينة عرابة البطوف بالقتل العمد لطليقته وفاء عباهرة (39 عاما) تحت ظروف مشددة مع سبق الإصرار والتخطيط.وأجمع القضاة الثلاثة في المحكمة على إدانة كناعنة، فيما كذّبوا ورفضوا ادعاءات قاتل طليقته وتفنيده للتهم المنسوبة إليه.وبالتزامن مع المحكمة، نظم عدد من الناشطات وقفة احتجاجية أمام المحكمة بدعوة من جمعية "كيان – تنظيم نسوي"، رفعت خلالها لافتات كتبت عليها شعارات تندد بجرائم القتل والعنف ضد النساء، مؤكدة أن جرائم قتل النساء لا يمكن السكوت عنها، وأنه لا بد من محاسبة الجناة وردع تكرار مثل هذه الجرائم، كذلك حملت المحتجات صورا للمرحومة عباهرة.وكتب على بعض اللافتات في الوقفة "أنا وفاء عباهرة قتلوا معي فرح أطفالي وعيلتي"، "كل ما ابتعد قرار المحكمة عن الجريمة، القضايا بتفقد الاهتمام"، "أنا وفاء عباهرة مش مجرد رقم"، "من بعدي قتلت 65 امرأة".وقُتلت المرحومة وفاء عباهرة (أم لخمسة أبناء) في مدينة عرابة، في جريمة طعن من قبل طليقها ربيع كناعنة، قبل ظهر يوم 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، إذ كان يلاحقها إلى أن اصطدم بسيارتها وأوقفها ثم توجه إليها وطعنها عدة مرات بآلة حادة إلى أن تدخل عدد من المارة، ثم ركب سيارته وفر من المكان، واختفى لمدة ثلاثة أسابيع، قبل أن تتمكن الشرطة من العثور عليه في منطقة مدينة سخنين.وقالت المحامية عبير بكر، التي تمثل عائلة ضحية جريمة القتل وفاء عباهرة إن "المحكمة، اليوم، أدانت ربيع كناعنة بجميع التهم المنسوبة إليه، بما في ذلك القتل المتعمد بظروف مشددة وصعبة مع سبق الإصرار والتخطيط".وأوضحت أن "المحكمة رفضت كل ادعاءات القاتل التي حاول من خلالها التنصل من تهمة القتل المتعمد، حيث ادعى أنه كان في موقع الجريمة صدفةً وليس بهدف القتل، فيما رفضت المحكمة الادعاء وأقرت بوضوح أنه تواجد في المكان بهدف تنفيذ جريمة القتل".وأضافت بكر أن "المحكمة أدانت كناعنة بالاعتداء على ابنته والتهديد، بالإضافة إلى فراره لمدة 3 أسابيع، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه، وأيضًا سرقة سيارة واستخدامها بشكل غير قانوني، إذ إن جميع التهم التي كانت في لائحة الاتهام نسبت إليه".ولفتت إلى أن "هيئة المحكمة تألفت من ثلاثة قضاة وجميعهم أجمعوا على الإدانة دون اعتراض أو خلاف قانوني على القضية، بالإضافة إلى الإجماع على خطورة الجريمة التي وقعت بوضح النهار وأمام المارة ووسط المدينة".حول محاولات الضحية لحماية نفسها قبل مقتلها، قالت المحامية بكر إن "وفاء لم تترك بابا إلا وطرقته طلبا للحماية، إذ لجأت إلى ملجأ للنساء المعنفات وتوجهت إلى المحاكم لطلب الحماية، والشرطة نفسها اعترفت أن القضية والتهديدات كانت مسبقا وأن العنوان كان على الحائط، لكنها لم تأخذ إجراءات فعلية على أرض الواقع".وفي ما يتعلق بالحكم المتوقع، ختمت حديثها بالقول إنه "بعد هذه الإدانة فإن المحكمة ملزمة بفرض حكم مدى الحياة على المتهم، معنى مدة الحياة ليس بـ30 عاما إنما لكل العمر وذلك بسبب التهم الخطيرة في القضية".وذكرت مديرة جمعية "كيان – تنظيم نسوي"، نسرين طبري، أنه "منذ قتل وفاء قبل 4 سنوات وعدة أشهر لم تستطع العائلة أن تتعافى من المصيبة التي أصابتهم بالرغم من أن القاتل معروف والأدلة موجودة، إذ أن المماطلة القضائية تمنح المجرمين شعورا بالإفلات من العقاب لذلك يستمرون في إجرامهم".وأضافت "صحيح أن أي حكم لن يخفف من وجع العائلة، لكنه قد يساعدها في استعادة بعض التوازن بعد هذه المأساة".وحول ظروف أبناء الضحية، قالت طبري إن "وفاء تركت خلفها 3 فتيات وولدين، يكفي أن نقول إن والدتهم قتلت على يد والدهم وهو الآن في السجن، ليدرك الجميع حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال".وختمت بالقول إنه "بعد مقتل وفاة قتلت 65 امرأة في المجتمع العربي، ومعظم الملفات لا تزال مفتوحة والمجرمين يسرحون ويمرحون دون رادع، إذ أن المماطلة وعدم اعتقال المجرمين تجعلهم يكررون الإجرام دون رادع لهم".!!

